"انقلاب داخل داعش".. البغدادي يتعرض لمحاولة اغتيال
كتبت - إيمان محمود:
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي، نجا من محاولة شنّها مقاتلون أجانب، في يناير الماضي، للانقلاب عليه في مخبئه بسوريا.
وأضافت الصحيفة، أن التنظيم الإرهابي وضع مكافأة لمن يستطيع الوصول لقائد الانقلاب، وقتله.
وتعتقد الصحيفة، أن الحادث وقع في 10 يناير الماضي، في قرية بالقرب من حاجين في وادي نهر الفرات، حيث يحاول التنظيم التشبث بآخر قطعة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا.
ويقول مسؤولون استخباراتيون إقليميون، إن تحركًا مخططًا ضد البغدادي أدى إلى تبادل إطلاق النار بين المقاتلين الأجانب والحراس الشخصيين، والذين الذين نقلوه بعيدًا إلى الصحاري المجاورة، بحسب الصحيفة.
وكشفت الصحيفة عن اسم المُقاتل الأجنبي الذي حاول قتل البغدادي، ويُدعى أبو معاذ الجزيري، مشيرة إلى أنه قاتل مُخضرم.
ولفتت إلى أن ما يقدر بنحو 500 من مقاتلي داعش بقوا في المنطقة، وفي حين أن التنظيم لم يتهم مباشرة أبو مُعاذ الجزائري، فإن تقديم مكافأة على رأس أحد كبار أعضائها، إذ يعتقد مسؤولو الاستخبارات أنه كان المُدبّر الرئيسي لاغتيال البغدادي والانقلاب عليه.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول استخبارات قوله: "كان هناك اشتباك وقُتل شخصان. كان هذا هو المقاتل الأجنبي، واحد من أكثر الناس ثقة فيه".
يثق المسؤولون العراقيون ونظرائهم في بريطانيا والولايات المتحدة بأن البغدادي أمضى بعض الوقت في المعقل المُتبقي لما يسمى بـ"دولة الخلافة"، حيث أعاد أعضاء التنظيم تجميع صفوفهم بعد عامين من الخسائر في ساحة المعركة، بسبب ما تم وصفه على نطاق واسع بأنه "الموقف الأخير".
وتشمل هذه المنطقة كبار القادة وبقايا صفوف المقاتلين الأجانب الذين تدفقوا إلى سوريا والعراق خلال الفترة من 2013 إلى 2015، مما أدى إلى تضخم صفوف التنظيم المتطرف إلى ما لا يقل عن 70ألف مُقاتل، وصلوا الآن إلى بنحو 500 مُقاتل، مُحاصرين مع عائلاتهم من القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، والمليشيات المدعومة من إيران.
وتقول الصحيفة، إن البغدادي الآن مصابًا بالسكري وضغط الدم مرتفع، ويعاني من إصابة دائمة في غارة جوية منذ أربع سنوات.
وخلال الأشهر الأخيرة؛ انتشرت الشائعات عن وجود اضطرابات داخل التنظيم، لكن الصحيفة لفتت إلى أنه لم يكن هناك إشارة لتهديدات تشكّل خطرًا على قيادة البغدادي أو حياته، مضيفة "أولئك الذين بقوا بالقرب من الزعيم المتطرف هم أنفسهم أيضًا قدامى المحاربين الأيديولوجيين، الذين تم اختبار ولاءهم على مدى سنوات من الخسائر. ومع ذلك، فرّ مقاتلو داعش من المناطق المحاصرة كل يوم على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، حيث استسلم عدة آلاف من الأفراد وعائلاتهم لقوات الأكراد بالقرب من دير الزور".
وتقدر القوات الكردية ومسؤولو الاستخبارات في العراق، أن بقايا التنظيم لديهم ما يكفي من الأسلحة والأفراد للبقاء على قيد الحياة لمدة شهر آخر على الأقل، إذا اختاروا التمسك بحزم.
ولفتت الصحيفة، إلى إن بقايا التنظيم لديهم طريقًا للهروب، إلى الصحراء، لكن النظام السوري والقوات الروسية ينشطون في جنوب تلك المنطقة، مما يجعله أمرًا صعبًا.
وعلى الرغم من الخسائر التي تكبدها داعش في الأرض، هناك إشارات متزايدة على عودة ضعيفة في العراق، بالقرب من المكان الذي اجتاحت فيه الجماعة الإرهابية مدينة الموصل العراقية في يونيو من العام 2014.
كان البيت الأبيض قد أعلن، يوم الأربعاء الماضي، أن واشنطن ستسحب قواتها الموجودة في سوريا، معتبرا أن القوات الأمريكية قد أنجزت مهمتها في القضاء على تنظيم "داعش" في سوريا.
كما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نقلا عن مصادر في الإدارة الأمريكية، مساء الخميس، أن الولايات المتحدة تخطط لسحب قواتها بالكامل من سوريا بنهاية أبريل المُقبل.
فيديو قد يعجبك: