لماذا هربت "عروس داعش" من مخيم سوريا؟
كتبت – إيمان محمود:
كشفت صحيفة "ذا صن" البريطانية، عن هروب شميمة بيجوم الفتاة البريطانية المُنتمية إلى تنظيم داعش، والمُلقبة بـ"عروس داعش"، من مخيم اللاجئين في سوريا مع طفلها الرضيع، وذلك بعد أن تلقّت تهديدات بالقتل.
وقالت الصحيفة إن زوجات الدواعش الأخريات اللواتي يقمن في المخيم، قمن بتهديدها بالقتل، بعد أن ظهرت في الإعلام ولقت قصتها رواجًا هائلاً وهو ما اعتبروه "يضرّ بهنّ وبقضيتهنّ".
وقامت شميمة البالغة من العُمر 19 عامًا، بإجراء سلسلة مقابلات حول المُعاملة التي تتعرض لها، والخوف الذي أصبحت تعيش فيه.
وقالت تسنيم اكونجي محامية شميمة بيجوم للصحيفة البريطانية: "أستطيع أن أؤكد أن شميمة هربت من المُخيم بسبب مخاوف تتعلق بأمنها وأمن طفلها"، مُضيفة: "نعلم أنها تم تهديدها وطفلها من قبل آخرين في المخيم".
ويُعتقد أن عروس داعش فرّت من المخيم بعد أن أعلن التنظيم "مكافأة لمن يأتي برأسها".
وقال مصدر لصحيفة "صن" لم تذكر هويته: "تم تهديد شميمة مباشرة في المخيم.. إنها تعيش في خوف. هناك مكافأة على رأسها. شعرت أنه ليس لديها خيار سوى الهروب مع طفلها للبحث عن فرصة للبقاء على قيد الحياة".
فرّت بيجوم من بريطانيا عام 2015، إلى سوريا، مع صديقتيها خديجة سلطانة وأميرة عباسي، وتوجهن جوًا إلى العاصمة التركية؛ إسطنبول، واستقلت حافلة إلى جنوب شرق تركيا، من حيث عبرن إلى سوريا.
وكانت كل من بيجوم وعباسي في الخامس عشرة من عمرهما، بينما كانت سلطانة في السادس عشرة.
وتعتقد الشرطة البريطانية أن الفتيات وصلن إلى سوريا بعد أن ساعدهن متطرفون في عبور الحدود السورية.
وفي سوريا؛ تزوجت شميمة بيجوم من أحد عناصر التنظيم، وهو من أصل هولندي، وبعد اعتقال زوجها ثم مقتله، هربت إلى مخيم للاجئين حيث أنجبت طفلها الوحيد.
وبعد هزيمة التنظيم وسقوط ما يُعرف بـ"دولة الخلافة"، حوصر ما تبقى من داعش في آخر مناطقه على حدود سوريا مع العراق، ما ضيّق الخناق عليهم أثار ذعر شميمة وغيرها من الأجانب.
وسلّمت وزارة الداخلية البريطانية والدة بيجوم، في فبراير، رسالة تفيد بإسقاط الجنسية عنها، وتضمنت: "بناء على قرار وزارة الداخلية، فقد تم حرمان ابنتك من جنسيتها البريطانية"، مضيفة أنه من حق العائلة استئناف الحكم، إذا أرادت ذلك.
ويرجع الجدل الذي رافق دعواتها للعودة، إلى كونها، وخلال لقائها مع صحيفة "تايمز" لم تعبر عن ندمها من الانضمام للتنظيم، وهو ما أدى على الأرجح إلى حرمانها من الجنسية، رغم أنها كشفت حقيقة "داعش"، فيما يتعلق بالفساد والقمع "الذي لم تعد تحتمله".
ووفق ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن والد بيجوم، أحمد علي (60 عاما)، يؤيد قرار الحكومة البريطانية، إذ قال في تصريح "أعلم أن الحكومة ترفض عودة ابنتي إلى البلاد.. ليست لدي أي مشكلة بهذا الخصوص".
وأضاف: "كنت سأشعر بالأسى تجاهها لو اعترفت بخطئها على الأقل، لكنها تقول إنها غير نادمة على ما فعلته".
وتابع: "أعرف أنها تعاني في سوريا، لكن السبب في ذلك يعود إلى القرارات التي اتخذتها في وقت سابق".
فيديو قد يعجبك: