بعد القصف الإسرائيلي على غزة.. 13 عائلة فلسطينية أصبحت بلا مأوى
كتبت – إيمان محمود:
أصدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، تقريرًا تفصيليًا حول الخسائر التي تعرّض لها قطاع غزة المُحاصر، جراء سلسلة الغارات التي شنّها طيران الاحتلال الإسرائيلي على مدى 12 ساعة، منذ مساء الاثنين.
ووصف المركز هذه الغارات بأنها "الأعنف خلال الأشهر الماضية"، والتي تسببت بتشريد عشرات الفلسطينيين بعد نحو 10 أيام من قصف مماثل.
وأوضح المركز أن خلال وإثر الغارات اضطر عشرات المواطنين لإخلاء منازلهم وسط أجواء البرد والليل والخوف، وباتت 13 عائلة مكونة من 70 فردًا، منهم 44 طفلاً و14 امرأة، بلا مأوى.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان أصدره فجر الثلاثاء، أن 30 صاروخًا أطلقت من قطاع غزة نحو إسرائيل منذ الساعة العاشرة ليلا (20:00 ت غ)، ليصل إلى 60 إجمالي عدد الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية على إسرائيل منذ بدأ تبادل إطلاق النار مساء الاثنين.
وقال إنه شنّ منذ الساعة العاشرة من ليل الاثنين 15 غارة جوية جديدة استهدفت عدة أهدافًا في غزة، بينها مجمع عسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وقال المركز في تقريره: "على مدار 12 ساعة عاش مليونا فلسطيني في قطاع غزة، أجواء رعب وخوف حقيقية مع توالي الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع متعددة وبعضها يقع في مناطق مأهولة ومكتظة بالسكان في جميع أرجاء القطاع".
ووفق توثيق باحثي المركز، أطلقت طائرات الاحتلال الإسرائيلية (66) صاروخًا على (34) هدفًا، في أرجاء القطاع، من بينها مباني سكنية ومنشآت مدنية تحت ذريعة وجود مقرات أمنية أسفلها أو بجوارها، ونجم عن هذه الغارات إصابة مدنيين اثنين جراء تناثر الزجاج والحجارة بعد عمليات القصف.
واستعرض التقرير أبرز المواقع المدنية التي قُصفت ليلة أمس، من بينها مقر شركة الملتزم للتأمين الواقع في الطابق الأرضي، إذ قُصف المبنى بـ 5 صواريخ من طائرات مسيرة وحربية، وذلك "بعد الاتصال من مخابرات الاحتلال على مالك المبنى والطلب منه إخلائها"، بحسب المركز.
وتسبب القصف بتدمير واسع في المباني المجاورة، ونتيجة القصف تشرّدت 4 عائلات مكونين من 29 فردًا منهم 19 طفلا 5 نساء.
كما قُصف مبنى مكوّن من 4 طوابق يضم 8 شقق سكنية وأسفلها مخازن مستأجرة من الأمن الداخلي، وتقع غربي مدينة غزة، بحوالي 8 صواريخ متتالية، بعد الاتصال بأحد السكان وإبلاغه إخلائها، ونتيجة القصف تشردت 9 عائلات قوامها 41 فردًا منهم 25 طفلا 9 نساء.
وقُصف مكتب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في حي النصر بغزة وتدميره بالكامل بـ 4 صواريخ وإلحاق أضرار واسعة بالمنازل والمنشآت المجاورة، منها مقر الجمعية الفلسطينية للتنمية والإعمار "بادر" الذي لحقت به أضرار بالغة.
وتنوعت باقي المواقع المستهدفة بين أراضٍ زراعية، ومواقع للأجنحة العسكرية للفصائل، تسبب بعضها أيضًا بأضرار في محيطها من المباني السكنية.
وفضلا عن الدمار الذي سببه القصف في المواقع المستهدفة والأضرار التي ألحقها بالمنازل والمنشآت المجاورة فإن دوي الانفجارات الناجمة عن القصف تسببت ببث موجة من الهلع في صفوف عموم السكان لا سيما لدى النساء والأطفال، ذكرتهم بالتجارب القاسية لثلاثة حروب قاسية تعرضوا لها خلال أعوام 2008-2009، و2012، و2014، بحسب المركز.
وقال المركز إن مع هذه الموجة الواسعة من التصعيد وجد المدنيون الفلسطينيون في قطاع غزة أنفسهم مجددًا عرضة لقصف غير متناسب، يندرج ضمن سياسة العقاب الجماعي الإسرائيلي، بعد الإعلان الإسرائيلي عن سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة على شمال تل أبيب، تسبب بإصابة 7 إسرائيليين بجروح.
وأكد المركز أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في شن هجمات محددة على مناطق سكانية مأهولة واستخدام الأسلحة على قاعدة الانتقام الجماعي يشكل مخالفات جسيمة لاتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949، ترقى إلى جرائم حرب.
وحذّر المركز أن التصعيد العسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتراجع حالة الهدوء من شأنه مفاقمة الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة مع استمرار آثار ثلاثة حروب مدمرة وحصار خانق منذ 13 عاما.
ودعا المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، وجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء التزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
فيديو قد يعجبك: