مظاهرات الجزائر: ماذا يحدث وراء الكواليس؟
(بي بي سي)
كما توقع الداعون إلى مظاهرات الجمعة في الجزائر، جاءت تلك الموجة من الاحتجاجات أكثر عددا وأوسع انتشارا وأفضل تنظيما من جمعة 22 فبراير الماضي.
المسيرات تمت في أجواء سلمية نسبيا، وخالية من العنف.
وإلى هنا تنتهي حقائق هذا الحراك الذي لم يكن في حسبان أحد، فالمسيرات جاءت مفاجئة، وبالتالي أثارت أسئلة حول مستقبل كان يبدو مرسوما قبل نحو عشرة أيام، وأسئلة أخرى عن تصرف السلطة مع المظاهرات.
وبينما ينغمس الرأي العام في حماس منقطع النظير، يحاول المحللون فك شفرة ما يحدث.
من هي هذه الجهة التي استطاعت أن تخرج مئات الآلاف من الجزائريين في معظم البلاد في وقت واحد.
المعروف حتى الآن أن الدعوة انطلقت من وسائط التواصل الاجتماعي لكن من هي الجهة التي استغلت تلك الوسائط لإحداث هذا الحراك.
يحاول المقربون من المحيط الرئاسي توجيه الأنظار نحو المخابرات السابقة، وهؤلاء عادة ما يتسمون بدقة في التنظيم. وعناصر المخابرات موجودة في كل مرفق من مرافق الحياة، لذا فإن تنحية الرأس في هذه الحالة فقط لا يعني موت الجسد.
لكن المحيط الرئاسي نفسه يبدو وكأنه أصيب بالشلل، حتى أن مدير الحملة الانتخابية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة شكا من أن المحسوبين على الرئيس اعتراهم الخوف، والوزراء أخلوا مكاتبهم.
ولم يظهر ملايين الأشخاص الذين قالوا إنهم سينزلون للتصويت لصالح بوتفليقة، وهم يشاهدون للأسبوع الثاني البلاد كلها تطالب برحيل الرئيس.
التساؤل الآخر، ما هو سر التعامل السلمي لقوات الأمن مع المتظاهرين، وخاصة وأن الذين يتظاهرون في العاصمة ينتهكون القانون جهارا نهارا لأن هناك مرسوما رئاسيا لا يمنع المظاهرات فقط بل حتى الوقفات.
فمن أمر تلك القوات بترك المشاركين في المظاهرات وشأنهم؟
صحيح أن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي الجمعة الماضية، لكن ذلك حدث عندما اقترب المتظاهرون من القصر الرئاسي.
وفي خضم هذا الغموض، بدأ الحديث عن أن النظام جهز بالفعل المرشح البديل، ومن يروج لهذا يقول إن المظاهرات لا تنادي بإسقاط النظام بل ترفض عهدة خامسة لبوتفليقة الذي مازال يعالج في جنيف.
ولا يعرف كيف سيمرر فريقه ترشيح شخص مريض عائد من العلاج في غضون يوم أو يومين.
فيديو قد يعجبك: