"العيون الخمسة" تفشل.. هجوم نيوزيلندا يكشف ضعف المخابرات الغربية
كتب- محمد عطايا:
على مدار عقدين، عملت الولايات المتحدة مع أقرب حلفائها على بناء نظام استخباراتي مشترك لتبادل المعلومات عن التنظيمات الإرهابية الدولية، وأصبح ركيزة أساسية لمكافحة النشاطات المتطرفة، لكن حادثة مسجدي نيوزيلندا، يبدو أنها كشفت خروقات كبرى في ذلك النظام الأمني، وذلك وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست".
كشفت الصحيفة الأمريكية أن الثغرة في تعاون النظام الاستخباراتي بين واشنطن والمملكة المتحدة، ونيوزيلندا، وأستراليا، وكندا، والذي يسمى بـ"العيون الخمسة"، تكمن في أنهم لا يتبادلون المعلومات حول المنظمات المحلية المتطرفة التي من بينها "اليمينيون المتعصبون"، ما سهل من الهجوم الإرهابي على مسجدين في مدينة كريست تشيرش، التي سقطت فيها 50 شهيدًا.
تنظر الحكومات عمومًا إلى الجماعات المتطرفة القومية كمشكلة تواجه أجهزة إنفاذ القانون والأمن المحلية، ففي الولايات المتحدة-بحسب واشنطن بوست- تقع هذه المسؤولية بشكل أساسي على مكتب التحقيقات الفيدرالي.
يقول بي دبليو سينجر، باحث في مكافحة الإرهاب في مؤسسة "نيو أمريكا"، إن حادث نيوزيلندا الإرهابي، يجبر حلفاء "العيون الخمسة" على النظر إلى التنظيمات المحلية بعين الاهتمام.
وكشفت "واشنطن بوست" أن النظام الاستخباراتي بين الدول الخمس إذا ما تبادل المعلومات عن العمليات الإرهابية الوشيكة ستتمكن من تفاديها، إلا أن حلفاء "العيون الخمسة"، أصبحوا - بشكل روتيني- لا يتشاركون المعلومات.
وأوضح نيكولاس راسموسن، المدير السابق للمركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب، في تصريحات لـ"واشنطن بوست"، أن المسؤولين في بلدان "العيون الخمسة" يناقشون ظهور الجماعات القومية، لكن ليس بالشكل البارز بقدر تهديدات المنظمات الدولية.
فيما أكد جوشوا جيلترز، الذي شغل منصب المدير الأول لمكافحة الإرهاب في موظفي مجلس الأمن القومي أثناء إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، في تصريحات لـ"واشنطن بوست": "أن الخطر الحقيقي يكمن في أن جماعات اليمين المتطرف تتعلم من بعضها البعض"، مضيفًا أن الولايات المتحدة لا تعرف كثيرًا عن الجماعات المتطرفة المحلية في نيوزيلندا، وبالتالي تقاسم المعلومات لم يرتق إلى المستوى المطلوب.
بينما قالت ليزا موناكو، التي عملت كمستشارة للأمن الداخلي للرئيس أوباما: "يجب أن يدفعنا هجوم نيوزيلندا الإرهابي لأن نسأل أنفسنا ما إذا كان لدى الولايات المتحدة نهج واضح تجاه التهديد الإرهابي المتطور".
وكشفت الشرطة النيوزيلندية، اليوم السبت، عن ارتفاع عدد شهداء وجرحى الهجوم على مسجدين في نيوزيلندا إلى 100 شخص.
وقال مفوض الشرطة في مؤتمر صحفي، إن هناك 50 قتيل و50 جريح حتى الآن لا يزال منهم 36 في المستشفى منهم حالتان حرجتان أحدهما طفل.
وتابع مفوض الشرطة، ستكشف رئيسة الوزراء النيوزيلندية، اليوم، عن معلومات إضافية عن الهجوم الإرهابي.
فيديو قد يعجبك: