صحف عربية: قمع المرأة للمرأة أشد من قمع المجتمع الذكوري
(بي بي سي):
احتفلت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية باليوم العالمي للمرأة الذي يوافق 8 مارس.
ووجه معلقون التحية لإنجازات المرأة على المستويين العالمي والاقليمي وناقشوا الصعوبات التي تمنع تقدم المرأة ونادوا بتذليل العقبات ومراجعة أوضاع المرأة خاصة في المجتمعات العربية.
"تحية لكلّ النساء المناضلات"
أشارت ولاء الشحي في صحيفة البيان الإماراتية إلى أن يوم المرأة العالمي "ليس حدثاً ليوم، بل حدث لأجيال، فالملهمون في عالمنا كُثر، ومنح الفرصة لهم للظهور وسرد تلك التجارب والتحديات قد يكون طوق نجاة لأحد، وقد يكون عنصر تحفيز لآخر، ونقطة البداية لكثيرين، وإصراراً للاستمرار لنا جميعاً. الذكرى والتاريخ عِبر ومواعظ، هكذا تعلمناها. واليوم أنا أقول هي لبنات لبناء مستقبل مليء بالتحديات".
وقالت افتتاحية مجلة النداء اللبنانية: "إنه يوم احتفالي بانتصارات الحركة النسوية وبمتابعة الصراع في شقّيه السياسي والاجتماعي. من هنا تأتي التحية لكلّ النساء المناضلات في كلّ الحراكات والثورات، من كندكات السودان ...إلى جفرا فلسطين... إلى مناضلات تونس ومصر، واليمن، وسوريا؛ إلى كلّ من حملت سلاحاً وأطلقت الصوت عالياً من أجل العدالة والمساواة والحرية".
وفي صحيفة الرأي الأردنية، دعا ذيب ماجد غنما إلى أن تكون "هذه الوقفة السنوية فرصة حقيقية للعمل على مراجعة وتقييم ما تم إنجازه وكذلك الوقوف عند المعيقات والصعوبات التي تعترض المرأة وهي تشق طريقها الصعب والمضنى نحو التمتع بحقوقها الطبيعية وانتزاع المزيد من هذه الحقوق".
وأشار الكاتب إلى وجود "نضال محموم وحراك للانتصار للمرأة العربية وتحقيق ما يمكن انتزاعه من مساواة وتضييق الفجوة الجندرية إلا أن ذلك يصطدم بحالة من عدم الاستقرار والفوضى السياسية والاقتصادية وحالة من الفساد العام تعيق تحقيق انجاز مهم وكأن هناك شعورا وتخوفا بأن المرأة في المواقع القيادية ستكون ضد الفساد ونصيرة للفقراء والمحتاجين".
"واقع مرير"
في سياقٍ متصل، قالت صحيفة العرب اللندنية: "تَعتبر تقارير دولية أنه بالرغم من التقدم الذي حققته النساء في العالم في مجال القوانين والحقوق ضمن مجالات مثل التعليم والعمل والمساهمة في بناء اقتصادات الدول إلا أن هناك نساء يعشن واقعاً مريراً جراء الحرمان من الحقوق والعنف المسلط عليهن سواء في البيت أو خارجه."
وأضافت العرب: "لا تقدم معظم الدراسات سواء الدولية أو العربية إفادات بأن تحقيق المساواة بين الجنسين قد تحققت في معظم مناحي الحياة سواء في العمل بجميع المجالات والاختصاصات أو في مواقع القرار والمناصب العليا بل إن أغلبها يقر بأن المساواة التامة بين النساء والرجال ما زالت هدفاً صعب المنال نسبياً وبتفاوت حسب البلدان وحسب المجالات بدءاً من التشريعات والقوانين وصولاً إلى الممارسات اليومية".
وناقشت هناء دكروري في صحيفة الأهرام المصرية "قمع المرأة للمرأة" ورأت أنه "أشد تأثيراً من قمع المجتمع الذكوري".
ودعت الكاتبة إلى "إعادة التفكير فيما نرتكبه فى حق الأخريات" وأضافت: "تحديد أطر المقبول وغير المقبول وإصدار الأحكام هواية يعشقها كثير من بنات حواء ويمارسن بها ضغوطاً على غيرهن من النساء. فالمرأة هي أكبر ناقدة لبنات جنسها... ونوع أخطر من القمع غير المباشر أو بالأحرى التشويه تتعرض له النساء من بنات جنسهن، وهو قيام بعضهن بأعمال وتصرفات ترسخ لصورة المرأة كمخلوق أدنى أو كسلعة وككائن مثير للغرائز".
وعن صورة المرأة في الأخبار كتبت دجى داود في العربي الجديد اللندنية: "لا يختلف وضع المرأة في الإعلام عن واقعها في المجتمع. فالقطاع الإعلامي نسخةٌ مصغّرة عن المجتمع، حيث الذكوريّة قاعدة أساسية تنطلق منها صورة التمييز الكبرى: لا تزال النساء سلعة جنسية وحلقة أضعف في تصوير الميديا لهنّ، فيما يسيطر الرجال على الموضوعات الإخباريّة، وهم مصادر الأخبار وصانعوها بنسبة تفوق النصف، بينما تعاني الصحافيات من نفس القيود لعملهنّ، التي تبدأ بالتحرش الجنسي والابتزاز ولا تنتهي بالسقف الزجاجي الذي يمنعهنّ من تبوّؤ مراكز قياديّة".
فيديو قد يعجبك: