"المدارس للتعلم" و"الصلاة في المنازل".. وزيرة التربية الجزائرية تثير الجدل
كتب - هشام عبدالخالق:
خرجت وزيرة التربية الجزائرية نورية بن غبريت الإثنين الماضي لتدافع عن مديرة مدرسة الجزائر الدولية، بعد معاقبتها تلميذة أقامت الصلاة داخل المدرسة، وقالت بن غبريت إن المديرة لم تقم إلا بواجبها، مضيفة، أظن أنها (ممارسة الصلاة) تقام داخل المنزل والمدرسة هي للتعلم والتعليم.
تصريحات وزيرة التربية نورية بن غبريت أثارت الكثير من الجدل بين الجزائريين، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت عبرها وبشكل كبير صور إقامة تلاميذ وأساتذة للصلاة داخل أسوار المدارس.
وكانت تلميذة من هذه المدرسة (الجزائر الدولية)، قد أدت الصلاة في ساحتها، ما دفع إدارتها إلى معاقبتها بالفصل لمدة أسبوع. وأكدت الوزيرة، أن "الصلاة مكانها المنزل وليس المؤسسات التربوية".
ردود الفعل
جاء الرد سريعًا على هذه الوزيرة، حيث لم تتأخر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في انتقادها بشدة، في بيان نشرته على صفحتها بموقع "فيسبوك"، وصفت فيه تصريحاتها بـ"الخرجة الكارثية" (الحل الكارثي). واعتبرت أنها "شجعت قبل سنوات ممارسة أخرى لا علاقة لها بالعلم ولا التعليم، بل يضعها الكثير في خانة الانحلال الأخلاقي"، حسب تعبيرها.
وذهبت الجمعية بعيدًا في انتقادها للوزيرة، حيث رأت أنها "تمادت...لأنها لم تحاسب على الإخفاقات المتكررة المسجلة في قطاعها منذ تنصيبها سنة 2014"، معتبرة أن "كل خرجاتها استهدفت الهوية الوطنية خاصة مادة التربية الإسلامية"، حسب رأيها.
ومن جهتها، نددت حركة مجتمع السلم المحسوبة على التيار الإسلامي "بأشد العبارات"، ما أسمته "التضييق الذي ينافي مبدأ حرية المعتقد والحريات الفردية والجماعية"، واعتبرت أن الوزيرة "تجرأت" على هذه الحرية "بحق التلاميذ المصلين".
كما اعتبرت نقابات التربية، أن "هذا الجدل (الصلاة في المدارس) في هذا الظرف بالذات الغرض منه إقحام القطاع في نقاش أيديولوجي عقيم، يخفي من ورائه محاولات لجر المدرسة إلى حسابات سياسوية مع بداية العد التنازلي للرئاسيات" وذلك في تصريح لصحيفة الخبر الجزائرية، معتبرة أنه كان على الوزيرة "معالجة مشكلة المدرسة الدولية بباريس، في إطار بيداغوجي، دون الخوض في مسائل مثيرة للجدل".
الرأي القانوني
عاد بعض منتقدي الوزيرة إلى المادة 21 من ما يعرف بـ"نظام الجماعة التربوية"، التي تنص صراحة على إمكانية فتح أماكن للصلاة في المدارس. وتقول المادة "تخصص المؤسسة في حدود الإمكان قاعة للصلاة خاصة في المؤسسات ذات النظام الداخلي، وتتكفل بنظافتها وبصيانتها، وتسهر على استعمالها للأغراض التي جعلت من أجلها وبكيفية لا تعرقل مزاولة التلاميذ لدروسهم".
نائب برلماني يرد
رد النائب البرلماني سليمان سعداوي على الوزيرة بن غبريت بعد قرارها بمنع الصلاة في المدارس، وقال "اتركوا الناس يتقربون من الله"، وأضاف "إذا كنت تخافون من إنتاج فكر متشدد فهناك كل الآليات لمتابعة التلاميذ والطلبة وليس ذلك بمنع الصلاة"، وقال "حتى في الثكنات العسكرية يؤدون الصلاة والإسلام دين الدولة".
الموقف الحكومي
وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد عيسى اكتفى بتصريح زاد من غموض الموقف الحكومي بشأن القضية. حيث قال: "لم أطلع على قرار رسمي من طرف وزيرة التربية الوطنية، سوى ما تداولته وسائل الإعلام. وأنا لا أعلق على وسائل الإعلام حفاظا على الموضوعية التي تقتضيها مثل هذه القضايا المثيرة للجدل".
تأييد على مواقع التواصل
مواقع التواصل الاجتماعي حملت أيضًا أصواتا مؤيدة لموقف الوزيرة. حيث كتب أحد المدونين على "فيسبوك"، مدافعًا عنها إن "الصلاة تقام في المنزل وليس في المدرسة"، فيما شدد مدون آخر على أن "الوزيرة قامت بعملها" في تحديد دور المدرسة بوضوح.
واعتبر مدون ثالث أن هناك من "تكالب" على الوزيرة، في إشارة إلى التدوينات التي أساءت لها على مواقع التواصل الاجتماعي، كما وجهت انتقادات لأساتذة ظهروا في صور وهم يؤمون الصلاة بتلاميذهم، معاتبين إياهم على تسخيرهم في الحملة. وكتب أحدهم بهذا الخصوص إن "هذا استغلال للأطفال".
فيديو قد يعجبك: