إعلان

8 سنوات من الحرب.. الأسد لم يسقط في "الربيع" لكن ينتظره "شتاء غير مريح"

07:22 م الخميس 14 مارس 2019

تصريحات الأسد تعكس شتاء غير مريح في دمشق

القاهرة - مصراوي:

بعد مرور ثماني سنوات على انزلاق سوريا في أتون الحرب، دُحِر الكثير من أعداء الرئيس بشار الأسد وعادت معظم أراضي البلاد إلى سيطرته، إلا أنه لا يحتفل بفوزه في الحرب بعد، حسبما تذكر وكالة "رويترز" في تحليل جديد لها.
ذكّرت الوكالة لحديث الأسد قبل أسابيع بأن قواته لا تزال تخوض حروبًا يتعين الخروج منها قبل الانتقال للنقطة الرئيسية التالية، ألا وهي "الحصار" الذي تفرضه دول أجنبية.
وقال الرئيس السوري في قاعة مؤتمرات مزدحمة بالحضور في العاصمة دمشق "معركة الحصار هي معركة قائمة بحد ذاتها. هي معركة كر وفر تشبه المعارك العسكرية. خلال هذه الحرب كنا نربح معارك ونخسر معارك. الحصار بشكل عام يشتد لو قارناه بالسنوات الماضية".
اعتبرت رويترز أن تصريحات الأسد تعكس "شتاء غير مريح في دمشق"، هو الثامن منذ اندلاع الصراع بعد احتجاجات في 15 مارس 2011، في ظل انتفاضات ما عرف بالربيع العربي.
ومع اصطفاف الجموع للحصول على أسطوانات الغاز المدعومة من الدولة، تظهر صعوبات اقتصادية أوسع تواجهها الحكومة السورية رغم الانتصارات العسكرية التي تحققت بمساعدة إيران وروسيا.
ورغم أن هذين الحليفين قدما قوة نيران كانت حاسمة في الحرب، بحسب رويترز، فإنهما لم يقدما الكثير في مجال المساعدات لإعادة بناء المدن التي دمرتها حرب أودت بحياة مئات الآلاف وتسببت في نزوح نصف عدد سكان سوريا.
وقال ديفيد ليش الخبير في الشأن السوري ومؤلف كتاب (سوريا: سقوط آل الأسد) للوكالة: "أتفق مع الأسد.. الحرب لم تنته. النظام لا يواجه أي خطر سقوط وشيك لكن التحديات بالغة سياسيا واقتصاديا".
يرى الرجل أن سوريا في مسارها الحالي أشبه بالسودان الذي يعاني أزمة وللدولة فيه سلطة محدودة وبه مناطق حكم ذاتي خارج قبضتها.
وقال "السؤال هو هل بشار الأسد ومن حوله يدركون أن هذا هو مستقبلهم؟".

وفي خطابه، قال الأسد "ما زلنا نخوض أربعة أنواع من الحروب" هي الحرب العسكرية و"الحصار" الاقتصادي والحرب ضد الفساد وما وصفه بمعركة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قال إن أعداء سوريا يشنون حملة دعائية.
وفيما يتعلق بنقص الغاز وغيره من الإمدادات قال "بما أننا نتحدث عن الحوار أريد أن أتطرق إلى الحوارات الأخيرة التي دارت في مجتمعنا خلال الأزمة الخانقة التي مررنا بها خلال الأسابيع الماضية وعلى مراحل. مرة بالغاز ومرة بالمواد الأخرى المختلفة".

وتقول الولايات المتحدة إن عقوباتها تهدف لعزل القيادة السورية ومناصريها عن الأنظمة المالية والتجارية العالمية لارتكابها أعمالا وحشية منها استخدام أسلحة كيماوية. وتنفي الحكومة استخدام مثل هذه الأسلحة.
ووسع الاتحاد الأوروبي أيضا عقوباته التي تستهدف سوريا، وأضاف في يناير 11 رجل أعمال وخمس شركات، شاركوا في خطة للتطوير العقاري الفاخر ومشروعات أخرى تدعمها الحكومة.
وسبق وأن شهدت الحكومة السورية مثل هذا النبذ، فالولايات المتحدة تصنف سوريا دولة راعية للإرهاب منذ عام 1979. ودور إيران المتجذر في سوريا يُعقد من أي إمكانية لتطبيع العلاقات مع واشنطن.
وقال دبلوماسي يتابع الوضع في سوريا لرويترز: "في النهاية، ترى دمشق أنها كسبت الحرب بعد سقوط الغوطة الشرقية، لذا فهم يحتاجون بعد النصر العسكري نصرا سياسيا، ومن ضمن هذا الاعتراف الخارجي".
وأضاف الدبلوماسي: "لكن من المؤكد أن السعودية لن تفتح سفارتها، وكذلك قطر والقوى الغربية الكبرى".
وتابع قائلا "التحدي الكبير هو الاقتصاد. سيضطرون لأن يقولوا (نحن في سبيلنا لإعادة الإعمار)، لكن لا أموال تتدفق".
وتسعى الأمم المتحدة لجمع مساعدات لضحايا الحرب في سوريا واللاجئين في المنطقة خلال مؤتمر سنوي لجمع التبرعات تستضيفه مع الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الخميس.
لكن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يقولان، إنه لن يمكنهما تقديم مساعدات لإعادة الإعمار ما لم يحدث انتقال سياسي في سوريا. وقدم الجيش الروسي جانبا من الإسهام في مشروعات إعادة الإعمار لكن مساعي موسكو أخفقت في إقناع المجتمع الدولي بالدفع لإعادة البناء على المدى الطويل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان