إعلان

محلل جزائري: الجيش يميل للرئيس.. ولا منافس حقيقي أمام بوتفليقة

09:38 م الأربعاء 06 مارس 2019

الباحث الجزائري في العلوم السياسية، لطفي دهينة

كتب – محمد عطايا:
قال الباحث الجزائري في العلوم السياسية، لطفي دهينة، إن بلاده تشهد مرحلة من التدافع المصاحب للانتخابات الرئاسية، بين الموالاة وما يساندها من مؤسسات الدولة التي تصر على عهدة خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وبين حراك شعبي يطالب بعدم ترشح الرئيس لعدة اعتبارات أهمها الرغبة في التغيير والذهاب إلى انتقال للسلطة بطريقة سلمية سلسة، وكذلك على اعتبار أن صحة الرئيس لم تعد كسابق عهدها وهو ما أقره هو نفسه في رسالة ترشحه.

وتُنطلق الانتخابات الرئاسية في 18 أبريل المقبل، وسط حالة من الاحتقان الشعبي بسبب تقديم بوتفليقة أوراق ترشحه لولاية خامسة.

وأضاف دهينة في تصريحات لـ"مصراوي"، أنه يتوقع زيادة الضغط من كل الجهات الداخلية، خاصة بعد إيداع الرئيس ملف ترشحه رسميًا، لافتًا إلى أن الحراك بدأ يأخذ طابعًا أكثر تنظيمًا بانضمام شرائح مجتمعية عديدة على غرار الطلبة والأساتذة والمحامين، مؤكدًا أن الغلبة ستذهب لصالح الأطول نفسًا والأكثر تنظيمًا.

وحول موقف الجيش من التظاهرات الأخيرة، أكدالباحث الجزائري في العلوم السياسية، أن القوات المسلحة مؤسسة من مؤسسات الدولة ومن الطبيعي أن تتخذ موقفًا وسطًا بين المتنافسين في ميدان السياسة.

واستطرد أن الجيش يحاول ضبط الأمور حتى لا تنزلق إلى الفوضى، لافتًا إلى أنه لا يجب أن يدعم أي طرف على حساب الآخر، رغم أن التصريحات الأخيرة للقادة العسكريين تميل إلى صالح الرئاسة، منوهًا في الوقت نفسه بأن الجيش يركز دائمًا على رفض الانزلاق إلى العنف، والتذكير بسنوات الأزمة في الجزائر.

أكد الجيش الجزائري اليوم الأربعاء، التزامه بتوفير الظروف الآمنة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها شهر أبريل المقبل.

وقال نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، إن الجيش يعني جيدًا التعقيدات الأمنية التي تشهدها "بعض البلدان في محيطنا الجعرافي القريب والبعيد"، و"يدرك خبايا وأبعاد ما يجري حولنا وما يمثله ذلك من أخطار وتهديدات على بلادنا التي تبقى دوما مستهدفة من أعدائها لأنها محسودة على نعمة الأمن التي يتمتع بها شعبها".

وأكد لطفي دهينة، أن المطلع على العملية الانتخابية في الجزائر يدرك تمامًا أنه في حال استمرار ترشح الرئيس ستكون اللعبة مغلقة ويصعب جدا فوز أي مرشح عليه لعدة اعتبارات موضوعية وغير موضوعية، مستشهدًا بعدة تجارب سابقة.

وأضاف أن المعارضة الجزائرية فشلت في الاجتماع حول شخصية توافقية تحدث الفارق، لذلك رأت أن الترشح أمام الرئيس هو تزكية للعملية الانتخابية لا غير، ولكنها ستكون بعيدة عن أي منافسة حقيقية.

وكان حزب "حركة مجتمع السلم" (حمس)، أكبر حزب إسلامي في الجزائر، قرر الانسحاب من السباق الرئاسي وعدم المشاركة فيه، ليكون الحزب الثاني، بعدما أعلنت رئيسة حزب العمال لويزة حنون الانسحاب. وكانت أحزاب أخرى أعلنت مبكرًا مقاطعة الانتخابات.

وحول تدخل قوى أجنبية في الجزائر، أكد الباحث في العلوم السياسية، أن مؤسسات الدولة قادرة على الحفاظ على الشأن الداخلي من أي تدخل غربي، خاصة وأنها نجحت في ذلك دائما حتى في سنوات الأزمة، كما أن الشعب ومن خلال الحراك الأخير أظهر وعيًا كبيرًا في الحفاظ على الحراك في إطاره الداخلي بعيدًا عن التدخلات الأجنبية، والمزايدات التي قد تؤثر على استقرار الوطن وأمنه.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إن باريس تتابع ما يحدث في الجزائر باهتمام، نظرًا للروابط التاريخية التي تجمع البلدين.

وأضاف لو دريان، في تصريحات اليوم الأربعاء، نقلتها شبكة "رويترز"، أن الأمر يعود للشعب الجزائري في تحديد مستقبله بنفسه، لافتًا إلى أن ما يحدث الجزائر يؤثر على باريس.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان