عوض بن عوف.. رجل البشير الذي عزله
كتبت- رنا أسامة:
صعد اسم الفريق أول عوض بن عوف، وزير الدفاع السوداني والنائب الأول للرئيس المُتنحّى عُمر البشير، باعتباره رجل المرحلة الانتقالية في السودان الذي اقتلع رأس النظام بعد تنحّي رئيسه الذي ظل على رأس السلطة لنحو 3 عقود.
وُلِد بن عوف بإحدى قرى منطقة "قري"، التي تبعُد 70 كيلومترًا شمالي العاصمة السودانية الخرطوم عام 1954. غير أنه ينتمي لمنطقة الشمال النيلي التي انحدر منها جميع رؤساء السودان منذ الاستقلال بمن فيهم البشير، وفق تقارير محلية.
تخرّج من الكلية العسكرية السودانية برُتبة ملازم وهو في العشرين من عُمره وخدم في سلاح المدفعية في الدفعة 23، وتلقى دورات عسكرية متخصصة في مصر. كما عمل مُدرسًا بكلية القادة والأركان، بحسب تقارير محلية.
تقلّد مناصب عسكرية عدة خلال مسيرته المهنية؛ عُينَ مديرًا للأمن الإيجابي في جهاز الأمن الوطني، ثم مديرًا لهيئة الاستخبارات العسكرية. وشغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش قبل أن يُحال إلى التقاعد عام 2010.
في 2015، لمع نجمه مُجددًا وعاد بن عوف إلى الواجهة العسكرية والسياسية بعد أن أقاله البشير في يونيو 2010 من منصب نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، كما أُحيل حينها إلى التقاعد.
وفي وقت لاحق بعدها عُيّن سفيرًا في وزارة الخارجية، حيث تولى منصب مدير إدارة الأزمات قبل أن يشغل منصب القنصل السوداني العام في القاهرة، ثم سفير الخرطوم لدى سلطنة عمان.
وعلى مدى 4 أعوام من عمله وزيرًا للدفاع، عمل على تقوية تسليح الجيش السوداني بالأسلحة الحديثة والنوعية، واشتُهِر بدعمه لمشاركة قوات بلاده في عملية "عاصفة الحزم"، التي يقودها التحالف العربي في اليمن. وقال في مؤتمر صحفي العام الماضي إن مشاركة القوات المسلحة السودانية في اليمن "واجب والتزام أخلاقي".
وفي 2007، أُدرِج اسمه ضمن القائمة السوداء الأمريكية، عن دوره كقائد للاستخبارات العسكرية والأمن بالجيش السوداني خلال الصراع في دارفور
خلال الاحتجاجات الشعبية، بادر بن عوف بتأكيد دعمه للبشير مرارًا وتكرارًا منذ أواخر يناير الماضي، حيث أجرى لقاءات متعددة بضباط الجيش السوداني شدد فيها على أن الجيش لن يسمح بانزلاق البلاد إلى حالة من الفوضى، بحسب تقارير محلية.
في وقت سابق قال بن عوف إن "الذين يتصدرون المشهد في المظاهرات هي ذات الوجوه التي ظلت تعادي السودان وتشوه صورته امام العالم، وتؤلب عليه المنظمات وتوفر الدعم للحركات المتمردة التي ظلت تقاتل القوات المسلحة على مدى السنوات الماضية، سلوكهم اليوم يثير الشكوك في وطنيتهم".
وفي 23 فبراير الماضي، عيّنه البشير نائبا أولًا له، مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع، ليحل محلّ الصديق المُقرب للبشير، الفريق أول بكري صالح، في سابقة عُدّت الأولى من نوعها في حكومات البشير بأن يجمع نائبه منصبًا وزاريا، وذلك تحت وطأة ضغط الحراك الشعبي، ومحاولة البشير عسكرة الحكومة.
قبل يومين، قال بن عوف إن "القوات المسلحة السودانية تقدر أسباب الاحتجاجات ضد الحكومة، وهي ليست ضد تطلعات وطموحات وأماني المواطنين، ولكنها لن تسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى ولن تتسامح مع أي مظهر من مظاهر الانفلات الأمني".
وفي بيان رسمي مُتلفز، أعلن بن عوف، الخميس، سلسلة من القرارات المهمة وعلى رأسها تشكيل مجلس عسكري انتقالي لإدارة البلاد لمدة عامين، واقتلاع نظام البشير والتحفظ عليه في مكان آمن.
الأمر الذي رفضه تجمع المهنيين السودانيين، الذي يقود الحِراك الشعبي في البلاد منذ شهور، مُعتبرًا أن البيان "لا يُلبّي مطالب المتظاهرين". وقال مُراقبون إنه لا يملك الخبرة السياسية الكافية لإدارة البلاد.
فيديو قد يعجبك: