إعلان

افتتاحية نيويورك تايمز: حان الوقت لجلب القوات الأمريكية من أفغانستان

09:30 م الإثنين 04 فبراير 2019

القوات الأمريكية

كتب - هشام عبد الخالق:

خصصت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، افتتاحيتها اليوم الاثنين، لتسليط الضوء على "الحرب في أفغانستان" مطالبة بإنهائها وسحب القوات الأمريكية من هناك.

وقالت الصحيفة في مستهل افتتاحيتها: "في 14 سبتمبر 2001، وافق الكونجرس على ما سيتم إثبات أنه أحد أكبر الشيكات الفارغة (على بياض) في تاريخ البلاد. أعطى الإذن باستخدام القوة العسكرية ضد الإرهابيين للرئيس جورج دبليو بوش سلطة لمهاجمة حركة طالبان، وهي القوة السنية الأصولية التي كانت تهيمن على أفغانستان والتي رفضت تسليم العقل المدبر للهجمات التي ارتكبت في 11 سبتمبر من نفس العام، وهو أسامة بن لادن".

وأشارت الصحيفة، إلى أنه في غرفتي الكونجرس (مجلسي النواب والشيوخ) كان هناك صوتًا واحدًا للمعارضة وهي النائبة الديمقراطية باربرا لي من كاليفورنيا، والتي حذرت من حرب فيتنام أخرى، وقالت: "يجب أن نكون حريصين على عدم الدخول في حرب مفتوحة مع عدم وجود استراتيجية خروج أو هدف محدد. لا يمكننا تكرار أخطاء الماضي".

بعد أيام من بدء الحرب ضد التنظيم الإرهابي، أعلن بوش في جلسة مشتركة للكونجرس أن خطته الحربية تبدأ مع القاعدة، لكنها لا تنتهي هناك، مضيفًا أن الأمر لن ينتهي حتى يتم العثور على كل مجموعة إرهابية ذات امتداد عالمي وتوقيفها وهزيمتها.

والآن، بحسب الصحيفة، بعد مرور أكثر من 17 عامًا، يشارك الجيش الأمريكي في مهام مكافحة الإرهاب في 80 دولة في ست قارات. وسيبلغ السعر، الذي يشمل الحروب في أفغانستان والعراق وزيادة الإنفاق على رعاية المحاربين القدامى 5.9 تريليون دولار بحلول نهاية العام المالي 2019، وفقا لمشروع تكاليف الحرب في جامعة براون. وبما أن كل هذه الأموال تقريبًا تم اقتراضها، ستكون التكلفة الإجمالية مع الفائدة أعلى بكثير.

وتقول الصحيفة، إن الحرب على الإرهاب أصحبت تعرف الآن بأسماء مختلفة مثل: "الحرب الأبدية"، و"الحملة الصليبية"، وأودت بحياة نصف مليون شخص حول العالم.

وخاض أكثر من 2.7 مليون أمريكي الحرب على الإرهاب منذ عام 2001، وقُتل ما يقرب من 7000 عغضو بالجيش -وما يقرب من 8000 شخص من المتعاقدين الخاصين فيها، وعاد أكثر من 53700 شخص جريح إلى منازلهم، وأصبح عدد لا يحصى يحملون إصابات نفسية.

صورة 1

وأريقت الدماء الأمريكية وأنفق المال بناء على فكرة أن الحرب في الخارج يمكن أن تمنع سفك الدماء داخل الولايات المتحدة. وكما قال بوش في 2004: "نحن نحارب هؤلاء الإرهابيون بقواتنا العسكرية في أفغانستان والعراق، لذا لا يتعين علينا مواجهتهم في مدننا".

وتشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة كانت متفائلة أكثر من اللازم بشأن الحكومة الأفغانية المنتخبة، على الرغم من انتقادها لوجود خلل وظيفي عميق بالحكومة.

وأوضحت الصحيفة، أنها كانت تدعم فكرة انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ونشرت افتتاحية عام 2015 كُتب فيها: "من غير المحتمل أن بقاء بضعة آلاف من الجنود الأمريكيين في أفغانستان لمدة عام إضافي، سيغير لأي شيء سوى تأجيل بداية عصر ما بعد أمريكا".

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه دعا لإنهاء الحرب في أفغانستان منذ زمن بعيد، ففي 2012 على سبيل المثال قال إن الصراع هناك ليس في مصلحة الأمة. ولكن بمجرد وصوله إلى الرئاسة تم إقناعه من قبل مستشاريه العسكريين بزيادة أعداد القوات الأمريكية هناك لتطبيق خطة جديدة من أجل الفوز بالحرب، ومن المفترض أن الخطة - بحسب كلام ترامب في 2017 - ستؤدي لهزيمة طالبان والجماعات الإرهابية الأخرى بسهولة.

وأرسل البنتاجون بالفعل 4000 جندي إضافي لمؤزارة الـ 10 آلاف جندي المتواجدين هناك والذين تركهم أوباما في أفغانستان، وعلى الرغم من ذلك لم تنتهِ الحرب ولم تفز الولايات المتحدة بها، ويعيش ملايين الأفغان كلاجئين في إيران وباكستان.

وعلى الرغم من المفاوضات التي جرت مؤخرًا بين الولايات المتحدة وطالبان في الأيام الماضية، فقد حان وقت مواجهة الحقيقة القاسية، بحسب الصحيفة: الحرب وصلت إلى طريق مسدود، وفي أسوأ الأحوال فهي حالة ميؤوس منها.

تم تحقيق الهدف الأمريكي الأولي - وهو جلب بن لادن للعدالة - ولكن الأهداف الأخرى، مثل بناء حكومة أفغانية قادرة على العمل بمفردها، وحماية السكان ومحاربة الأعداء، قد لا تكون قابلة للتحقيق.

الانسحاب من الحرب ليس استراتيجية. ولكن يمكن تنظيم وتنفيذ انسحاب منظم لقوات حلف شمال الأطلسي قبل نهاية العام وقبل فقدان المزيد من الأرواح في سبيل قضية خاسرة. حيث قُتل أمريكيان بالفعل في عام 2019، ولكن لا يجب أن يقاتل أو يموت أي جندي أمريكي في أفغانستان في 2020.

انسحاب القوات الأمريكية في النهاية قد يكون هو الشيء الوحيد الذي تريد كل أطراف الصراع حدوثه، غالبية الأمريكيين يريدون إنهاء الحرب. إذا لم ينهِ ترامب الحرب بحلول نهاية العام، فيمكن للكونجرس إلغاء ترخيص 2001 لاستخدام القوة العسكرية، وعلى أي حال -بحسب الصحيفة- يحتاج الكونجرس، لإعادة النظر في الشيك الفارغ الذي قدمه في 2001.

من الممكن أيضًا أن يؤدي قرار الانسحاب إلى دفع الأفغان وطالبان واللاعبين الإقليميين مثل باكستان وروسيا وإيران والهند والصين إلى العمل سوية على حل تعاوني لإحلال الاستقرار في أفغانستان ومنع الإرهابيين من الوصول إلى قاعدة إقليمية. وهذا الحل الذي يحافظ على بعض مكاسب المجتمع المدني التي حققها الأفغان، مع إبقاء البلد متحررًا من الإرهابيين الدوليين، يصب في مصلحة جميع تلك الأطراف.

وأشارت الصحيفة، إلى أن فشل القادة الأمريكيين - المدنيين والجنرالات من خلال ثلاث إدارات، ومن البنتاجون إلى وزارة الخارجية إلى الكونجرس والبيت الأبيض- لتطوير ومتابعة استراتيجية لإنهاء الحرب، يجب تدريسه لأجيال.

لقد أظهر ما يقرب من عقدين من الهجمات الإرهابية - في الولايات المتحدة وخارجها من قبل مهاجمين أجانب ومحليين- شيئًا واحدًا، وهو أن الإرهاب تكتيك، وليس قوة عدو يمكن هزيمتها، وأنه لا يعرف حدودًا. قد يمكن إحباطه في بعض الحالات، لكن لا يمكن أن ينتهي بشكل تام في نفس اللحظة.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بـ: "قاتلت الجنود بشجاعة في أفغانستان. حان الوقت لإحضارهم إلى منزلهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان