انتخابات الليكود.. هل يخسر نتنياهو شعبيته في إسرائيل؟
كتبت – إيمان محمود:
أثارت الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود الإسرائيلي، ما يعاني منه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في الوقت الحالي من خسارة كبيرة لشعبيته داخل إسرائيل -وحتى داخل الحزب المُنتمي إليه- بعد أن صعد اثنان من أبرز المُعارضين له، ضمن المقاعد الخمس الأولى.
وبحسب النتيجة؛ فاز رئيس الكنيست الإسرائيلي يولي ادلشتاين، الذي احتل المكان الأول، وجاء ترتيبه في اللائحة بعد نتنياهو، الذي ظلّ على رأس القائمة بوصفه رئيساً للحزب. كما تمكن أول خصوم نتنياهو الوزير السابق، جدعون ساعر، من الحفاظ على موقع ضمن المقاعد الخمس الأولى رغم حملة رئيس الحزب والحكومة، بنيامين نتنياهو، ضده.
وشهدت الأيام الأخيرة حربا ضروسا بين الاثنين بعد أن استعان نتنياهو مجددا بنجله يئير الذي كتب على صفحته على "تويتر" إن ساعر سعى من خلال ترشحه، إلى العودة للكنيست ثم ترتيب انشقاق للضغط على رئيس الدولة لتكليفه هو شخصيا أو زعيم حزب آخر بمهمة تشكيل الحكومة القادمة وليس تكليف نتنياهو بصفته زعيم أكبر حزب ومرشح الليكود لرئاسة الحكومة.
وفي المقابل؛ رد ساعر في شريط مصور له على "تويتر" ووسائط التواصل الاجتماعي بالقول إن دعايات نتنياهو هي تحريض سافر عار تماما عن الصحة، وأنه يواجه حربا من نتنياهو عبر استغلال الأخير لمقدرات الحزب المالية والتنظيمية في منع تأييد ساعر.
ومقابل استعانة نتنياهو بولده، نشر عدد من قادة مجلس المستوطنات بيانًا أكدوا فيه أن ساعر هو ابن وفيّ لحزب "الليكود"، وأنه كان بين قلائل ممن عارضوا الخطاب الذي أعلن فيه نتنياهو عام 2009 عن قبوله بحل الدولتين.
وترى صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن أعضاء حزب الليكود أثبتوا أن "هناك حدود لكل شيء.. فنتنياهو زعيمهم، وعزيز عليهم، وهو يقود الحزب داخل السلطة، وهم ممتنون لكل ذلك، فسمحوا له بحجز ثلاث نقاط على القائمة الانتخابية وكانوا سيعطونه الرابعة".
ومع ذلك؛ "فهم ليسوا قطيعًا من الأغنام التي تخاف في كل مرة ينبح فيها كلب الراعي وتندفع خاضعة إلى الزريبة"، على حدّ وصف الصحيفة، التي أكدت أن أعضاء الليكود لديهم شعور بالمسؤولية، ويمتلكون حكمة جماعية وقدر من الاستقلال يفتقده قيادة الحزب في الكنيست والحكومة.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو شنّ حملة ليس لها أي داعي على ساعر، وفي النهاية جاءت النتيجة مخيّبة له، بعدما نجح ساعر في الحلول رابعًا في مقدمة الفائزين.
وعقّب ساعر على هذه النتيجة قائلاً: "لقد فزتُ مرتين بالمرتبة الأولى في الليكود، لكن فوزي بالمرتبة الثالثة اليوم كان أحلى من هذين الفوزين. فقد تعرضت لتحريض أرعن وغير إنساني، لكن رصيدي الجماهيري كان أقوى".
ولفتت إلى أن السياسيين الذين تم تحديدهم عن كثب مع رئيس الوزراء، و"المدافعين عن حقوقه، وضحّوا بأنفسهم من أجله وأذلوا أنفسهم في الصحافة تم دفعهم إلى هوامش القائمة"، على حدّ وصف الصحيفة الإسرائيلية.
وقال رئيس القسم السياسي في هيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة "كان"، يوآف كركوفسكي، في وقت سابق، إن تصويت أعضاء الليكود كان يعني دعمًا لنتنياهو كزعيم للحزب ورئيس للحكومة ووزير للأمن ووزير خارجية، ولكن بما يتصل بدوره كرئيس للحزب "فقد فشل"، على حدّ قوله.
وتأتي ضربة انتخابات الليكود إلى جانب اتهامه بالفساد، وهي القضايا التي من المتوقع أن يتم الحكم فيها قبل انتخابات البرلمانية "الكنيست" في التاسع من أبريل القادم، وعلى مدار عشرات التحقيقات مع "نتنياهو" خلال عام 2018، أثبتت الشرطة الإسرائيلية فساد "نتنياهو" في قضيتين من أصل 4 قضايا، حيث أوصت الشرطة بتقديم "نتنياهو" للمحاكمة، في قضية مُتعلقة بحصوله على هدايا من رجال أعمال مقابل منحهم تأشيرات للسفر إلى الولايات المتحدة.
أما القضية الثانية فتتمثل في ممارسة نفوذه على صحيفتي يديعوت احرونوت وإسرائيل اليوم، وإجرائه مساومات بهدف انحياز السياسة التحريرية للصحيفتين لمصلحته، من أجل كسب شعبية أوسع خلال انتخابات الكنيست في عام 2015.
وأظهر استطلاع رأي أجرته "هآرتس"، أن نصف الإسرائيليين لا يريدون فوز بنيامين نتنياهو، للمرة الخامسة برئاسة وزراء الاحتلال، وذلك في ظل اشتداد المنافسة مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق الجنرال، بيني جانتس.
ووفقًا لاستطلاع الرأي الذي أجرته كل من "هآرتس" و"ديالوج"، عبّر 47 بالمئة من الناخبين الذين شملهم الاستطلاع عن رفضهم لانتخاب نتنياهو رئيسًا للحكومة مجددًا.
ومنذ أعلن نتنياهو في شهر ديسمبر الماضي، عن تبكير الانتخابات إلى التاسع من أبريل المقبل، تشير استطلاعات الرأي إلى اقتراب سريع لحزب جانتس "مناعة لإسرائيل" من حزب "الليكود"، لكن التقديرات تشير إلى إمكانية تفوق "مناعة لإسرائيل" حال قرار المدعي العام الإسرائيلي، بتوجيه اتهام رسمي لنتنياهو، في تُهم الفساد الموجهة إليه.
وقالت "هآرتس" إن نتائج الاستطلاع تؤكد أن نتنياهو بات يفقد قوته أمام جانتس في أعين الناخبين، مُرجّحة أن حدة التنافس بينهما تتمحور حول مسألة ضمان الأمن.
وأضافت أن هذا العدد من الناخبين الرافضين لفكرة حصول نتنياهو على ولاية خامسة، يعني أن قوة معسكر اليمين برمته كـ"علامة انتخابية" توفق قوة نتنياهو شخصيًا، عكس الرسالة التي يحاول نتنياهو إرسالها للناخبين، ومفادها أنه من دونه سينهار الجناح اليميني والحكومة وحتى البلد.
فيديو قد يعجبك: