بعد اقتراب هزيمته بسوريا.. هل يظهر "داعش" في العراق مرة أخرى؟
كتب - هشام عبد الخالق:
يتسلل مقاتلو تنظيم داعش الذين يواجهون خطر الهزيمة من سوريا عبر الحدود إلى العراق، ويقومون بزعزعة أمن البلاد الهش، بحسب ما صرح مسؤولون أمريكيون وعراقيون لوكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية.
وعبر أكثر من 1000 مقاتل من داعش الحدود الصحراوية المفتوحة بين البلدين في الأشهر الستة الماضية، في تحدٍ واضح للعملية الضخمة التي تشنها القوات الأمريكية والكردية والتحالف الدولي للقضاء على بقايا تنظيم داعش في شرق سوريا، بحسب ما صرح به 3 مسؤولون عراقيون ومسؤول عسكري أمريكي للوكالة.
وتحدث المسؤولون -الأمريكيون والعراقيّ- شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، لأنهم لم يكن مصرح لهم بالتعليق علانية على الأمور الاستخباراتية، لكن دلائل اتساع نطاق وصول تنظيم داعش في العراق واضحة.
وقالت الوكالة الأمريكية، في تقرير لها، الجمعة، إن خلايا التنظيم التي تعمل في أربع مقاطعات شمالية تقوم بعمليات خطف واغتيالات ونصب كمائن على جانب الطريق، بهدف تخويف السكان المحليين واستعادة طرق التمويل التي تكون التنظيم من خلالها قبل ست سنوات.
اللواء يحيى رسول، المتحدث باسم الجيش العراقي قال: "يحاول داعش تأكيد وجوده في العراق، بسبب الضغط الذي تتعرض له في سوريا".
وبحسب مسؤول في المخابرات، فإنه يمكن إحصاء ما يقرب من 5000 إلى 7000 داعشي في العراق، يختبئون في المنطقة الوعرة من المناطق النائية.
وفي سوريا، حاصرت القوات التي يقودها الأكراد بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، المتشددين في جيب أقل من كيلومتر مربع واحد في قرية الباغوز الواقعة على نهر الفرات، بالقرب من حاجز الـ 600 كيلومتر.
وتقول الوكالة، إن الجيش العراقي نشر أكثر من 20000 جندي لحماية الحدود، ولكن أفراد التنظيم يتسللون عبر أنفاق أو تحت جنح الظلام، بينما يدخل آخرون العراق بصفتهم رعاة غنم.
وبحسب تقارير الاستخبارات، يجلب مقاتلو التنظيم معهم النقود والأسلحة الخفيفة، ويقومون باستخراج الأسلحة والأموال التي خبأوها أثناء تحكمهم في مناطق واسعة من شمال العراق.
ويضيف رسول، لو نشرنا أعظم جيش في العالم، لن يكون قادرًا على السيطرة على هذه المنطقة، حيث تتطلب العملية جمع معلومات استخباراتية وضربات جوية.
وعلى الرغم من إعلان طرد تنظيم داعش من العراق، إلا أن العديد يخشى من عودته مرة أخرى، خاصة أنه يشن تمردًا محدودًا في المناطق الريفية.
وتقول الوكالة إنها استطاعت التأكد من 9 هجمات للتنظيم في شهر يناير فقط، وذلك استنادًا إلى المعلومات التي تم جمعها من مسؤولي الاستخبارات وزعماء المقاطعات ووسائل التواصل الاجتماعي. وغالبا ما يفتخر داعش بأنشطته من خلال تطبيقات مثل "تيليجرام".
وفي إحدى تلك الحالات، اقتحمت عصابة من داعش منزل رجل اتهموه بأنه مخبر للجيش، وقتلوه هو وأخويه ونشروا صورًا لعملية اللقتل على وسائل التواصل الاجتماعي، ويقول الشيخ محمد نوري، وهو زعيم عشائري محلي، إن تلك العملية كان الهدف منها ترويع السكان المحليين ومنعهم من تبادل المعلومات الاستخبارية مع مسؤولي الأمن.
وفي حالة أخرى، قتلت خلايا داعش قادة القرى ومسؤولي البلديات، وهاجموا نقاط التفتيش الريفية بسيارات ملغومة وقذائف الهاون. وفي بلدة الشرقاط بوسط العراق، أوقف المسلحون سيارة تابعة للشرطة الشهر الماضي وقتلوا جميع الضباط الأربعة الذين كانوا بداخلها.
وتهدف أنشطة أخرى للتنظيم إلى استعادة القدرات المالية للمجموعة.
يوم الأحد الماضي، اختطف مسلحون مجموعة من 12 صيادًا في محافظة الأنبار الغربية، وهو ما يمثل عودة إلى استراتيجية تخويف وابتزاز المزارعين والتجار لتحقيق مكاسب مالية، حسبما تذكر الوكالة.
واختفى صيادون آخرون في الريف، بحسب ما ذكره عضو المجلس القبلي في الأنبار جابر الجابري، الذي قال إن المسلحين يأخذون تخفيضات من الصيادين في مقابل الوصول إلى الأرض وخطف أو قتل أولئك الذين يرفضون التعاون، مشيرًا إلى أن هذا أحد مصادر تمويلهم.
وحذر الجابري من المبالغة في تقدير تهديد داعش، قائلاً: "المتشددين أصبحوا أقل نجاحًا في التغلغل داخل المجتمعات المحلية عما كانوا عليه في وقت سابق".
هانز جاكوب شيندلر، المستشار السابق لمجلس الأمن الدولي بشأن داعش وغيره من الجماعات المتطرفة، قال إن المظالم نفسها التي أدت إلى ظهور داعش في عام 2013 لا تزال قائمة اليوم، بما في ذلك الأقلية السنية الكبيرة التي تشعر بأنها مهمشة سياسيًا واقتصاديًا من قبل الحكومة المركزية التي يقودها الشيعة.
وأعرب شيندلر، عن خوفه "من تكرار التاريخ"، وقال إنه رأى تنظيم داعش "يعود إلى النوع القديم" من "الهجمات الإرهابية التقليدية"، والخطف من أجل الحصول على فدية، وهي تكتيكات استخدمها تنظيم القاعدة على نطاق واسع في العراق.
فيديو قد يعجبك: