"بنى أول مسجد بالمدينة".. مصراوي يحاور ابن شقيق أول شهيد في مذبحة نيوزيلندا
كتب - محمد عطايا:
قبل أن يُرفع آذان صلاة الجمعة، وجد اللاجئ الأفغاني الحاج داود نبي نفسه في مواجهة الإرهابي الأسترالي برينتون تارانت، أمام "مسجد النور" في مدينة كريستشيرش بنيوزيلندا، فقابله الأول بـ"مرحبًا أخي"، ورد عليه الأخير ببعض طلقات أودت بحياته على الفور.
سقط "نبي" شهيدًا، في أسوأ حادث إرهابي عرفته نيوزيلندا، بعدما أطلق "تارانت" النيران على المصليين في مسجدين بمدينة كريستشيرش، بالتعاون مع 3 آخرين، ما خلف 49 شهيدًا، وعشرات الجرحى.
تواصل "مصراوي" مع بلال نبي، أحد أفراد عائلة الحاج داود، الذي كشف العديد عن حياة عمه، أول الشهداء في مذبحة مسجد النور بنيوزيلندا.
يعيش بلال نبي في التشيك، لذلك علم بالحادثة في وقت متأخر، بسبب فارق التوقيت مع نيوزيلندا (12 ساعة)، وبعد اتصاله بعمر نبي، نجل الحاج داود، علم أن اسم الأخير ليس موجودًا في قائمة المصابين، وبالتالي كان الاحتمال الأكبر أنه سقط شهيدًا.
بعد قرابة الساعة، علم بلال أن عمه استشهد في الهجوم الإرهابي على مسجدي كريستشيرش.
أسس أول مسجد في نيوزيلندا
يخيم الحزن على عائلة الحاج داود نبي، الذي يعتبره اللاجئون عرابًا لهم، وأخًا أكبر، يلجأون إليه، حتى أن البعض أطلق عليه لقب "رئيس مجتمع الأفغان في نيوزيلندا"، وذلك حسب وصف ابن أخيه.
يقول بلال، صحفي في إحدى المواقع الإخبارية بالتشيك، إن عمه اعتاد التوجه إلى المسجد يوميًا لآداء الصلوات الخمس، وعُرف بتدينه.
هاجر الحاج داود نبي في الثمانينيات من أفغانستان إلى نيوزيلندا، هربًا من الحرب التي شنها الاتحاد السوفيتي على الثوار الأفغان الرافضين للنظام الحاكم والمركسية الروسية.
بعد توجهه إلى نيوزيلندا بسنوات قليلة، بنى نبي أول مسجد للمسلمين في البلاد، بعد موافقة السلطات هناك، وحمل المسجد اسم المدينة "كريستشيرش"، وكان يعد مركزًا للقاء جميع من يبحث عن المساعدة والعون.
مع انتشار الإرهاب، وتنامي موجات اللجوء والهجرة، خاصةً من سوريا والعراق وميانمار، عمل الحاج نبي على استقبال كل من تطأ قدمه نيوزيلندا، محاولاً تقديم المساعدة، خاصة وأنه عانى من ويلات الحرب في السابق.
التف جميع المهاجرين حول الحاج داود نبي في نيوزيلندا، وأصبح لديه شهرة كبيرة، بعدما عُرف عنه الحب والتسامح، وغرس مبادئ سامية في كل من تحدث إليه، وتحول إلى العراب، والأخ الأكبر لجميع المهاجرين الأفغان.
لدى الحاج داود نبي، 9 أحفاد، بينهم الفتاة الصغيرة التي ظهرت معه في الصورة المنتشرة عبر وسائل الإعلام العربي والغربي، والتي نجت من الحادثة مع أبيها عمر.
كيف استشهد نبي؟
رغم أن الرواية المشهورة عن مقتل أول شهيد في مذبحة نيوزيلندا هي مواجهة قاتله أمام المسجد، إلا أن بلال نبي، ذكر رواية أخرى نقلاً عن شهود عيان كانوا بالمسجد.
أطلق الإرهابي الاسترالي طلقاته على المصلين من بعيد فلم يصب أحدًا، قبل أن يهرب الحاج داود نبي بسرعة من المسجد، ونجا بحياته.
سرعان ما تزايدت أصوات الطلقات المنطلقة من فوهة بندقية الإرهابي، فشعر الحاج داود أن عليه العودة لإنقاذ المصلين المسالمين. وبمجرد عودة الحاج داود نبي إلى مسجد النور، وجد نفسه مباشرة أمام الإرهابي الذي رد على جملة نبي "مرحبًا أخي" ببعض من طلقات الرصاص.
وعن القصة المنتشرة في وسائل الإعلام الأجنبية، أكد بلال نبي أنه ردد ما سمعه من شهود العيان، ولا يعرف حقيقة الرواية الأخرى عن استشهاد داود نبي.
فيديو قد يعجبك: