كيف غيّر البشير ملامح السودان؟
كتبت- هدى الشيمي:
عمل الرئيس السوداني المعزول عُمر البشير على ترسيخ حكمه في السودان، من خلال الإمساك بزمام الأمور والسيطرة على كل شيء في الداخل، وتعزيز علاقته مع كل دول العالم. وترى شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية إنه تمكن على مدار الثلاثين عامًا الماضية من تغيير ملامح البلد الذي عانى شعبه من تردي الأوضاع السياسية والقمع السياسي وإجهاض كل الحريات.
قالت شبكة الأمريكية، في تحليل منشور اليوم السبت، إنه بالنسبة لكثيرين في السودان فإن البشير هو القائد الوحيد الذين عرفوه، لاسيما وأن حكمه استمر ثلاثة عقود، موضحة أن جيل بأكمله عاش تحت حكمه، ونما في ظلال الحروب والتوترات السياسية، ولم يعرفون ماذا تعني حرية الصحافة والتعبير.
عاش السودانيون وسط بيئة يملؤها الرعب، فلم تستطع السودانيات التحرك في أي مكان خوفاً من شرطة الأخلاق، والتي كانت على استعداد جلدهن لمجرد السير في الشارع مع صديق ذكر أو انتقالهن في نفس السيارة مع رجل لا تجمعهن به صلة قرابة، كذلك نشأ الأولاد في الشمال خوفاً من جرّهم من منازلهم للمشاركة في حرب لا طائل منها في الجنوب، حسبما تقول سي إن إن.
علّم البشير الجميع أن يعيشوا في خوف، كما علمهم أيضاً أنه زعيم لا يريدونه ولا يرغبون في العيش في ظل اضطهاده المُستمر منذ عقود، حسب سي إن إن التي تقول إن الشعب السوداني لم يفقد الأمل وظل يعمل على العيش في كنف مجتمع يسوده الديمقراطية.
تمكن السودانيون من الإطاحة بالبشير الذي أعلنت القوات المُسلحة عن تنحيه الخميس الماضي، فيما طالبت المحكمة الجنائية الدولية بتسلمه لمحاسبته على الانتهاكات والفظائع التي ارتكبها في دارفور.
ذكرت الشبكة الأمريكية أن البشير الذي وصل إلى الحكم من خلال انقلاب عسكري عام 1989 وبات رئيساً للبلاد في عام 1993، نجح في البقاء على سدة الحكم طوال هذه الأعوام بعد أن جعل نفسه شخصًا لا غنى عنه لدول الخليج والغرب من خلال الحملات العسكرية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
وبين ليلة وضحاها تحول السودان من بلد عادي إلى مكان يخشى فيه الكل على حياته، أشارت سي إن إن إلى أن صباح اليوم التالي لوصول البشير إلى الحكم كانت شوارع العاصمة الخرطوم خالية تماماً، بعدها كل شيء تغير بسرعة من بداية من سياسة الحكم وصولاً إلى نمط المعيش وملابس المواطنين، حتى الأطفال اضطروا إلى ارتداء زي مدرسي يُغطي حتى أسفل الرُكبة.
لفتت سي إن إن إلى أن البشير عمل على ترسيخ حُكمه من خلال نشر الخوف والسيطرة على كل شيء، فأسس "بيوت الأشباح" التي استجوب فيها معارضيه واعتقلهم، وواجهوا أقسى وأشد أنواع العذاب.
حسب الشبكة الأمريكية فلا يوجد أسرة سودانية واحدة لم يذهب أحد أفردها إلى غرفة تعذيب في بيوت الأشباح.
على مدار سنوات حاول البشير حظر الموسيقى وكانت الحفلات تنتهي في تمام الحادية عشر مساءً، ولكن المواطنين وجدوا طرقاً لسماع الموسيقى والتعرف على الثقافات الأخرى، والآن – حسب الشبكة الأمريكية- فإن الموسيقى التراثية السودانية كانت جزءًا كبيرًا من حركة الاحتجاجات.
وترى "سي إن إن" أن بعد الاحتجاجات المتواصلة التي قام بها السودانيون على مدار الشهور الأربعة الماضية لن يستطيع أحد تكميم أفواه المواطنين.
يواصل آلاف السودانيين صباح السبت، الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم لليوم الثامن على التوالي، بانتظار ما سيسفر عنه البيان الأول لرئيس المجلس الانتقالي، عبد الفتاح برهان، ودعا تجمع المهنيين السودانيين وتحالفات المعارضة المواطنين، للتوجه إلى مكان الاعتصام "للمحافظة على مكتسبات الثورة".
فيديو قد يعجبك: