إعلان

إدارة ترامب تتخبط.. هل أصبحت قوة عقوبات واشنطن محدودة؟

10:52 م الثلاثاء 26 مارس 2019

دونالد ترامب

كتب – محمد عطايا:

تسبب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في ارتباك داخل إدارته الأسبوع الماضي، بعدما أعلن في تغريدة "مبهمة"، إلغاء عقوبات على كوريا الشمالية، في الوقت الذي فرضت فيه وزارة الخزانة عقوبات على شركتي شحن صينيتين مهتمتين بتسهيل التجارة مع بيونج يانج، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

ردت إدارة الرئيس الأمريكي على إلغاء العقوبات، بأن ترامب لم يتحدث عن العقوبات المفروضة على شركتي الشحن الصينيتين، ولكن كان يقصد تراجعه عن عقوبات مفترض توقيعها في المستقبل.

وتصاعد التوتر مرة أخرى بين واشنطن وبيونج يانج، بعدما فشل رئيسي الولايات المتحدة وكوريا الشمالية خلال قمتمهما الأخيرة في هانوي، عاصمة الفلبين، في التوصل إلى اتفاق بشأن نزع السلاح النووي، مقابل رفع العقوبات الأمريكية.

وكالة "بلومبرج" الأمريكية، كذبت رواية الإدارة الأمريكية، بعدما أكدت نقلًا عن خمسة مصادر لم تسمها، أن ترامب لم يبلغ البيت الأبيض بعقوبات جديدة توقع ضد كوريا الشمالية من الأساس، وأنه كان يشير بالفعل إلى العقوبات المفروضة على شركتي الشحن الصينتين المتهمتان بتسهيل التجارة مع بيونج يانج.

وأكدت الوكالة الأمريكية، أن التفسير المزعوم لإدارة الرئيس ترامب لم يكن أكثر من مجرد "قصة ترويجية"، تهدف إلى إخفاء أخطاء البيت الأبيض السياسية.

التناقض الكبير والواضح داخل الإدارة الأمريكية، فسرته واشنطن بوست، بأنه قد يسبب ضعف شخصية الولايات المتحدة في فرض عقوبات دولية، فضلًا عن خسارة تعاون حلفائه الأوروبيين معه.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن واشنطن كانت قادرة على تطبيق عقوبات قوية، مستفيدة من الدور المركزي الذي يلعبه الدولار وأنظمة المراسلة المالية مثل شركة "سويفت"، في الهيكل المالي العالمي، لافتة إلى أن الحلقة الأقوى في قرارات الولايات المتحدة يكمن في طريقة تعاون حلفائها الأوربيين معها.

تراجعت قدرة الولايات المتحدة على فرض عقوبات رادعة وقوية بسبب التناقض، وتغليب لغة المصلحة، خاصة بعدما خفف ترامب من العقوبات المفروضة على شركة التكنولوجيا الصينية "زد تي إي"، لاستخدامها كورقة مساومة في المفاوضات التجارية. ووصف آدم سيجال عضو بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية –حينها- تلك الخطوة بأنها "مثيرة للاشمئزاز".

وأكدت واشنطن بوست، أن التناقض الأمريكي يضر بقدرة الولايات المتحدة على إقناع حلفائها باحترام العقوبات والسياسات ذات الصلة في الخارج.

ويقول دبلوماسيون أوروبيون إن أحد الأسباب وراء عدم توقيع الدول الأوروبية على الحظر الأمريكي الفعلي المفروض على معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية من شركة "هواوي للتكنولوجيا" الصينية، أنهم لا يعرفون ما إذا كانت الإدارة ستحتفظ بقرارها أم لا.

ولفت الدبلوماسيين في تصريحات لـ"واشنطن بوست"، إلى أنهم يخشون من أتباع قرارات ترامب السياسية، استجابةً لضغوط الولايات المتحدة، ويتراجع الرئيس الأمريكي بشكل مفاجئ ما يفسد علاقات أوروبا مع الصين.

فيديو قد يعجبك: