رفض سياسي وتظاهرات شعبية.. كيف استقبل العالم اعتراف ترامب حول الجولان؟
كتبت- رنا أسامة:
تنوعّت ردود الفِعل العربية والدولية الغاضِبة إزاء "اعتراف" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المُحتلة؛ بين إدانات ورفض واسع ووقفات ضد "العدوان الأمريكي على سوريا"، وتحذيرات من عواقب الخطوة التي تُمثّل تحديًا صارخًا للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
ووقّع ترامب على القرار، مساء أمس الاثنين، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو. واعتبر الرئيس الأمريكي أن إعلانه يهدف إلى "حماية أمن إسرائيل من التهديدات". وثمّن نتنياهو إعلان ترامب واعتبره "عدالة تاريخية".
والجولان أرض سورية تحتلها إسرائيل منذ 5 يونيو 1967، وترفض الانسحاب منها رغم قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497، الصادر بالإجماع في 17 ديسمبر 1981، والذي يدعو إسرائيل إلى إلغاء ضم مرتفعات الجولان السورية، واعتبار قوانينها وولايتها وإدارتها هناك لاغية وباطلة وليس لها أثر قانوني دولي.
العالم يُدين اعتراف ترامب: "الجولان سورية عربية مُحتلة"
وسارعت عدة دول ومنظمات دولية إلى إدانة الخطوة والتأكيد أن الجولان أرض سورية عربية محتلة، مُحذّرة من تأزّم الوضع في الشرق الأوسط على إثرها.
اعتبرت أنقرة أن اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان السورية المُحتل "لن يشرعن أبدًا الاحتلال الإسرائيلي له". وقالت بيروت إنه "يقوض أي جهد للوصول إلى السلام العادل". فيما حذّرت موسكو من نتائجه وانعكاساته السلبية.
وشدّد الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على موقفهما الرافض للاعتراف بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ 1967 بما فيها مرتفعات الجولان.
واستنكر كل من العراق والأردن وسوريا وفلسطين القرار، مُعتبرين أنه "اعتداء غير شرعي صارخ على سيادة ووحدة الأراضي السورية، لا يغير حقيقة أن الجولان أرض سورية محتلة، وسيُزيد التوتر في المنطقة". وأكّدوا أن السيادة لا تقررها إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية مهما طال أمد الاحتلال.
وبالمثل، شجبت السعودية والإمارات والبحرين والكويت اعتراف ترامب، وشددت على أن "محاولات فرض الأمر الواقع لا تغير في الحقائق شيئًا"، داعية كافة الأطراف إلى احترام مقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
كما أكّدت الجامعة العربية أن الاعتراف الأمريكي "باطل شكلًا وموضعًا، ويعكس حالة من الخروج على القانون الدولي"، وأنه لن يُغيّر من وضعية الجولان القانونية شيئًا.
"قسمًا سيعود الجولان"
بالتوازي، عمّت المحافظات السورية وقفات احتجاجية نظّمها الأهالي، الثلاثاء، تنديدًا بالموقف الأمريكي، وتأكيدا على عودة الجولان للوطن الأم سوريا.
ففي السويداء، احتشد الأهالي أمام مبنى المحافظة ورفعوا الأعلام ولافتات تعلن رفضهم القاطع وإدانتهم إعلان ترامب بأشد العبارات، مشددين على أنه "لا قيمة له وأنه باطل ولا يغير من حقيقة أن الجولان المحتل جزء من تراب سوريا"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).
وأكد المشاركون أن إعلان ترامب يُظهر جليا مدى "وقاحة وعنجهية الإدارة الأمريكية في انحيازها التام للكيان الصهيوني الغاصب، وإمعانها في خرق مبادئ وقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية ودورها في زعزعة الأمن والسلم الدوليين".
وفي درعا، نُظمت الفعاليات الحزبية والرسمية والشعبية في ساحة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي. ورفع المُحتجون الأعلام السورية والفلسطينية ولافتات كتب عليها "قسمًا سيعود الجولان" و"إيماننا مطلق بعودة الجولان" و"تصريحات ترامب لا تغير هوية الجولان السوري".
وقال المُحتجون "كما صمد أهلنا في الجولان السوري المحتل على سنوات الاحتلال ولقنوا العالم دروسا في الكفاح والتمسك بانتمائهم الوطني وهويتهم العربية سيبرهنون من جديد ومعهم كل أبناء سوريا، شعبا وجيشا وقيادة، أن الجولان مهما اختلفت الأساليب والمخططات والمؤامرات العدوانية سيبقى عربيًا سوريًا أرضًا وشعبًا".
وفي الحسكة، رفع المُحتجون خلال وقفة أمام القصر العدلي لافتات حملت عبارات تندد بالقرار الصهيوأمريكي، وتؤكد عروبة الجولان السوري، موجهين التحية لأهلهم الصامدين في الأرض المحتلة.
كما نظم الآلاف من أهالي مدينة السلمية بمحافظة حماة وقفة ضد إعلان ترامب، مؤكّدين أنه باطل وليس له أي قيمة قانونية وهو مخالف لكل المواثيق الدولية.
فيديو قد يعجبك: