نيويورك تايمز: كيف ساعدت الإمارات في تحرير مواطن أمريكي احتجز في اليمن؟
كتب –محمد الصباغ:
قال مسئولون أمريكيون ويمنيون إن هجمة قادتها الإمارات العربية المتحدة كانت سببًا في تحرير مواطن أمريكي احتجز في اليمن لقرابة 18 شهرًا.
عصابة مسلحة يمنية اعتادت اختطاف المواطنين الغربيين والمطالبة بفدية، كانت وراء اختطاف المواطن الأمريكي داني لافون برتش. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن العصابة الإجرامية كانت تبيع الرهائن إلى مجموعات إرهابية على علاقة بتنظيم القاعدة.
استقبل الرئيس الأمريكي برتش في البيت الأبيض يوم الأربعاء، وقال إن المساعدة الكبيرة التي تلقتها الولايات المتحدة من الإمارات و"وكل الأصدقاء"، كانت سببًا في وصول المواطن الأمريكي إلى واشنطن.
لم يكشف دونالد ترامب عن تفاصيل أخرى حول القضية، لكنه أشار إلى أن تحرير برتش من بين "مفاوضات قليلة" من أجل الإفراج عن محتجزين أمريكيين حول العالم.
وقال برتش أمام مجموعة من الصحفيين والمسئولين بالبيت الأبيض: "من الرائع أن تكون أمريكيًا".
فيما تحدث ترامب قائلًا: "هذه هي النهاية: رجل سعيد مع أسرة سعيدة".
الاختطاف والخوف من بيعه للقاعدة
كشف مسئولون أمريكيون ويمنيون عن بعض تفاصيل عملية تحرير المواطن الأمريكي، دون الإفصاح عن أسمائهم.
قال مسئول يمني إن عملية استرجاع برتش من الخلية التي اختطفته تمت في منطقة لا تخضع للحكومة اليمنية، مضيفًا أنه تم إلقاء القبض على سبعة أشخاص في عملية الهجوم.
مع تناثر بعض التقارير المختلفة حول جنسية القوة العسكرية التي نفذت العملية، قال بعض المسئولين لصحيفة نيويورك تايمز إن قوة من العمليات الخاصة الإماراتية نفذت المهمة. فيما ذكر مسئول رسمي يمني إن الهجوم تم بتنسيق إماراتي وتنفيذ قوات خاصة من الجيش اليمني تعمل تحت قيادة الإمارات وتسمى "النخبة الحضرمية".
ولد برتش في ولاية تكساس الأمريكية وعمل في شركة نفط يمنية. عاش في اليمن منذ التسعينات، واعتنق الإسلام وتزوج من امرأة يمنية. اختطف من أمام مطعم في العاصمة صنعاء في سبتمبر 2017 حينما كان ذاهبًا مع طفليه إلى حمام السباحة.
بعد أسبوع من الواقعة، ألقت القوى الأمنية المدعومة من الحوثيين بمسئولية الاختطاف على عصابة يقودها شخص يدعى علي ناصر حريقدان، وهي عصابة معروفة باختطاف الأجانب من أجل المطالبة بفدية مالية.
ذكر تقرير يمني محلي بعد استجواب اثنين من أفراد عصابة "حريقدان" عادا إلى صنعاء بعدما أوصلوا برتش إلى مدينن مأرب الغنية بالنفط شرقي العاصمة صنعاء، أن الخاطفين ضمن مجموعة تورطت في عمليات الاختطاف وقطع الطرقات وسرقة المعدات العسكرية.
مأرب والقلعة المحصنة
وقال مسئولون أمريكيون سابقون لنيويورك تايمز إن العصابة طالبت بالحصول على مليون دولار مقابل إطلاق سراح برتش. وكان ما يخيف الإدارة الأمريكية آنذاك هو أنها قد تقوم بتسليم المواطن إلى تنظيم القاعدة في اليمن، مقابل الأموال.
في السنوات الأخيرة، اتهم حريقدان باحتجاز عامل إغاثة نرويجي ودبلوماسي إيطالي ومسئول ألماني. عادة ما يحتجز الرجل ضحاياه في مدينة مأرب، حيث يعيش في مجمع سكني محصن.
خلال الاحتجاز، استطاعت قناة محلية يمنية إجراء حوار مع المسئول الألماني. وبملابس يمنية، توسل المسئول الألماني بلغة عربية غير سليمة إلى المراسل، وتحدث عن معاناته مع مرض السرطان. وفي ذلك اللقاء أيضًا، ظهر حريقدان ملثمًا وطلب فدية مهددًا بتسليم الرهينة إلى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والتي تعتبرها المخابرات الأمريكية أخطر فرع للتنظيم.
انصبت آمال المسئولين الأمريكيين خلال معظم العام الماضي على بدء مفاوضات من أجل تحرير برتش.
قال مسئول قبلي بارز في مدينة مأرب إن المفاوضات بدأت منذ العام الماضي بعد زيارة دبلوماسيين أمريكيين للمدينة، بينهم سفير واشنطن لدى صنعاء ماتيو هيلر.
وقال أشخاص مطلعون على تفاصيل عملية الاختطاف، بحسب نيويورك تايمز، إن العصابة غيرت مكان احتجاز برتش لأكثر من مرة، بين أكثر من مجمع سكني مدجج بالحراس المسلحين. وأضافوا أن أي محاولة لإنقاذه كانت ستتم عبر معركة بالأسلحة.
من جانبه قال مسئول أمريكي إن المخابرات في واشنطن لعب دورًا في عملية الإنقاذ، لكنه لم يوضح أي تفاصيل أخرى. فيما صرح مسئول ثان لنيويورك تايمز بأن القوات الخاصة الأمريكية لم تتدخل في الأزمة.
ورفضت الإمارات العربية المتحدة التعليق على العملية التي كانت بمثابة مراهنة خطيرة من الرئيس ترامب.
في يناير 2017، وبعد أيام من توليه الرئاسة، أمر ترامب بتنفيذ عملية مداهمة في اليمن تسببت في مقتل أحد أفراد قوات البحرية الأمريكية. ووصف والد الجندي الأمريكي العملية بأنه كانت "غبية من البداية للنهاية".
كما فشلت محاولة اقتحام أمريكية أخرى في ديسمبر 2014، بهدف إنقاذ الصحفي لوك سومرز الذي كان يحتجزه تنظيم القاعدة في جنوب اليمن. قتل الخاطفون الصحفي ومواطن من جنوب إفريقيا كان محتجزًا معه.
أحد ضباط الجيش الأمريكي، كال برتش، نجل المواطن الأمريكي المحرر لكن من زيجة سابق، قال إن الشرطة الأمريكية أبلغته بتحرير والده قبل إعلان ترامب ذلك. وأضاف أنه تحدث يوم الجمعة مع أبيه، الذين كان متواجدًا في الإمارات.
وأضاف: "هو بصحة جيدة"، وذكر أن أبيه أخبره بعدم تعرضه لانتهاك جسدي، لكنه عانى من الضغط النفسي.
فيديو قد يعجبك: