لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ترامب و"أوروبا القديمة" ... أين تقف النمسا؟

02:15 م الأربعاء 20 فبراير 2019

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

واشنطن - (د ب أ):
يميل دونالد ترامب لأولئك الذين يفككون كل ما هو متماسك، أو يكسرونه، فهو على سبيل المثال كثير الثناء على الحكومة البولندية التي تتعرض للشجب من قبل بروكسل بسبب عوارها الديمقراطي، كما أنه يشيد أيضا بالرئيس المجري فيكتور أوربان الذي يتبنى موقفا ناقدا للاتحاد الأوروبي.

وفي بريطانيا يتعاطف ترامب بشكل أو بآخر صراحة مع الذين يؤيدون خروجا غير منظم لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لأن الصفقة التي تم التوصل إليها بين بريطانيا والاتحاد "رائعة للاتحاد"، ذلك التكتل الذي يروق لترامب تشبيهه بالصين.

كان نايجل فاراج، أحد الآباء الروحيين للخروج، أول سياسي غير أمريكي يتحدث معه ترامب عقب انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.

والآن يزور المستشار النمساوي زيباستيان كورتس واشنطن.

يندرج كورتس ،بخطاباته المعادية للهجرة ، ضمن زمرة القادة الأوروبيين التي تعجب باني الأسوار، حسبما يسمي ترامب نفسه، حتى وإن كان كورتس من القادة المعتدلين داخل الاتحاد الأوروبي، وكانت بلاده من الشركاء الذين لا يزالون موضع ثقة داخل الاتحاد الأوروبي، فيما يتعلق بالقضايا الجوهرية على الصعيد السياسي.

تعد النمسا ،مثل بولندا والمجر، إحدى الدول الأعضاء في مبادرة البحار الثلاثة، وهو اتحاد للدول الأحدث عضوية بالاتحاد الأوروبي في المنطقة القريبة من بحر البلطيق وبحر الشمال والبحر الأدرياتيكي.

يمكن لجزء من الأعضاء أن يستفيدوا كثيرا من ربط سياسة الطاقة و السياسة الأمنية التي ينتهجها أمثال ترامب، مما يجعلهم في منافسة من نوع ما مع الدول الكبيرة بالاتحاد الأوروبي.

ينظر البعض في الاتحاد الأوروبي للميثاق الذي يدعمه ترامب بالفعل، على أنه مسودة مضادة لأوروبا "القديمة"، وهو تعبير اشتقه وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد، ليصف به دولتي ألمانيا وفرنسا اللتين اتخذتا موقفا منتقدا للغزو الأمريكي للعراق.

تؤكد دعوة الرئيس الأمريكي للمستشار الشاب في فيينا على أن النمسا قد اكتسبت حضورا دوليا في ظل قيادة كورتس.

كما أن هذه الدعوة تشير إلى أن: ترامب يرفع من شأن دول تجسد من وجهة نظره "نموذجا مضادا للمحور الألماني الفرنسي الذي ظل هو السائد حتى الآن"، حسب المستشار السياسي النمساوي، توماس هوفر، والذي يرى أن كورتس ممثل لأوروبا، أدرك تحديات القارة كما يفهمها ترامب، خاصة في ضوء قضية الهجرة.

حسب عالم ترامب السياسي فإن القرب من الشعبويين، حيث إن الحزب التحرري النمساوي شريك في الائتلاف الحكومي، لا يضر.

وفي هذا السياق قال السفير الأمريكي في النمسا، ريتشارد جرينيل، في صيف عام 2018 مشيرا للمستشار النمساوي البالغ من العمر 32 عاما: "أعتقد أن زيباستيان كورتس نجم روك".

من جانبه وصف كورتس الرئيس الأمريكي قبل زيارته للبيت الأبيض بأنه "يتبنى سياسة خارجية نشطة وناجحة جدا"، وقال في تصريح لصحيفة "دي بريسه أم زونتاج" النمساوية إنه ينظر بشكل إيجابي جدا لجهود ترامب من أجل إيجاد حل سلمي في شبه الجزيرة الكورية.

يلتقي كورتس برئيس دولة يقاسمه بعض القناعات السياسية، ولكن أسلوبه يختلف بشكل واضح عن أسلوبه "فبينما ترامب عدواني وشرير ومهين، فإن كورتس رزين وموضوعي"، حسبما يرى هوفر.

يرفض كل من ترامب وكورتس الهجرة غير الشرعية.

كان للمستشار النمساوي دور بارز في إغلاق طريق الهجرة عبر دول البلقان، ويتبنى سياسة مقيدة لحركة اللاجئين في البحر المتوسط.

يعارض ترامب هجرة مواطني أمريكا اللاتينية للولايات المتحدة، رافضا بشدة آراء الكثير من الخبراء، بل والإحصاءات المجردة بهذا الشأن.

وهناك قاسم مشترك آخر يجمع ترامب وكورتس، وهو القرب من إسرائيل "حيث ينظر للمستشار على أنه وجه جديد وصديق لابد منه لإسرائيل" حسبما يتردد في دوائر حكومية بالنمسا.

يشار إلى أن قرار الرئيس الأمريكي الأحادي الجانب، وهو الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية للقدس كان قرارا واضحا وفي نفس الوقت مثيرا للجدل في الصراع في الشرق الأوسط.

قالت مصادر مطلعة في الحكومة النمساوية إن اللقاء الثنائي المقرر بين ترامب و كورتس في البيت الأبيض سيستمر نحو 20 دقيقة، وسيعقبه لقاء موسع بممثلين آخرين عن الحكومتين، سيركز على قضايا تجارية، وهي قضايا مفخخة بالفعل، حيث إن لدى النمسا مصالح اقتصادية في تطوير خط "نورد ستريم 2" الألماني الروسي لنقل الغاز الروسي الأوروبي عبر بحر البلطيق، وذلك من خلال شركة OMV النمساوية للطاقة.

ولكن ترامب يريد الحيلولة بأي شكل دون إتمام المشروع، وذلك لإضعاف روسيا اقتصاديا.

أما فيما يتعلق بالتجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فإن أوروبا لم تجد غير كورتس، الذي ينظر إليه في كثير من الأحيان كمتمرد، ليخفف من وطأة النزاع مع أمريكا، حيث أكد كورتس قبيل لقائه ترامب، أن المساهمة في ألا تزداد ديناميكية الحرب التجارية بين الجانبين هي أحد الأهداف الرئيسية لرحلته.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان