"مونت كارلو": هل هُزم أردوغان بسبب تجاهله للباذنجان والطماطم؟
القاهرة – (مصراوي)
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال تجمع انتخابي في إسطنبول، إن التصويت في الانتخابات المحلية بتركيا لن يكون على "سعر الباذنجان أو الطماطم أو الفلفل وإنما هي انتخابات من أجل بقاء البلاد".
وفي تقرير لراديو مونت كارلو الفرنسي، الإثنين، جاء السؤال حول ما إذا كانت تلك الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها تركيا، والتي اعتبرها أردوغان "مؤامرة غربية"، هي بالفعل سبب هزيمة تلقاها في المدن الكبرى وعلى رأسها إسطنبول.
وذكرت وكالة رويترز أن الرئيس التركي واجه "انتكاسات صادمة" بخسارة حزب العدالة والتنمية الحاكم سيطرته على العاصمة أنقرة للمرة الأولى منذ تأسيس الحزب عام 2001.
وأعلن كل من حزب العدالة والتنمية وحزب المعارضة الرئيسي (الشعب الجمهوري) فوزه بالانتخابات في اسطنبول أكبر مدن البلاد ومركزها الاقتصادي.
وقال الحزب الحاكم إن لديه "كثيرا" من الأدلة على حدوث مخالفات انتخابية، لكن ذلك جاء بعد اعتراف قبل ساعات بتقدم المعارضة في عملية الفرز.
تتسم الانتخابات المحلية في تركيا أهمية خاصة في الوقت الحالي لأنها تأتي في ظل أول انكماش اقتصادي في تركيا منذ 10 سنوات، بجانب وصول التضخم والبطالة لمستويات غير مسبوقة في السوء.
وتعتبر إذاعة مونت كارلو الفرنسية أن ذلك جعل منها اختبارا حقيقيا لإردوغان بعد فوزه في كل الانتخابات منذ وصول حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه إلى السلطة عام 2002.
أردوغان اعتبر في تجمعات انتخابية دعائية خلال الأيام الماضية أن "بقاء الأمة" على المحك، ودعا إلى "دفن" أعدائها "في صناديق الاقتراع".
فيما حاولت السلطات معاقبة السلطة على السياسات الاقتصادية التي تستخدمها.
وأظهرت مشاركة أردوغان بشكل كبير في الحملة الأهمية الكبيرة للانتخابات، حيث عقد أكثر من مائة مهرجان انتخابي خلال خمسين يوما، وألقى ما لا يقل عن 14 خطابا يومي الجمعة 29/3 والسبت 30/3 في إسطنبول.
ونقلت الإذاعة الفرنسية عن "إمري أردوغان" الأستاذ في جامعة بيلجي في إسطنبول، أن هزيمة الحزب الحاكم يمكن أن تقوض أسطورة الرئيس الذي لا يقهر، نظرا لأنه ألقى بكل ثقله في المعركة.
وتحتل العاصمة أنقرة، واسطنبول، القلب الاقتصادي والديموغرافي لتركيا، أهمية خاصة وتركزت الأنظار على المدينتين التي يهيمن عليهما الإسلاميون منذ حوالي ربع قرن.
واختتم تقرير "مونت كارلو" بالقول إن الرئيس التركي الذي بنى سمعته على المعجزة الاقتصادية التي يقول إنه حققها، وخصوصا في إسطنبول، أصبح الاقتصاد هو الفخ الذي يؤدي إلى الهزيمة مع بلوغ التضخم نسبة 20% ممن أدى لأضرار شديدة بالقدرة الشرائية للأتراك.
شهدت الليرة التركية تراجعًا في الأسبوع الذي سبق الانتخابات وهو تكرار لأزمة العملة العام الماضي، حين وصل حجم التراجع إلى 2.5% مقابل الدولار قبل أن تستعيد خسائرها في وقت لاحق.
وبحسب رويترز، توقع مسؤول في حزب العدالة والتنمية ومصدر آخر مقرب من الحزب إجراء تعديل وزاري وتغييرات أخرى في الدائرة المحيطة بأردوغان خاصة بعد الخسارة في اسطنبول.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "ستحدث تغييرات بكل تأكيد في بعض المواقع مثل الدائرة المقربة من أردوغان في الحزب ومجلس الوزراء".
فيديو قد يعجبك: