لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"جاء بانقلاب ورحل بانقلاب".. من هو عمر البشير؟

04:05 م الخميس 11 أبريل 2019

الرئيس السوداني المعزول عمر البشير

كتبت – إيمان محمود:

منذ التاسع عشر من ديسمبر الماضي؛ اشتعلت الأحداث في السودان ولم تهدأ، بعد أن اندلعت التظاهرات، احتجاجًا على سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، إلا أنها سرعان ما تحولت إلى المطالبة بسقوط حُكم الرئيس عمر البشير المُستمر منذ نحو ثلاثة عقود.

ذكرت مصادر حكومية صباح اليوم الخميس أن الرئيس السوداني عمر البشير تنحّى. وكثف الجيش السوداني انتشاره عند الجسور والمناطق الحيوية، فضلًا عن انتشاره في محيط القصر الرئاسي.

بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 100 شخص من المقربين من الرئيس السوداني منهم رئيس الحكومة محمد طاهر أيلا ووزير الدفاع السابق، عبد الرحيم محمد حسين، ورئيس حزب المؤتمر الوطني المكلف أحمد هارون، والنائب الأول السابق للبشير علي عثمان محمد طه، وبكري حسن صالح النائب الأول السابق للبشير.

وبعد ساعات خرج عوض بن عوف، في بيان مُتلفز، وأعلن عددًا من القرارات، وهي اقتلاع رأس النظام والتحفظ عليه في مكان آمن، وتأمين المرافق والمنشآت الحيوية، وإغلاق الأجواء والمنافذ لمدة 24 ساعة، وتأسيس مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد لمدة عامين، حظر التجوال لمدة شهر في عموم البلاد.

صورة 1

من هو عمر البشير؟

ولد المشير عمر حسن أحمد البشير، في الأول من يناير عام 1944، بقرية "حوش بانقا" التي تنتمي إلى قبيلة البديرية الدهمشية الموجودة في شمال السودان وغربه.

تخرّج في الكلية الحربية السودانية عام 1967، واختير لحضور دورة الحرب العليا بأكاديمية ناصر العسكرية في القاهرة، وشارك ضمن القوات السودانية في حرب أكتوبر 1973 على الجبهة المصرية.

في عام 1981؛ نال البشير ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، ثم ماجستير العلوم العسكرية في ماليزيا 1983، وزمالة أكاديمية السودان للعلوم الإدارية عام 1987.

صورة 2

الطريق إلى السلطة

بعد أقل من عامين على استقلال السودان وانفصاله عن مصر، دخل السودان في فترة انقلابات؛ إذ جرت أول محاولة انقلاب عام 1957، ثم تلاها انقلاب عام 1958، وتسلم السلطات الفريق إبراهيم عبود، قائد الجيش في ذلك الوقت.

حاول إبراهيم عبود التحالف التخلص من الحركات الإسلامية "المهدية والختمية والإخوان" التي أخذت تطالبه بتسليم السلطة، وبسبب رفضه، شهد حكمه عدة محاولات للانقلاب، قبل أن تنجح ثورة 1964 في إسقاطه.

وفي عام 1965؛ تولّى إسماعيل الأزهري الحكم، وقبل أن يُتِم فترة رئاسته، استيقظ السودانيون على بيان من العقيد أركان حرب جعفر النميري، بانقلاب عسكري بالتحالف مع قيادات الحزب الشيوعي.

استمر النميري في الحكم حتى عام 1985، وبينما كان في رحلة إلى الخارج اندلعت احتجاجات شعبية، ونُفي النميري، وتولي المجلس العسكري بقيادة عبد الرحمن سوار الذهب فترة انتقالية استمرت لمدة عام كامل، إلى أن وصل الحكم أحمد المرغني كأول رئيس مدني.

وبعد تهميش الإسلاميين في عهد المرغني، خطط حسن الترابي لانقلاب، في الوقت الذي تخرجت فيه دُفعة جديدة من الكليات العسكرية، أعلاهم رتبة؛ العقيد الركن عمر البشير.

اختار الترابي، عمر البشير الذي كان من "الجبهة القومية الإسلامية" داخل الجيش السوداني، ليتلو البيان الأول للانقلاب، عام 1989، الذي أطلقوا عليه "ثورة الإنقاذ الوطني".

قاد البشير انقلابًا عسكريًا ضد حكومة الصادق المهدي المُنتخبة، وأعلن بعدها البشير نفسه رئيسًا لمجلس "قيادة الإنقاذ الوطني".

وبعد أن بدأ الترابي بالظهور والتدخل في الحُكم، حاول البشير التخلص منه وتأرجحت علاقته مع الإسلاميين، حتى أطاح بالترابي في 12 ديسمبر 1999.

وانفرد البشير بالحُكم، وعلَّق العمل بالدستور، وحلّ البرلمان والأحزاب السياسية، وأعلن حظر التجوال، وخلع البذلة العسكرية، وعيَّن نفسه رئيسًا مدنيًا للسودان.

صورة 3

30 عامًا من الأزمات

يعتبر البشير الرئيس الأطول حُكمًا في السودان، فمنذ نجح الرجل العسكري في انقلابه؛ لم تُجرى أي انتخابات رئاسية في البلاد حتى عام 2010، الذي فاز فيه بعد أن انسحبت المعارضة من الانتخابات، واصفة إنها "غير نزيهة".

شهد عهد البشير عدّة أزمات أبرزها أزمة دارفور، عام 2003، التي اندلعت فيها احتجاجات واسعة رافضة لتقسيم الإقليم إلى ولايات، صحبتها اتهامات للبشير بتهميش سكان الإقليم.

في يوليو 2008 اتهم ممثل الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو، البشير بتدبير حملة لارتكاب أعمال قتل جماعي في دارفور أدت الى مقتل 35 ألف شخص، واستخدام الاغتصاب والتجويع والترهيب في مخيمات اللاجئين، كسلاح في الحرب.

وطلب المدعي أوكامبو من المحكمة إصدار أمر اعتقال ضد البشير، ليصبح أول رئيس حاكم يصدر بحقه مثل هذا الأمر، منذ رئيس ليبيريا تشارلز تيلور، وقبله الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش.

في 13 يونيو 2015، أصدرت المحكمة العليا أمرًا يمنع البشير من مغادرة جنوب أفريقيا مؤقتًا لحين النظر في القضايا المتهم فيها من طرف المحكمة الجنائية الدولية، إلا أنه استمر في زياراته الرسمية إلى البلدان العربية والأفريقية متحديًا القرار.

وعلى مدى 20 عامًا من العقوبات الأمريكية الاقتصادية على السودان، تتدهورت الأحوال الاقتصادية بشكل متنامي، إذ أدرجت واشنطن السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، ردًا على استضافته زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 1991، قبل أن يغادر الخرطوم عام 1996 متجها إلى افغانستان.

فيما شهد عهده الحرب الأهلية في جنوب السودان، التي أسفر عنها توقيع عام "نيفاشا" عام 2005، مع قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان، وانتهت أطول حرب أهلية استمرت 21 عامًا لتولد جمهورية جنوب السودان، في عام 2011.

انفصال الجنوب زاد المعاناة الاقتصادية، حيث أخذت الدولة الوليدة نسبة كبيرة من الموارد، القادمة من النفط. واضطرت الحكومة في 2013 إلى رفع الدعم عن أسعار المحروقات لترتفع أسعار جميع السلع الأساسية.

في سبتمبر 2013، اندلعت احتجاجات شعبية واسعة في السودان، ضد حكم البشير بسبب ارتفاع أسعار المحروقات والمواد التموينية وسوء الأوضاع المعيشية عامة، وقد قتلت فيها قوات الأمن الحكومية ما لا يقل عن 200 متظاهر، بالإضافة إلى اعتقال وتعذيب الكثير من العمال والطلاب.

وأعلن البشير وقتها لشعبه عن عدم رغبته في الترشح لمنصب الرئاسة في انتخابات عام 2015، لكنه لم يفِ بوعده.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان