إعلان

فورين بوليسي: الموت ينتظر اللاجئين العائدين إلى سوريا

08:58 م الخميس 07 فبراير 2019

تقترب الحرب السورية من النهاية

كتب – محمد الصباغ:

تقترب الحرب السورية من النهاية بعدما باتت هزيمة تنظيم داعش الإرهابي والمجموعات المسلحة الأخرى التي عارضت الرئيس بشار الأسد منذ 2011، مسألة وقت.
ولا تتوقف الحكومة السورية حاليًا عن مطالبة اللاجئين من مواطنيها في الخارج بالعودة إلى بلادهم، لكن تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية رصد أن بعض السوريين الذين قرروا العودة عادوا ليجدوا السجن والتعذيب.

تحدثت المجلة مع أقارب اثنين من السوريين عادوا إلى بلادهم، بجانب نشطاء زعموا أن هناك الكثيرون ممن عانوا مصيرا أسود بسبب قرار العودة.
تبقى الحكومة السورية التي بدأت المظاهرات ضدها في 2011، ثم تحولت إلى حرب أهلية، كما هي على رأس السلطة في سوريا. وكان المتظاهرين في بداية الحرب قد احتجوا ضد الدولة البوليسية القمعية بشكل أساسي.

فيما تعيش بعض الحكومات التي تستضيف بلادها أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين (مثل لبنان وألمانيا)، تحت ضغط سياسي داخلي من أجل إعادة هؤلاء اللاجئين إلى بلادهم. وحذر مكتب الأمم المتحدة لشئون اللاجئين تلك الدول من العودة الإجبارية للاجئين، والتي تتعارض مع القانون الدولي.

لكن على الرغم من أن الدول المستضيفة تلتزم بتلك التعليمات، إلا أنها تؤسس سياسات تؤدي إلى نفس النتيجة وهي إجبار اللاجئين على العودة، ما يبث الرعب في قلوب اللاجئين والنشطاء.
اختار الشاب "آسر" العودة إلى سوريا قادمًا من ألمانيا بعدما كان قادرًا على مواجهة العقبات البيروقراطية التي منعته من اصطحاب خطيبته من سوريا. وبجانب ذلك، شجعته منحة قدرها 1200 يورو من الحكومة الألمانية على العودة إلى سوريا، وذلك بالإضافة أيضًا إلى نمو العداء نحو اللاجئين في أوروبا.
وتواصل "فورين بوليسي" سردها لتفاصيل عودة الشاب السوري إلى بلاده، وأضافت أنه بعد وصوله إلى دمشق بأسبوعين، تم استدعاءه للاستجواب في مقر المخابرات. اتصل بأسرته وأخبرهم أنه سيعود سريعًا إلى المنزل، لكنهم لم يسمعوا منه شيئًا مرة أخرى.

تحدثت المجلة مع والديه الذين رفضوا الإفصاح عن هويتهم خوفًا من الملاحقة، وذكروا أنهم دفعوا أموالا إلى وسيط اكتشف أن ابنهم تم احتجازه. وتلك الطريقة التي وصلوا بها إلى معلومات حول ابنهم باتت شائعة لجمع المعلومات حول المفقودين، لأن المسئولين الرسميين لا يصدرون أي معلومات بشأن أمور كهذه.

يعيش أحد أقاربه في ألمانيا، وقال لفورين بوليسي إن "آسر" حاول كثيرًا إحضار خطيبته إلى ألمانيا لكنه فشل. وأضاف: "اشتاق لها وبدأ يشعر بالتعب والإرهاق. هذا أهم أسباب قراره بالعودة".
ضمنت الحكومة الألمانية للشاب السوري العودة إلى بلاده عبر برنامج حكومي يقولون إنه يساعد على بدء حياة جديدة في بلاده. وخصصت ألمانيا ميزانية قدرها 43 مليون دولار لهذا البرنامج، الذي يهدف إلى رفع الضغط المادي من على كاهل الراغبين في العودة إلى بلادهم.

ويرى منتقدو هذا البرنامج الحكومي أنه السبب الأول في دفع اللاجئين إلى العودة.
والتقت المجلة بشاب سوري آخر غادر ألمانيا في ظروف مشابهة، قبل أن يختفي أثره تماما بعد ذلك. وتحدث أحد أقاربه ويدعى محمد ويعيش في ألمانيا، إلى المجلة الأمريكية. وقال محمد إن قريبه لم يستطع الحصول على الأوراق اللازمة لإحضار زوجته إلى ألمانيا.

وأضاف أن كل وثائقهم أتلفت في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، وذلك خلال قتال بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة.
أشارت المجلة إلى أن لا أحد يمكنه اتهام ألمانيا بالتصرف بشكل غير قانوني في أزمة الشابين السوريين. فكلاهما عاد إلى سوريا وفقًا لرغبته. لكنها ذكرت أيضًا إلى أن هذا السلوك جاء بعد الضربة القوية التي تلقتها ميركل في الانتخابات الأخيرة، والسبب الرئيسي فيها هو سياسة الأذرع المفتوحة التي انتهجتها مع اللاجئين.
اختفى آلاف السوريين في السجون الحكومية دون معرفة مصيرهم، وذلك منذ بدء الحرب الأهلية، بحسب فورين بوليسي. كما ذكرت المجلة أن اللاجئين الذين يختارون العودة يجدون معاملة قاسية أيضًا.

شارك بعض اللاجئين في المظاهرات أو يشتبه في مشاركتهم في التمرد المسلح ضد الحكومة، وذلك في وقت يتعامل فيه النظام الحاكم في سوريا مع فكرة الرحيل من البلاد بأنها أرضية يتم بناء عليها الاشتباه.
وقالت بليندا بيرتولاتشي، مستشار السياسة القانونية لمنظمة حقوق اللاجئين الألمانية "برو آسيل"، إن قرار برلين بتقييد عملية لم الشمل يمكنه إجبار الأشخاص الذين هربوا من الحرب والتعذيب، على اتخاذ خيارات صعبة بالعودة إلى الوطن "حيث يواجهون المحاكمة أو القتل أو الحياة في ظروف غير إنسانية".
كانت الحكومة اللبنانية ذكرت أن حوالي 110 ألف سوري عادوا إلى بلادهم طواعية خلال العام الماضي، بينما الرقم الرسمي من مكتب شئون اللاجئين بالأمم المتحدة هو 17 ألف فقط.
واختتم تقرير فورين بوليسي بالإشارة إلى أنه وفقًا لروايات عائلات ونشطاء سوريين، فإن أعداد العائدين الذين يواجهون المحاكمات تظل قليلة نسبيًا، مضيفًا أن هناك وقت لحماية بقية من يقررون العودة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان