لماذا اعترف ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المُحتلة الآن؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الجميع توقف عن التظاهر بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يحاول التدخل في الانتخابات الإسرائيلية لمساعدة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فإن السؤال الوحيد المُتبقي هنا هو لماذا قررت الإدارة الأمريكية الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان المُحتلة في هذا التوقيت.
لماذا الآن؟ تتساءل الصحيفة الإسرائيلية مُشيرة إلى أن نتنياهو سيسافر إلى واشنطن الأسبوع المُقبل، لذا كان من المنطقي أن يُرجئ ترامب إعلانه إلى هذا الوقت، ويُلقي بهذه القنبلة بعد اجتماعها في البيت الأبيض.
وكتب ترامب في تغريدة عبر تويتر، أمس الخميس، أنه بعد 52 عاما، حان الوقت لكي تعترف الولايات المتحدة بالكامل، بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان.
وقال ترامب إن منطقة الجولان الإستراتيجية التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب 1967، وضمتها إليها في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي، تعتبر "ذات أهمية إستراتيجيّة وأمنية بالغة لدولة إسرائيل واستقرار المنطقة".
وترى هآرتس أن توقيت إعلان ترامب سيادة إسرائيل على الجولان ليس مصادفة، مُشيرة إلى أن رئيس حكومة الاحتلال يمر بموقف لا يُحسد عليه، كما أنه يشعر بالفزع بعد فتح تحقيق جنائي جديد، حول أرباح جناها، من استثمار في أسهم في مصنع للحديد في ولاية تكساس الأمريكية، كان يديره ابن عمه.
وكانت الصحيفة الإسرائيلية قد أشارت في تقرير نشرته منذ أيام إلى أن نتنياهو حصل على "حصص في الشركة التي يديرها ابن عمه ناثان ميليكوفسكي، بقيمة 4 ملايين شيكل (حوالي 1.1 مليون دولار)، بينما كان يشغل منصب رئيس المعارضة، وباع الأسهم بعد حوالي 19 شهرًا من انتخابه رئيسًا للوزراء، مقابل 16 مليون شيكل على الأقل".
وترى هآرتس أن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان بادرة سياسية في صالح نتنياهو، لأن هناك اجماع شبه كُلي في دولة الاحتلال الآن على أنه لا يجب أبدًا الاستغناء أو التخلي عن المرتفعات، لاسيما بعد تمكنت إيران وحزب الله من تعزيز وجودهم في سوريا، خاصة على الحدود الشمالية لإسرائيل، على مدار ثمانية أعوام هي عمر الحرب السورية.
تقول الصحيفة الإسرائيلية إن نتنياهو الآن يشن حربًا من أجل بقاء، حتى يبقى على رأس السلطة ويبقى حرًا طليقًا، ولا تستبعد الصحيفة الإسرائيلية أن يستخدم رئيس الحكومة كافة السبل والطرق المتاحة لكي يحقق هدفه.
في عام 1981، أقر الكنيست الإسرائيلي ما يسمى بـ "قانون الجولان"، وبمقتضاه يُفرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان المحتلة، إلا أن المجتمع الدولي لم يعترف بالقرار ورفضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في قرار برقم 497 من 17 ديسمبر من العام نفسه. .
وتقول هآرتس إن رونالد ريجن، الرئيس الأمريكي وقتذاك، رفض القرار رفضًا قاطعًا، وأصدر قرار بتعليق مذكرة التحالف الاستراتيجي التي وُقعت بين الولايات المتحدة وإسرائيل،وردًا على الأمر هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن السفير واشنطن لدى دولة الاحتلال وقت ذاك، ورفض أن يتم التعامل مع بلاده على أنها دولة تابعة، أو كأنها طفل في الرابعة عشر من عمره يُعاقب بالضرب إذا أساء التصرف.
أما الآن، تقول هآرتس إن الولايات المتحدة تتعامل مع إسرائيل على أنها دولة تابعة من خلال التدخل في الانتخابات التي تُقام فيها، إلا أن رئيس الحكومة هذه المرة لن يشكو التدخل، ولن يرفضه.
فيديو قد يعجبك: