لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

465 عملية إرهابية شهدتها منطقة الساحل والصحراء فى أفريقيا خلال 2018

08:39 ص السبت 02 مارس 2019

الجماعات الإرهابية - أرشيفية

(أ ش أ):

تشهد منطقة الساحل والصحراء فى افريقيا تشابكات معقدة للتنظيمات الارهابية التى تهدد أمن واستقرار هذا الجزء من القارة السمراء، بعض من تلك التشابكات تتمسح بالدين حينا وبعضها الآخر يقوم على تأجيج النزعات القبلية أو التعصب العرقي أو بين ها وذاك ، لتصبح تلك التنظيمات الارهابية انعكاسا لكل ألوان الطيف الديني والانسانى والعرقى فى هذا الجزء من القارة.

وتشير الاحصاءات إلى أن عدد العمليات الارهابية التى تنفذها الجماعات المتطرفة والتكفيرية فى منطقة الساحل والصحراء الكبرى الافريقية ارتفع من 90 عملية فى العام 2016 الى 194 عملية فى العام 2017 ثم زاد العدد الى 465 عملية فى العام الماضى 2018، وكذلك ارتفعت اعداد الضحايا جراء تلك العمليات من 218 قتيلا فى العام 2016 الى 529 قتيلا فى العام 2017 ، وإلى 1110 قتلى فى العام الماضي ، واتسع نطاق هجمات تلك الجماعات الارهابية على المدنيين خلال الاعوام الثلاثة الماضية من 18 عملية استهداف للمدنيين فى العام 2016 الى 39 عملية فى العام 2017 ليقفز العدد الى 160 عملية خلال العام 2018، وبذلك شكلت العمليات الارهابية الاستهدافية الموجهة ضد المدنيين نسبة 34 فى المائة من اجمالي العمليات التى نفذتها جماعات الارهاب فى اقليم الساحل والصحراء الكبرى حتى نهاية العام الماضي.

ويعد إياد حاج غالى من أبرز قادة تلك الجماعات الإرهابية حيث حاج غالى هو مؤسس حركة " انصار الدين " فى العام 2015 بعد فشله فى تولى قيادة الحركة الوطنية لتحرير ازواد فى مالى والتى اعلنت تمردها المسلح على حكومة مالى فى العام 2012 ،وتعد منطقة كيدال بشمال مالى مسرح العمليات الرئيسى لتلك الجماعة.

وتوجد أيضًا جماعة "نصرة الاسلام والمسلمين" التى تعمل فى مالى والتى تعد تحالفا بين عدة تنظيمات اصولية متشددة ، وقد تأسست فى مارس من العام 2017 وبايعت زعيم حركة انصار الدين اياد حاج غالى زعيما لها ، ومنذ العام 2015 ظهرت منظمة ارهابية اطلقت على نفسها اسم "جبهة تحرير ماسينا" التى أسسها احمدو كوفا الذى يعتقد انه قتل برصاص الأمن فى جمهورية أفريقيا الوسطى، وتنشط عمليات تلك الجبهة التى ينتمي غالبية أعضائها الى أقلية الفُولاني العرقية المهمشة في وسط مالي فى منطقة موبتى فى صحراء مالى.

ويرجح مركز الدراسات الاستراتيجية فى افريقيا ومقره اديس ابابا ان تكون تلك الجبهة قد استقطبت عناصر سبق لها الانضمام الى حركة الوحدة والجهاد فى غرب افريقيا وهى منظمة جهادية ، كما ان لجبهة تحرير ماسينا ذراعا مسلحا يطلق عليه اسم " كتيبة ماسينا ".

تجدر الإشارة إلى أن كلمة "ماسينا" يراد منها التذكير والإشارة إلى إمبراطورية ماسينا الفولانية التي قامت في القرن التاسع عشر فى هذا الجزء من افريقيا ، وتاريخيا فقد حصل بعض الفولانيين الذين يمثلون تسعة في المئة من سكان مالي على أسلحة من ميليشيات موجودة منذ فترة بعيدة تشكلت لحماية أراضي الرعي، وتوجد ميليشيا مماثلة من الفولانيين في مختلف أنحاء منطقة حزام الساحل القاحلة الممتدة من السنغال إلى السودان.

ومن المعروف أن لعرقية الفولانى كذلك تواجدا ممتدا من موريتانيا إلى الكاميرون، مروراً بالسنغال ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتوجو ونيجيريا وتشاد وجمهورية وسط أفريقيا وغينيا بيساو وغينيا كوناكري. وتشير بعض الاحصاءات الى ان عدد الفولان ربما يصل الى 18 مليون شخص موزعين على 13 دولة عبر القارة الأفريقية.

وفى غرب أفريقيا، تنشط منظمة تحت مسمى " كتيبة سيرما " بقيادة العنصر المتطرف ابوجليل الفولانى وهى تنشط فى منطقة سيرما بوسط غرب أفريقيا، وينتمى معظم عناصرها الى ابناء عرقية الفولانى وهى عرقية واسعة الانتشار فى منطقة غرب افريقيا والساحل و الصحراء الكبرى، وهذه الجماعة تتمتع بما يشبه استقلالية فى نشاطها وعملها.

ولتنظيم القاعدة أيضا تواجده فى اقليم الساحل وغرب افريقيا فيما يعرف بتنظيم " القاعدة فى بلاد الصحراء " وهو فى حقيقته تنظيم تابع لتنظيم اوسع نطاقا وهو " القاعدة فى بلاد المغرب الاسلامى " الذى يقوده العنصر المتطرف ذو الخطورة العالية جميل اوكاكا والمعروف حركيا بالاسم الكودى يحيى ابو الهمام ، وتعد مناطق مالى وجنوبى غرب جمهورية النيجر هى مسارح العمليات والنشاط لهذا التنظيم.

وينشط فى اقليم الساحل الافريقى تنظيم لا يقل خطورة وهو تنظيم "المرابطون" بقيادة حسان الانصارى الذى تولى القيادة بعد اختفاء ومقتل مؤسس التنظيم مختاربوالمختار والذى لا يزال يعد الاب الروحى للتنظيم الذى ينشط فى الامتدادات الصحراوية فى مالى والنيجر وتشاد.

وفى بوركينا فاسو ، توجد حركة " انصار الاسلام " المصنفة ارهابيا والتى تأسست فى العام 2016 بقيادة معلم ابراهيم ديكو وتنشط عناصرها فى الاقاليم الجنوبية لبوركينا فاسو ، ولداعش ايضا تمثيله على خارطة الارهاب فى اقليم الساحل الافريقى والصحراء الكبرى، ففى مايو 2015 أسس ابو الوليد الصحراء القيادى السابق فى تنظيم "المرابطون" جماعة اطلقت على نفسها " الدولة الاسلامية فى الصحراء الكبرى" وتنشط تلك الجماعة فى مناطق المتاخمة الحدودية بين جمهوريات مالى والنيجر وبوركينا فاسو.

ومن مظلة تنظيم القاعدة خرج العنصر الارهابى سلطان ولد بادى العضو السابق فى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الاسلامى وأسس ما يعرف بحركة " كتيبة صلاح الدين " التى تعمل كقوة ارهابية متخصصة فى العمليات النوعية ووكيل عن تنظيم " الدولة الاسلامية فى الصحراء الكبرى " السابق الاشارة اليه.

وتشهد مالى النصيب الاكبر من عدد العمليات الارهابية المنفذة فى اقليم الساحل والصحراء الافريقى ، ففى العام الماضى شهدت مالى نسبة 64 فى المائة من اجمالى العمليات الارهابية المنفذة على مستوى دول الاقليم كلها ، وكان لجماعتى الدولة الاسلامية فى الصحراء الكبرى وأنصار الاسلام نسبة تنفيذ لا يقل عن 26 فى المائة من العمليات فى مالى.

وخلال العام الماضي، كانت الفصائل التابعة لجماعة نصرة الاسلام والمسلمين- التى تأسست فى مارس 2017 – هى الأكثر تنسيقا على صعيد تنفيذ العمليات فكانت وراء نصف عدد الهجمات الارهابية المنفذة تقريبا فى العام 2018 ، ونفذت حركة جبهة تحرير ماسينا نسبة لا تقل عن 40 فى المائة من هجمات الارهاب فى العام 2018، ونفذت جماعة انصار الاسلام نسبة 15 فى المائة من الهجمات الإرهابية فى منطقة الساحل الافريقى خلال العام الماضى.

وتعد بوركينا فاسو من بلدان الساحل والصحراء الافريقية التى شهدت المعدل الاسرع لتنامى وتيرة العمليات الارهابية فيها ، فمن ثلاث عمليات فقط شهدتها بوركينا فاسو فى العام 2015 صعد العدد إلى 12 عملية فى 2016 ثم ارتفع الى 29 عملية فى العام 2017 وكانت القفزة الكبرى فى العام 2018 عندما ارتفع عدد العمليات الى 137 عملية وبخاصة فى مناطق البلاد الشرقية، كما كان عدد العمليات الارهابية وتنوعها فى بلدان مالى وبوركينا فاسو والنيجر مجتمعة خلال العام الماضى أعلى بكثير عن عدد العمليات المنفذة خلال الفترة من 2009 وحتى 2015 فى البلدان الثلاثة. ​

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان