السر الذي لم تستطع واشنطن الاحتفاظ به: داعش لم يُهزم بعد
كتبت- هدى الشيمي:
استغرق الأمر الكثير من الوقت والصبر والذخائر، ربما أكثر مما كان متوقعاً، ولكن بعد هجوم استمر شهرين في بلدة باغوز الحدودية، أصدرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة إعلاناً بالانتصار على تنظيم داعش، والقضاء على خلافته المزعومة تماماً في سوريا. وتقول مجلة ناشيونال إنترست إن هذا الأمر انتظره ملايين بفارغ الصبر، خاصة السوريين والعراقيين الذين عاشوا ويلات بسبب أفعال وانتهاكات التنظيم الإرهابي.
تُشير المجلة الأمريكية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إلى أن حكومات العالم هللت وفرحت بهذا الإعلان، فيما نسب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الفضل إلى نفسه، وقدم للمراسلين خريطة توضح الفرق الكبير في المساحات التي كان يسيطر عليها التنظيم مقارنة بالتي فقدها منذ توليه الرئاسة. واعتبرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي استعادة باغوز "لحظة تاريخية"، وأصدر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيانات يهنئون فيها الجنود المتواجدين على أرض المعركة، وفي هذا الوقت كانت القوات الكردية، التي لعبت الدور الأكبر في هزيمة التنظيم، تقيم الاحتفالات في البلدة الحدودية احتفالا بالنصر التاريخي.
وترى ناشيونال إنترست إنه لا يمكن لوم أحد على الاحتفالات بالانتصار على التنظيم الذي أرعب العالم، مُشيرة إلى أن الطريق بين هزيمة داعش والقضاء على خلافة كان طويلاً ومحفوفاً بالخطر، وعلى مدار الأربعة أعوام ونصف العام الماضيين سقط الكثير من القتلى في صفوف المقاتلين السوريين والعراقيين والأكراد خلال حربهم ضد داعش، واضطر مئات الآلاف إلى النزوح تاركين ديارهم وحياتهم خلفهم، وأنهارت البنى التحتية في المدن والبلدات، ولايزال الكثير منها تحت الأنقاض.
ومع ذلك، تقول المجلة الأمريكية إن انهيار الخلافة المزعومة لا يعني القضاء على التنظيم الذي تشتت مقاتليه في كل مكان، حاملين الأيديولوجيات والمبادئ التي ساعدت على تأسيس الجماعة الإرهابية.
وتقول ناشيونال إنترست إن كل الأسباب التي مهدت لظهور داعش لا تزال موجودة، والتي تعددت ما بين فساد الحكومات وتدهور الخدمات المحلية والمؤسسات الأمنية التي تشدد قبضتها على المواطنين، والبيروقرطيات التي تخدم القادة والحكومات وتظلم الشعب.
علاوة على ذلك، فإن القوات الأمريكية لن تستطيع إنهاء كل الأزمات والمشاكل المتعددة التي تعاني منها المنطقة، فهي غير قادرة على إنهاء حالة العداء بين الحكومة التركية والقوات الكردية في سوريا، والتي تعتبرها أنقرة تهديداً لأمنها. وتقول المجلة إن واشنطن لن تستطيع إجبار نظرائها في قوات الأمن العراقية على التوقف عن القيام بعمليات مسح جماعية في الأحياء السنية للتأكد من أن لا أحد من مواطنيها كانوا على علاقة بداعش.
وترى المجلة أنه من الأفضل أن تنشر إدارة ترامب مليوني جندي أمريكي في الشرق الأوسط إلى الأبد، على أن يصبوا تركيزهم على المناطق المركزية والرئيسية. وكذلك من الضروري إبقاء الجيش الأمريكي في القواعد العسكرية على طول الحدود العراقية السورية إلى أجل غير مُسمى.
تقول ناشيونال إنترست إنه تم محو الخلافة المزعومة من على الخريطة، ولكن المشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية التي تُغذي اليأس والغضب في نفوس الشعب قد تؤدي إلى عودة الإرهابيين مرة أخرى.
فيديو قد يعجبك: