كيف سرقت نانسي بيلوسي الأضواء من ترامب؟

كتبت- هدى الشيمي:
كان من المفترض أن يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مركز الاهتمام خلال الساعة والـ22 دقيقة التي ألقى خلالها خطاب حالة الاتحاد، فجر يوم الأربعاء، إلا أن الأمور لم تسر على هذا النحو، بعد أن سرقت منه نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأضواء.
بعد انتهاء الرئيس الأمريكي من الخطاب الذي كان من المفترض إلقائه في يناير الماضي، ولكن تأجل بسبب الإغلاق الحكومي، الذي استمر 35 يومًا، ما جعله الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، وقفت بيلوسي وصفقت له بطريقة مُثيرة للسخرية، ومن الممكن ملاحظة علامات امتعاض ترامب مما قامت به.

وخلال الخطاب، تطرق الرئيس الأمريكي إلى العديد من القضايا التي تثير الجدل في واشنطن، من بينها سحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان، وقال في إشارة إلى سوريا: "حان الوقت للترحيب بمحاربينا الشجعان في سوريا"، لافتا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستستمر في العمل على "تدمير بقايا داعش".
كذلك تحدث ترامب عن الجدار الحدودي الذي يُطالب بإنشائه بين الولايات المتحدة والمكسيك، وقال: "في الماضي أغلب الموجودين في هذه الغرفة وافقوا جدار إلا أن الجدار الحقيقي لم يبنَ، وابنيه".

تقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء، إن بيلوسي، وهي السياسية الأهم والأكثر قوة في الولايات المتحدة الآن، تمكنت من السيطرة على تعبيرات وجهها ولغة جسدها طوال الخطاب، ولكن عندما قال ترامب إنه "من الضروري نبذ سياسات الانتقام والمقاومة واحتضان كافة الامكانات والتعاون مع بعضنا البعض وتقديم تنازلات للصالح العام"، لم تتمكن رئيسة مجلس النواب من كبح جماح مشاعرها.
وتوضح الصحيفة الأمريكية أن بيلوسي نهضت من مقعدها وبدأت بالتصفيق بعد أن مدت ذراعيها بشكل غريب تجاه الرئيس الأمريكي، وعندما التف ترامب للنظر إليها وإلى نائبه مايك بنس الجالس على المقعد المجاور لها، لاحظ أنها تسخر منه، وتستهزأ بما يقول.

شاهد الفيديو

وبعد لحظات من الموقف انتشرت صورة بيلوسي وهي تصفق لترامب على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما تويتر، إذ قام مستخدموه بالسخرية من الرئيس الأمريكي، معتبرين أن رئيسة مجلس النواب تمكنت من الانتصار عليه مرة أخرى، واثبات أنه شخص غير قادر على قيادة بلد كبير ومهم مثل الولايات المتحدة.
فيما اعتبر آخرون أن ما قامت به بيلوسي أمر مُشين، فقال مستخدم لتويتر إنها أظهرت بهذه الطريقة عدم الاحترام للرئيس الولايات المتحدة، وأنه بغض النظر عن خلافتهما كان من المفترض أن تحترمه في الخطاب الذي يُلقيه أمام كل الأمريكيين وانتظره العالم.
نساء..

ولم يكن هذا الأمر الوحيد الذي لفت الأنظار وتحدثت عنه وسائل الإعلام فيما يتعلق بالخطاب، فقد سُلطت الأضواء على عضوات الكونجرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي اللائي ارتدين ملابس باللون الأبيض، ووقفن في لحظة تاريخية تعبر عن موقفهن من قضايا المرأة، والتأكيد على استعداد كل منهن للنضال من أجل قضايا المرأة، وتحقيق المساواة في الأجور والرعاية الصحية بأسعار مناسبة.

ويضم مجلس النواب الأمريكي الحالي عضوية 102 امرأة، بينهن 43 من ذوات البشرة الملونة، ويضم ولأول مرة في تاريخه امرأتين من أصول عربية وهما رشيدة طليب، وهي أول عضوة في الكونجرس من أصول فلسطينية، وإلهان عمر وهي مهاجرة من أصول صومالية.
يُشار إلى أن خطاب حالة الاتحاد واجب دستوري وتقليد رئاسي أمريكي عريق، يلقي خلاله رئيس البلاد خطابا سنويا أمام مجلسي الكونجرس يستعرض فيه حالة الولايات المتحدة، على الصعيدين الداخلي والخارجي، ويقترح جدول أعمال تشريعيا للسنة المقبلة، إضافة إلى شرح مقاربته الشخصية للشعب الأمريكي.