من هي رئيسة وزراء نيوزيلندا التي تدفع نحو تغيير قوانين السلاح؟
"بي بي سي عربي":
تصدرت رئيسة الوزارء النيوزيلندية، جاسيندا أردرن، عناوين الصحف بردود أفعالها العاطفية تارة، والحازمة تارة أخرى، إزاء الهجوم الذي وقع على مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش يوم الجمعة الماضي.
وأبدت أردرن تعاطفًا شديدًا تجاه الضحايا وأسرهم، وظهرت مرتين وهي ترتدي الحجاب، في زيارتين للجالية المسلمة. والتقطت العدسات صورها وهي تربت على أكتاف البعض، وتحتضن آخرين.
وأكدت أن الحكومة ستقدم الدعم المالي للأسر التي فقدت من يعولها.
تغيير قوانين السلاح
ثم ظهرت أردرن في سياق آخر، وهي تقول بكل حزم أن منفذ الهجوم "ليس منا"، وتطمئن الضحايا وأسرهم والمسلمين في نيوزيلندا أن حكومتها ستدفع تجاه تعديل قوانين الأسلحة في البلاد.
وفي اليوم التالي للحادث، قالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية للصحفيين: "بات من الواضح لدينا الآن أنه يمكن وصف ذلك الهجوم بأنه إرهابي".
ثم نشرت تغريدة على موقع تويتر قالت: "ما حدث في كرايست تشيرتش هو عمل عنف غير مسبوق. وليس له مكان في نيوزيلندا. وكثير من الضحايا هم من أعضاء جالياتنا المهاجرة ونيوزيلندا هي موطنهم، وهم منا".
وتترأس أردرن اجتماعًا لمجلس الوزراء أمس الاثنين لمناقشة عدد من القضايا، من بينها تعديل قوانين حمل وحيازة السلاح.
وأضافت أن البرلمان سيقف حدادًا على أرواح الضحايا اليوم الثلاثاء.
القائدة الشابة
جاسيندا أردرن، مواليد 1980، هي أصغر امرأة تتولى منصب رئاسة الوزراء، بعد أن حقق حزبها الفوز في الانتخابات العام الماضي بعد غياب دام لأكثر من 10 سنوات عن السلطة، رغم أنه لم يكن قد مضى على انتخابها رئيسة للحزب سوى 7 أسابيع.
وهي أول سيدة في تاريخ البلاد تتولى هذا المنصب منذ عام 1997، وأصغر رئيسة وزراء منذ 150 عاما، إذ سبقها إدوارد ستافورد، الذي أصبح رئيسا لمجلس الوزراء في عام 1856 وكان يبلغ من العمر 37 عامًا.
تخرجت في جامعة ويكاتو عام 2001، ثم عملت باحثة في مكتب رئيسة الوزراء السابقة هيلين كلارك، فمستشارة سياسات لدى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.
وانتخبت عام 2015 رئيسة للاتحاد الدولي الاشتراكي للشباب. وفي مارس 2017 أصبحت نائبة رئيس حزب العمال النيوزيلاندي. وفي الأول من أغسطس نفس العام تولت زعامته، وبعد سبعة أسابيع فقط من ترأسها للحزب، وصلت لمنصب رئيسة الوزراء.
وأعلنت عند انتخابها عن عزمها تقديم مساعدات مادية لأسر الأطفال ليتمكنوا من دفع الايجار، ورعاية الصغار بالإضافة إلى تمديد إجازة الأبوة و الأمومة المدفوعة من 18 إلى 26 أسبوعا.
وعن علاقاتها مع استراليا، نوهت أردرن بأنها ستضع زيارة أستراليا ضمن أولوياتها بعد أن توترت العلاقات بين حزب العمال النيوزيلندي والحكومة الأسترالية خلال الحملة.
محاربة الفقر
دخلت أردرن في ائتلاف مع الحزب الوطني الذي كانت شعبيته قد تراجعت، وأصبح زعيم الحزب نائبا لها ووزيرا للخارجية، واتفق الطرفان على العمل معاً والسير بعملية تنمية البلاد وتحسين اقتصادها. وطرحت أردرن عددا من السياسات الجديدة من أهمها التصدي للتغيير المناخي وتحقيق التنمية الإقليمية ومحاربة الفقر.
وصرحت عقب توقيع الاتفاق: "إننا سنعطي الأولوية لإعادة تمويل النظام الصحي ليشمل الجميع وضمان عيش جميع المواطنين في منازل دافئة خالية من الرطوبة، واتخاذ إجراءات بشأن فقر الأطفال والتشرد، وتنظيف الأنهار، وتعزيز الجهود للتصدي للتغيير المناخي والانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون".
وتعهدت بمنع الأجانب من شراء المنازل في نيوزيلندا، والحد من الهجرة لتبقى عند مستوى 30 ألف شخص سنويا ومراجعة وإصلاح قانون البنك المركزي.
كما توصلت أردرن إلى اتفاق مع حزب الخضر لجعل اقتصاد نيوزيلندا خاليا من الانبعاثات الحرارية بحلول عام 2050، وهذا يعني استثمارات ضخمة في وسائل النقل البديلة مثل طرق خاصة للمشاة والدراجات الهوائية وغيرها. كما تعهدت بإصلاح نظام الرعاية الاجتماعية والالتزام بحماية 3 آلاف صنف من النباتات المهددة بالانقراض في نيوزيلندا .
وهذه ليست المرة الأولى التي تتصدر فيها أردرن الأخبار حول العالم، إذ تداول الكثيرون أخبار عودتها إلى عملها بعد إجازة وضع استغرقت ستة أسابيع، في أغسطس الماضي.
وكانت أردرن قد وضعت طفلها نيف غايفورد في 21 يونيو 2018. وهو الطفل الأول لها وشريكها، كلارك غايفورد.
وأردرن هي ثاني زعيمة منتخبة تلد وهي في السلطة، والأولى منذ نحو 30 عاما.
ففي عام 1990 وضعت رئيسة وزراء باكستان بنظير بوتو طفلة لتصبح أول زعيمة منتخبة تلد وهي في السلطة.
فيديو قد يعجبك: