هزيمة داعش: كيف حدث ذلك؟ وهل تلاشى خطره؟
كتبت- هدى الشيمي:
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المدعومة من الولايات المتحدة السبت، هزيمة تنظيم داعش في سوريا بعد معارك استمرت 5 أعوام، تمكن فيها التنظيم من الاستيلاء على مساحات واسعة في سوريا والعراق، كانت تعادل تقريبا نصف مساحة بريطانيا.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، عبر حسابه على تويتر: "الباغوز تحررت، والنصر العسكري ضد داعش تحقق".، فيما أقيمت مراسم الاحتفال بالنصر في حقل عمر النفطي شرقي سوريا.
وسلطت صحيفة الإندبندنت البريطانية، في تحليل مطوّل على موقعها الإلكتروني، الضوء على مجموعة من التساؤلات الخاصة بهزيمة التنظيم الذي أثار الرعب والفزع في نفوس المواطنين في جميع أنحاء العالم، وحاولت الإجابة على الأسئلة المُلحة والمطروحة على الساحة الآن:
كيف هُزم داعش؟
قالت الإندبندنت إن هزيمة داعش لم تكن سهلة أبداً ولكنها كانت عملية صعبة ومعقدة، تسببت في مقتل عشرات الآلاف ونزوح ملايين، وانهيار البنية التحتية في العديد من المدن والبلدات السورية والعراقية.
أوضحت الصحيفة البريطانية أن داعش هُزم بعد سلسلة من الهجمات التي شنتها قوات سوريا الديمقراطية، والقوات السورية النظامية، والقوات الكردية العراقية وقوات الحشد الشعبي، والجيش العراقي، بالإضافة إلى حزب العمال الكردستاني، وعدد من المليشيات الشيعية الإيرانية واللبنانية والعراقية، فضلاً عن التحالف الجوي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وتعاون أكثر من 70 دولة.
أشارت الإندبندنت إلى شن التحالف الدولي بقيادة واشنطن أكثر من 30 ألف غارة جوية على سوريا والعراق، إلا أن تكاليف هذه الغارات كانت باهظة، فحتى الآن لا تزال بعض المدن على رأسها الرقة والموصل عبارة عن كومات من الأنقاض.
هل انتهى داعش؟
استبعدت الإندبندنت أن ينتهي التنظيم بشكل نهائي بعد إعلان اليوم. وتُشير الصحيفة البريطانية إلى أن مقاتلي داعش وهؤلاء الذين يتبنون سياساتها ولا يزالوا مؤمنين بمبادئها انتقلوا إلى أماكن مختلفة، ولا يزال بعض مقاتليها ينفذون هجمات شرسة في العراق وسوريا.
وقال وليام روباك، مستشار التحالف الدولي داعش اليوم السبت، إن استعادة كل الأراضي التي كان التنظيم يسيطر عليها خطوة كبيرة لكن القتال ضده لم ينته، وهو لا يزال يشكل خطرا كبيرا وعلينا القتال حتى إلحاق الهزيمة النهائية به حسب قوله.
كيف أصبحت داعش في هذه القوة؟
ظهر داعش في أعقاب الفوضى الناتجة عن الغزو الأمريكي للعراق، وكان في بداية الأمر فرع لتنظيم القاعدة، إلا أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي انفصل عن القاعدة، وغيّر اسمه من "تنظيم القاعدة في العراق" إلى "الدولة الإسلامية في العراق" عام 2006، واكتسب مقاتلي التنظيم مهاراتهم في القتال من خلال معارك مع الجنود الأمريكيين.
ومع بدء الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، وجد التنظيم فرصة لكي يصبح للانتشار وزيادة المساحات الأراضي التي يسيطر عليها، فبدأ البغدادي في ارسال مقاتليه لتنفيذ عمليات على الحدود مع سوريا.
وفي عام 2013، انفصل البغدادي رسمياً عن القاعدة، وعمل على جذب المقاتلين الأجانب من جميع أنحاء العالم، بعد أن روّج التنظيم لنفسه على أنه المدينة الفاضلة والدولة الإسلامية التي حلم بها الجميع.
وفي عام 2014، قام داعش بأول تحركاته في العراق، وتمكنت من السيطرة على بعض المراكز الاستراتيجية مستغلة الانقسام الطائفي، وبعد ترويجها لرئيس الوزراء العراقي وقتذاك، نوري المالي، على أنه شخص متطرف يظلم المسلمين السنة، وبعدها استطاع التنظيم السيطرة على الموصل، الفلوجة، تكريت.
قالت الإندبندنت أن الجيش العراقي في هذه الفترة لم يكن مستعداً وغير مؤهل لمواجهة التنظيم، ما ساعد التنظيم على بسط نفوذه على مساحات واسعة من البلاد، عوضًا عن المناطق التي تضم مراكز النفط في البلاد، والتي قام مقاتلي التنظيم ببيعه وحصل على عائدات كبيرة وصلت إلى حوالي 2 مليار دولار.
هل تزال داعش تهديداً لبريطانيا وباقي دول العالم؟
قالت الصحيفة إن داعش لا تزال حتى الآن تهديدا لبريطانيا والكثير من دول العالم، بعد هروب الكثير من مقاتليها إلى مناطق متفرقة حول العالم، علاوة على عودة بعضهم إلى بلادهم.
قال أليكس يونغر، رئيس مكتب الاستخبارات البريطاني، أن مقاتلي داعش الذي يسعون للعودة إلى المملكة المتحدة سيشكلون تحدياً أمنياً كبيراً في السنوات المقبلة، مُشيرًا إلى أنهم اكتسبوا الكثير من المهارات التي تجعلهم خطيرين للغاية.
وحسب أبحاث ودراسات اُجريت مؤخراً، فإن حوالي 425 بريطاني كانوا اعضاء لدى داعش عادوا إلى بريطانيا مؤخرا. ولا تستبعد الاندبندنت أن يشن أحدهم هجمات إرهابية مستوحاة من تلك التي كان ينفذها التنظيم.
يُذكر أن داعش أعلن مسؤوليته عن تنفيذ مئات الهجمات في أكثر من 30 دولة حول العالم مما أسفر عن مقتل الآلاف منذ عام 2014.
فيديو قد يعجبك: