مادورو وأردوغان "يجمعهما أكثر من الإعجاب بقيامة أرطغرل"
لندن (بي بي سي)
لم يتأخر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الاتصال بالرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، والإعراب له عن وقوف أنقرة إلى جانبه ضد زعيم المعارضة، خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتاً لفنزويلا.
وقد انضم أردوغان إلى قلة من الدول والزعماء الأجانب الذين أعربوا عن دعمهم لمادورو وعلى رأسهم فلاديمير بوتين.
ولم يكتف أردوغان بذلك بل طالب مادورو بالصمود والمقاومة واصفاً ما يجري في فنزويلا بأنها محاولة انقلاب ضد رئيس شرعي.
صدمة أردوغان
وانتقد أردوغان بشدة موقف إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي اعترفت بزعيم المعارضة، خوان غوايدو، وقال: "إن تصريح ترامب صدمني، كيف يمكن أن يصدر عنه موقف كهذا، وهو شخص يؤمن بالديمقراطية ويحترم نتائج الانتخابات؟".
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين: "رئيسنا اتصل بنظيره الفنزويلي، نيكولاس مادورو، وقال له: "قف منتصبًا أخي مادورو فنحن نقف إلى جانبك".
وكان مادورو من أوائل الزعماء الذين اتصلوا بأردوغان إثر محاولة الانقلاب الفاشلة عليه عام 2016، إذ أعرب له آنذاك عن دعمه الكامل وهو موقف لم ينساه أردوغان.
تدخل أمريكي
واتهمت وسائل الإعلام التركية الولايات المتحدة بتدبير محاولة إنقلاب ضد مادورو، وقالت صحيفة يني شفق الناطقة باسم حزب أردوغان إن المخابرات المركزية الأمريكية هي التي تقف وراء الحملة المناهضة لمادورو عبر وسائل التواصل الإجتماعي لإثارة الاحتجاجات ضده، وأضافت "المخابرات المركزية الأمريكية نشرت ملايين البوستات" لهذا الغرض.
وفي شهر سبتمبر الماضي انتشر على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمادورو وزوجته وهما يتناولان الغذاء في أحد مطاعم النجم التركي، نصرت غوكجة، المعروف باسم "سولت باي "، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في فنزويلا حيث يعاني الملايين من المجاعة.
وامتدح مادورو نظيره التركي ووصفه بأنه" قائد العالم الجديد المتعدد الأقطاب"، وقدم له سيفا هو نسخة طبق الأصل للسيف الذي حمله بطل استقلال فنزويلا سيمون بوليفار.
ووصل الإعجاب بين الزعيمين إلى الدراما التركية التي تتناول المرحلة العثمانية، إذ نشرت وسائل الإعلام التركية صوراً لمادورو وهو يرتدي ملابس بطل المسلسل التركي الشهير "قيامة أرطغرل" تعبيراً عن إعجابه بشخصيات المسلسل.
شريان حياة
وتقدم مؤسسة تيكا للتنمية الخارجية التركية وجبات الأغذية بأسعار مخفضة لملايين الفنزويليين، إذ تنقلها الخطوط الجوية التركية جواً إلى كراكاس.
وحسب تقارير وسائل الإعلام الفنزويلية تقوم تيكا بتوزيع الطعام على 69 في المئة من الفقراء في فنزويلا.
كما تقوم المؤسسة ذاتها بتقديم خدمات للمشاريع البنية التحتية والمعدات الطبية. وترى الدول الغربية أن أردوغان يمّكن مادورو من إطالة عمر نظامه .
ويقول الخبير التركي في العلاقات التركية الأمريكية اللاتينية، جاليك ويلتسه: "إن المساعدات الإنسانية التي تقدمها تركيا لفنزويلا تمد في عمر نظام مادورو ولولاها لانهار النظام".
وما يجمع أردوغان ومادورو ليس الإعجاب المتبادل فقط، بل الريبة والشك في نوايا الغرب تجاه حكمهما، فكلاهما يرى نفسيهما منتخبان بشكل ديمقراطي ولكنهما يتعرضان لحرب إقتصادية من قبل الولايات المتحدة.
مصدر قلق
قام مادورو خلال عامين بأربع زيارات إلى تركيا، بينما قام أردوغان بآخر زيارة له إلى فنزويلا في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي. ودان أردوغان العقوبات الغربية المفروضة على فنزويلا خلال مؤتمر صحفي عقده في كاراكاس.
وأصبحت تركيا من أهم مستوردي خام الذهب من فنزويلا خلال الآونة الأخيرة، إذ بلغت قيمة مستورداتها من الذهب نحو 900 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2018.
وترى تركيا في فنزويلا أرضا خصبة للاستثمار في مختلف المجالات حيث تملك البلاد احتياطات ضخمة من الذهب والنفط.
وشملت العقوبات الأمريكية المفروضة على فنزويلا قطاع الذهب. وأعربت واشنطن عن قلقها بشان صادرات الذهب من فنزويلا إلى تركيا، إذ قال مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون تمويل الإرهاب: " إن هذا الأمر مصدر قلق كبير لنا".
وتقول فنزويلا إن تركيا تقوم بتنقية الذهب وإعادته إلى فنزويلا.
لكن وسائل إعلام غربية تحدثت عن احتفاظ تركيا بالذهب لديها لصالح حكومة مادورو أو قد يباع قسم منه إلى إيران حسبما أعلن مسؤولون أمريكيون لوكالة بلومبيرغ في اكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو ما يمثل انتهاكاً للعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.
فيديو قد يعجبك: