"لتمنح أمريكا كارولينا لإسرائيل".. تفاصيل "جلسة الجولان" بمجلس الأمن
كتب – محمد الصباغ:
قال مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري، الخميس، إن أمريكا أنهت دورها كوسيط لأي عملية سلام في المنطقة، مشيرًا إلى أن انتهاكات الإدارة الأمريكية بقرارها بشأن الجولان السوري المحتل سيفتح الباب أمام العمل بمبدأ "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
وأكد خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن بخصوص القرار الأمريكي بشأن الجولان المحتل، على إدانة سوريا "الإعلان غير الشرعي الصادر عن الرئيس الأمريكي"، مضيفًا أن "الورقة التي وقّعها ترامب وأهداها لنتنياهو مجرد تصرف أحادي الجانب صادر عن طرف لا يملك الصفة القانونية ولا الأخلاقية ليتصرف بالنيابة عن شعوب العالم."
وسخر الجعفري من الدفاع الأمريكي عن إسرائيل وقرار ترامب قائلًا: "فلتتنازل الإدارة الأمريكية عن ولاية أو اثنين للإسرائيليين ولتكن كارولينا الجنوبية والشمالية مثلا".
واعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية للجولان في قرار يخالف القوانين والقرارات الدولية بمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تعتبر الجولان أرضًا سورية محتلة.
وفي مستهل خطابه أمام المجلس، قرأ الجعفري رسالة من طفلة سورية من تعيش في الجولان المحتل، وجاء فيها "أنا الطفلة دمشق عماد المرعي. عمري 10 سنوات من أهالي الجولان المحتل من مجدل شمس. ولدت تحت الاحتلال ومستقبلنا لن يحدده ترامب أو كيان الاحتلال، بل يحدده تاريخنا وحاضرنا على الجولان المحتل أرض آبائنا وأجدادنا."
واعتبر الجعفري أن الممارسة الأمريكية تكمن خطورتها في أنها "تعكس جنوحًا خطيرا نحو تقويض القانون الدولي وإهانة الأمم المتحدة".
وتابع: "يعلم الجميع أن عملية السلام انطلقت عام 1991 في مؤتمر مدريد استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة التي نصت على عدم شرعية احتلال أراضي الغير بالقوة أو الاعتراف بأي سيادة لإسرائيل على أي أراضي احتلتها منذ 5 يونيو 1967، وعلى ضرورة إنهاء الاحتلال كشرط لإحلال السلام".
وشدد على أن إعلان ترامب "إما أن يكون صفعة على وجه العالم أو تحدي للأمم المتحدة باعتباره المعني الأول بصون السلم الدولي، من أجل الدفاع عن الشرعية الدولية والمرجعيات والإرث القانوني الدولي".
كما أكد أن الولايات المتحدة أخلت بواجباتها والتزامها تجاه مبادئ القانون الدولي، وخصوصًا كونها عضو دائم بمجلس الأمن، وتابع "من سيحاسب الإدارة الأمريكية عن خرق قرارات مجلس الأمن؟ أليس مطلوبا من الأمم المتحدة التصدي لهذا الانتهاك الجسيم؟"
وأشار إلى أن "الشعب العربي السوري ينظر إلى أمريكا اليوم على أنها عدوة خارجة على القانون"، مضيفًا أنها ساهمت "في قتل آلاف من السوريين وتدمير البنى التحتية سواء عبر دعم الإرهاب وفرض الحصار الاقتصادي أو العدوان المباشر".
واستطرد "من يحترف صناعة الحروب لا يحترم القانون الدولي، ولو تصدى مجلس الأمن لغزو العراق لما وصلنا إلى هذه الحالة".
من جانبه قال السفير منصور العتيبي مندوب الكويت في مجلس الأمن، إن الجولان أرض عربية سورية تحتلها إسرائيل، والاستيلاء وضمها بالقوة أمر مرفوض مخالف للقانون الدولي.
وأضاف في الاجتماع: "نعرب عن الأسف لقرار الولايات المتحدة وندعم سوريا في حق استعادة كامل التراب الجولان".
كما اعتبر أن القرار الأمريكي بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان يشكل تهديدا للسلم والأمن في المنطقة والعالم.
فيما قال المنسق السياسي للبعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة رودني هانتر، إنه يتعين على روسيا ممارسة الضغط على سوريا لسحب قواتها "على الفور من منطقة الفصل في الجولان".
وأكدت المندوبة البريطانية كارن بيرس، على موقف بلادها الذي لا يعترف بضم إسرائيل للجولان السوري وكل الأراضي المحتلة منذ يونيو عام 1967.
وعلى النهج نفسه، قال نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف إن الولايات المتحدة "على الرغم من التحذيرات اتخذت قرارا بشأن الجولان وهذا يعاكس القرارات الدولية".
وأضاف أن الموقف الروسي ثابت لم يتغير و"الجولان جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية".
فيديو قد يعجبك: