لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فورين بوليسي: بعد استقالة ظريف إيران تفقد آخر حلقة للتواصل مع الغرب

11:40 ص الثلاثاء 26 فبراير 2019

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف

كتبت- هدى الشيمي:

أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مساء أمس الإثنين، استقالته من منصبه، عبر حسابه على إنستجرام. وقال "أعتذر لعدم تمكّني من البقاء في منصبي، وعلى كل التقصير خلال أداء مهامي".

وتأتي استقالة ظريف بعد توليه حقيبة الخارجية منذ عام 2013، وحتى هذه اللحظة لم يُعرف الأسباب التي دفعته إلى الاستقاله، ولكنه كان تحت ضغوط كبيرة من معسكر المتشددين في إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي يحد من قدرات طهران على تخصيب اليورانيوم.

وكان ظريف قد قال في حوار نشره موقع جريدة "إنتخاب" الإصلاحية إنه بعد نشر صور المقابلة بين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي والرئيس السوري بشار الأسد في طهران دون حضوره "لم يعد هناك أدنى احترام لوجوده في منصب وزير الخارجية".

وترى مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن إيران فقدت آخر حلقة للتواصل مع الغرب بعد استقالة ظريف، وقالت في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني إن وزير الخارجية الإيراني كان خادمًا مُخلصًا للجمهورية الإسلامية، وكان له الكثير من الأصدقاء والمعجبين خارج بلاده، بالنظر إلى لغته الانجليزية الجيدة، وبراعته في الخطاب، كما أن علاقاته كانت جيدة مع وسائل الإعلام والصحفيين، فكان يدعوهم إلى مكتبه ويقدم لهم الشاي والفستق الفارسي اللذيذ.

وتُشير المجلة إلى أن ظريف كان خبيرًا دبلوماسيًا، فكان يعرف كيف يستفيد من كل شيء لإخراج بلاده من العزلة التي تعاني منها، وكان أحد مهندسي الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع والولايات المتحدة ودول العالم الكُبرى في عام 2015، ومع ذلك وجد نفسه منهزمًا في النهاية.

على مدار 20 عامًا، كان ظريف نائبًا لوزير الخارجية، ثم سفير بلاده في الأمم المتحدة، وأخيرًا وزير خارجية، ولعب الدبلوماسي الإيراني، 59 عامًا، دورًا حيويًا وبذل جهودًا كبيرة من أجل تحسين العلاقات بين طهران والغرب، ولكن جهوده كانت تفشل بسبب موقف الولايات المتحدة الصارم والمتشدد من بلاده، لاسيما بعد تولي ترامب، وهذا ما أدى إلى انهيار الأوضاع الاقتصادية في إيران في الأونة الأخيرة.

تعود جهود ظريف للعمل مع غرب إلى الفترة التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر، عندما كان نائبًا لوزير الخارجية، فشارك في مؤتمر عُقد في عام 2001 في بون، والتقى بالوفد الأمريكي والذي قال فيما بعد أن ظريف قدم بعض الاقتراحات المُثيرة للاهتمام خلال الاجتماع.

بالنسبة للدبلوماسيين الأمريكيين الذين تعاملوا مع ظريف ويعرفون تاريخه، فإن رحيله من المشهد يُشير إلى أنه بعد عام تقريبًا من انسحاب ترامب المفاجئ من الاتفاق النووي مع إيران، فإن العلاقات بين البلدين على وشك أن تأخذ منعطفًا درامتيكياً نحو الأسوأ.

يقول جيمس دوبينز، دبلوماسي سابق عمل مع ظريف في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، إنه كان يعمل بجد من أجل ابقاء إيران في الاتفاق النووي الإيراني.

ويضيف: "لقد كان دبلوماسيًا ماهرًا، ومحاور موثوق فيه، ورفيق جيد، ورحيله لا يُبشر بالخير".

فيما يرى آخرون أن رحيل ظريف قد يعني أن إيران سوف تغير موقفها من الاتفاق النووي، وربما توافق على إنهائه والتخلص منه، حسبما تنقل المجلة.

تقول المجلة إن السياسيين الأمريكيين المعاديين لإيران يرون أن رحيل ظريف دليلاً على أن إيران دولة لا يمكن الوثوق بها أبدًا.

وبالنسبة للسياسيين الأمريكيين المعتدلين، فتقول المجلة إنهم يعتبرون استقالة ظريف أمر محزن وخطير للغاية، وقال مالوني، الباحث في بروكينجز: "إن رئيس الخارجية الإيراني كان شخص مفيد لسببين رئيسين الأول معرفته بالنظام الأمريكي، والثاني مهاراته في التفاوض، ما يعني أن رحيله سيكون خسارة كبيرة للجانبين".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان