كيف تسبب ترامب في سقوط مدير حملته السابق بول مانافورت؟
كتبت- هدى الشيمي:
تقول مجلة التايم الأمريكية إن بول مانافورت، المدير السابق لحملة دونالد ترامب الانتخابية، لكان الآن رجلاً حرًا طليقًا إذا لم ينضم إلى حملة المُرشح الجمهوري وقتذاك الانتحابية، عوضًا عن ذلك فإن المستشار السياسي المخضرم يواجه حكمًا بالحبس أربعة سنوات في أحد السجون الفيدرالية، ويتعين عليه دفع قرابة 24 مليون دولار للحكومة الأمريكية، إضافة إلى غرامة قدرها 50 ألف دولار.
أصدرت محكمة أمريكية حُكماً بسجن مانافورت 47 شهرا بعد إدانته بالاحتيال الضريبي والمصرفي، بعد إدانته بإخفاء ملايين الدولارات التي حصل عليها نظير تقديم استشارات سياسية في أوكرانيا.
وقال القاضي توماس سيلبي إيليس الذي حدّد عقوبة السّجن على مانافورت بـ47 شهراً في محكمة اتّحادية في ألكسندريا بفرجينيا، إنّ "مانافورت ارتكب جرائم خطرة".
وحتى الآن، لم يعلق فريق المدعي الخاص روبرت مولر الذي يقود التحقيق حول احتمال وجود تواطؤ بين موسكو وفريق حملة ترامب خلال الانتخابات الرئاسية عام 2016، على القرار الذي جاء دون توصياته.
تقول مجلة التايم إن مانافورت قبل أن يتولى رئاسة الحملة الانتخابية لترامب في صيف 2016، قضى سنوات طويلة في مساعدة الأحزاب السياسية التي تدعمها روسيا في أوكرانيا، وتهرب من مسؤولي الضرائب الأمريكيين، وأبقى الكثير من المبالغ المالية في السر، ما أدى إلى اتهامه بالتهرب الضريبي.
واكتشف الرئيس السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) في سياق تحقيقه أن مانافورت قام قبل العام 2016 بإخفاء أكثر من 55 مليون دولار على مصلحة الضرائب الأمريكية وإيداعها في ثلاثين حسابا مصرفيا في الخارج، كما أنه أدلى ببيانات كاذبة حول وضعه المالي لمصارف من أجل الحصول على قروض.
كذلك أظهرت تحقيقات مولر أن مانافورت أخفى نشاطاته كمستشار للرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش المدعوم من موسكو، ما يشكل انتهاكا للقواعد المفروضة على أنشطة الضغط وحشد التأييد.
وشهدت جلسات الاستماع كشف معلومات أثارت الكثير من الاهتمام حول نمط حياته الباذخ، ومنها أنه أنفق في أحد الأيام 15 ألف دولار لشراء سترة مصنوعة من جلد النعامة.
وكان مانافورت مديرا لحملة ترامب الانتخابية لمدة 3 أشهر ولكنه اضطر إلى الاستقالة بعد الكشف عن عمله السابق في أوكرانيا، كما كان أول مساعد سابق لترامب يلقى القبض عليه في إطار تحقيقات المحقق الخاص روبرت مولر في أكتوبر 2017.
خلال الحملة الانتخابية، انضم مانافورت إلى دونالد ترامب جونيور وصهر ترامب جاريد كوشنر لعقد اجتماع مع محامي مرتبط بالكرملين (بيت الحكم في روسيا) وعدهم بإمدادهم بمعلومات تُسيء لمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
تُشير التايم إلى أن اتصالات مانافورت مع الروس جذبت انتباه المُحقق الخاص مولر، وتمكن فريقه من الكشف عن التعاملات المادية التي أخفاها المستشار السياسي عن المسؤولين الأمريكيين، ووجه له الاتهامات بهدف الضغط عليه للتعاون مع المحققين، وبدا الأمر وكأنه ينجح.
وبعد إدانته في قضية ذات صلة في محكمة فرجينيا في أغسطس، وافق مانافورت على التعاون في التحقيقات وقضى ساعات في مكتب مولر، لكن المدعين اتهموه بالكذب واخفاء الحقائق عنهم.
تُشير التايم إلى أن مانافورت واحد من بين ستة أشخاص علموا في حملة ترامب انتهى بهم الأمر يواجهون مشاكل قانونية، إما بسبب الكذب على المحققين أو القيام ببعض الصفقات والتعاملات غير القانونية في حياتهم الشخصية، وتشمل القائمة نائب رئيس الحملة ريك جيتس، مستشار السياسية الخارجية في الحملة جورج بابادوبولوس، ومستشار الأمن القومي مايكل فلين، محامي ترامب الشخصي مايكل كوهين، ومستشاره غير الرسمي روجر ستون.
من جانبه، دافع ترامب عن مانافورت، وأشاد بـ"شجاعة" مدير حملته السابق، ووصفه بأنه من النادرين الذين يقاومون ضغوط مولر الذي يصفه الرئيس الأمريكي بشن "حملة مطاردة سياسية" جائرة ضده.
فيديو قد يعجبك: