لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من "تسقط بس" إلى اقتلاع البشير.. ماذا حدث في السودان؟ (تسلسل زمني)

02:34 م الخميس 11 أبريل 2019

السودان

كتبت- رنا أسامة:

على مدى الساعات القليلة الماضية تسارعت وتيرة الأحداث في السودان على نحو مُطرد، مع تنحّي الرئيس عُمر البشير ووضعه قيد الإقامة الجبرية بعد نحو 3 عقود في السلطة، وإعلان القوات المُسلّحة "اقتلاع رأس النظام والتحفّظ عليه في مكان آمن"، وتعطيل العمل بالدستور وإعلان حالة الطوارئ، وتأسيس مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد لمدة عامين.

يأتي ذلك على خلفية موجة احتجاجية ضخمة انطلقت في ذكرى انتفاضة ثورة أبريل التي أطاحت بالرئيس الأسبق جعفر النميري، شهدت اعتصامات مليونية في محيط مقر القيادة العامة للقوات المُسلحة بالخرطوم، في حماية الجيش الذي تصدّى لمحاولات قمع الاعتصام وتفريق المتظاهرين بالقوة من قِبل قوات من الشرطة.

ويشهد السودان احتجاجات شعبية بُمشاركة مختلف فئات الشعب، منذ ديسمبر الماضي، انطلقت بادئ ذي بدء للتنديد بنقص المواد الغذائية وارتفاع الأسعار، ثم تحوّلت إلى تظاهرات شعبية تُطالب في المقام الأولى إلى تنحّي البشير الذي تتهمه المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب.

6 أبريل: "مسيرة مليونية"

تظاهر مئات الآلاف من السودانيين أمام مقر القيادة العامة للقوات المُسلحة، للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات، لزيادة الضغط على البشير للتنحي. جاء ذلك بناء على دعوة أطلقها تجمّع المهنيين السودانيين، وهو تجمّع نقابي غير رسمي يقود الحِراك الشعبي في السودان، تحت اسم "مسيرة 6 أبريل المليونية".

تزامن ذلك مع الذكرى الـ34 لانتفاضة أبريل التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق جعفر النميري في 6 أبريل 1985، إذ أُجبِر على التنحي بعد وقوف القوات المسلحة إلى جانب المتظاهرين الذين قادهم وقتذاك "التجمع النقابي" الشبيه بـ"تجمع المهنيين السودانيين" الحالي.

واستعار المتظاهرون هتافات ترددت في انتفاضة أبريل 1985، مثل "جيش واحد.. شعب واحد"، بالإضافة إلى شعارات خصصوها ضد نظام البشير مثل "تسقط بس"، و"ما همانا جيشنا معانا"، و"سقطت يا كيزان (الإخوان المسلمين)" و"حرية، سلام، وعدالة.. الثورة خيار الشعب".

ومساء ايوم نفسه، أكّد مجلس الدفاع والأمن الوطني في السودان، بعد اجتماع برئاسة البشير، على ضرورة الاستماع إلى مطالب المحتجين الذين قال إنهم "يمثلون شريحة من شرائح المجتمع".

7 أبريل: "حظر تجوّل وإضراب عام"

أعلن الجيش السوداني حظر تجول تزامنًا مع ارتفاع عدد ضحايا التظاهرات إلى 6 قتلى، بعد إصابتهم بأعيرة أمنية من قِبل السلطات الأمنية، فضلًا عن وقوع العديد من الإصابات التي وُصِفت بالخطيرة، كما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية المُعارضة.

كما دعا تجمع المهنيين السودانيين إلى إضراب عام في مختلف القطاعات إلى حين إسقاط نظام البشير وتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية مدنية. وواصل آلاف السودانيين تجمّعهم خارج مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم، مُرددين شعارات مناهضة لحكومة البشير.

وفي وقت سابق من مساء الأحد، قال مجلس الدفاع والأمن الوطني في السودان إن المحتجين يمثلون شريحة من المجتمع يجب الاستماع إليها. جاء ذلك عقب اجتماع للمجلس برئاسة الرئيس عمر البشير، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السودانية.

8 أبريل: "الجيش يحمي المُعتصمين"

تدخّل الجيش السوداني لحماية اعتصام آلاف المتظاهرين أمام مقر القيادة العامة للقوات المُسلّحة بالخرطوم، بعد أن شنّت قوات من الشرطة عملية أمنية لفضّ الاعتصام المتواصل بالقوة.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي، حماية الجيش السوداني للمتظاهرين خلال عملية أمنية أطلقتها قوات من الشرطة في ساعة مبكرة من صباح اليوم، الاثنين، لفضّ الاعتصام باستخدام الغاز المُسيل للدموع والقنابل الصوتية.

كما أعلنت الحكومة السودانية إحصاءات حديثة لضحايا الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، بوفاة 46 شخصا، بينهم 7 لقوا حتفهم يومي 6-7 أبريل، ووصفت تظاهرات 6 أبريل المُطالبة برحيل النظام بأنه "تطور مفاجئ"، بحسب وكالة الأنباء السودانية.

9 أبريل: "الحكومة تنفي تنحّي البشير"

نفت الحكومة السودانية التقارير الإعلامية التي تحدّثت عن تنحّي وشيك للبشير وتسليمه السلطة للجيش على خلفية تصاعد الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

وأكّد المتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية، حسن إسماعيل، أن هذه المعلومات عارية تمامًا عن الصحة، وأنه لم تتم مُناقشة مثل هذا الموضوع من الأساس، مُشيرًا إلى أن هذه المزاعم تهدف إلى إثارة البلبلة وسط المواطنين.

ومع تواصل الاعتصامات، حاول مُلثمون مجهولون فض المعتصمين أمام قيادة الجيش بالقوة، ما أسفر عن مقتل 20 متظاهرًا، بينهم عسكريين، حسبما أعلن رئيس حزب الأمة السوداني المعارض، الصادق المهدي.

كما تجدّدت الاشتباكات بين الجيش وأفراد من أجهزة أمنية حاولت تفريق المعتصمين بالقوة، ونجحت القوات المُسلحة في السيطرة على الوضع.

10 أبريل: "الحزب الحاكم يدعم الاعتصامات"

أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان دعمه لتنظيممسيرة حاشدة يوم الخميس لتأكيد الالتزام باستقرار السودان، داعيًا المواطنين لمساعدة الشرطة للاضطلاع بواجباتها للحفاظ على النظام العام.

وواصل مئات الآلاف اعتصامهم لليوم الخامس على التوالي.

11 أبريل: "تنحّي البشير وبيان الجيش"

ذكرت مصادر حكومية صباح اليوم الخميس أن الرئيس السوداني عمر البشير تنحّى. وكثف الجيش السوداني انتشاره عند الجسور والمناطق الحيوية، فضلًا عن انتشاره في محيط القصر الرئاسي.

بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 100 شخص من المقربيين من الرئيس السوداني منهم رئيس الحكومة محمد طاهر أيلا ووزير الدفاع السابق، عبد الرحيم محمد حسين، ورئيس حزب المؤتمر الوطني المكلف أحمد هارون، والنائب الأول السابق للبشير علي عثمان محمد طه، وبكري حسن صالح النائب الأول السابق للبشير.

كما وردت أنباء عن دخول مجموعة من ضباط الجيش مبنى الإذاعة والتلفزيون وطلبهم ضم جميع الموجات. وأفادت مصادر للعربية بحصول اجتماع لقيادة أركان الجيش بدون حضور الرئيس عمر البشير.

إلى ذلك، أفيد بإغلاق مطار الخرطوم أمام الملاحة الجوية.

وبعد ساعات خرج وزير الدفاع السوداني ورئيس اللجنة الأمنية العليا في البلاد، عوض بن عوف، في بيان مُتلفز، حمّل خلاله نظام البشير مسؤولية القتلى الذين سقطوا في الفترة الأخيرة.

وأعلن عددًا من القرارات، وهي اقتلاع رأس النظام والتحفظ عليه في مكان آمن، وتأمين المرافق والمنشآت الحيوية، وإغلاق الأجواء والمنافذ لمدة 24 ساعة، وتأسيس مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد لمدة عامين، حظر التجوال لمدة شهر في عموم البلاد.

إضافة إلى حلّ مجلس الوزراء وحل حكومات الولايات ومجالسها التشريعية، وتعطيل العمل بالدستور، وإعلان حالة الطوارئ وتشكيل فترة انتقالية لمدة عامين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان