حكم بلا سيادة.. واشنطن بوست: صفقة القرن تجهض حلم الفلسطينيين الأساسي
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن مقترح الرئيس دونالد ترامب لإحلال السلام في الشرق الأوسط وانهاء الصراع العربي- الإسرائيلي، من شأنه تحسين حياة الفلسطينيين، ولكنه سيجهض حلمهم الأساسي بتأسيس دولة مُستقلة ذات سيادة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن مسئولين مُطلعين على الجهود المبذولة لتنفيذ الخطة المعروفة إعلاميًا بصفقة القرن، قولهم إنه من المتوقع الكشف عن تفاصيلها الكاملة هذا الربيع أو ربما في بداية فصل الصيف.
يأتي ذلك بعد عامين من المشاورات والمفاوضات قام بها الفريق الأمريكي المعني بعملية السلام، والمكوّن من جاريد كوشنر، مستشار ترامب وصهره، وجيسون جرينبلات، مبعوث واشنطن للسلام في الشرق الأوسط، وديفيد فريدمان، سفير واشنطن لدى دولة الاحتلال، الذين أبقوا تفاصيل الصفقة المُنتظرة في الخفاء.
رغم التكتم الشديد على الخطة، إلا أن تصريحات أدلى بها كوشنر مؤخرًا تُشير إلى احتمالية استبعاد بند "تأسيس دولة فلسطينية مُستقلة ذات سيادة" من الخطة.
ذكرت واشنطن بوست أن ترامب يحاول من خلال صفقة القرن وضع لمسته على الصراع المُستمر منذ عام 1948، مُشيرة إلى أنه من المُحتمل أن تركز الخطة على المخاوف الأمنية الإسرائيلية.
لفتت الصحيفة إلى أن ترامب أخبر أصدقائه وأشخاص مُقربين منه أنه لم يعتمد على الافتراضات التقليدية حول كيفية حل النزاع، وأكد للجميع أنه واثق على صهره جاريد كوشنر، وأنه يعلم أنه سيتمكن من التوصل إلى خطة من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط.
في الوقت نفسه، يرى محللون ومراقبون دوليون أن فرص كوشنر لتحقيق السلام ضئيلة، لاسيما وأن سياسيين ودبلوماسيين مُخضرمين فشلوا في التوصل إلى اتفاقية سلام مُرضية، علاوة على أن ترامب كشف عن انحيازه لإسرائيل من خلال سلسلة الإجراءات والتحركات غير المسبوقة، والتي كان آخرها اعترافه بسيادة تل أبيب على مُرتفعات الجولان المُحتلة.
وقال مسؤولون عرب مطلعين على صفقة القرن، إن كوشنر لم يكشف عن أي تفاصيل، لكنهم رجحوا أنها تحتوي على بعض البنود التي من شأنها تحسين الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين، وتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الأراضي المتنازع عليها.
نقلت واشنطن بوست عن أشخاص تحدثوا مع فريق السلام الأمريكي أن كوشنر والمسؤولين الأمريكيين الآخرين أنهم ربطوا بين السلام والتنمية الاقتصادية والاعتراف العربي بإسرائيل، وقبول الوضع الراهن مع السماح للفلسطينيين بالحكم الذاتي بدلاً من السيادة.
وخلال أحاديثه وتصريحاته القليلة عن الخطة، قال كوشنر إن صفقة القرن ستعتمد على أربعة ركائز أساسية هي الحرية والاحترام والأمن وتوفير الفرص.
وفي حواره مع سكاي نيوز قال كوشنر إن فريق السلام الأمريكي يُريد أن يحظى الجميع بحرية الفرص، وحرية الاعتناق والعبادة بغض النظر عن ديانتهم.
وفي إشارة إلى المطالب الفلسطينية، قال كوشنر إن فريق السلام يريد أن يعيش الجميع في بيئة ينتشر فيها الاحترام المُتبادل، وأن يكونوا قادرين على تحسين حياتهم وعدم السماح للصراع طويل الأمد بالقضاء على مستقبلهم.
يُذكر أن السلطة الفلسطينية قطعت كل قنوات الاتصال الرسمية مع إدارة ترامب في ديسمبر 2017، بعدما اعترف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وهي الخطوة التي أثارت غضب واستياء العالمين العربي والإسلامي، ونددت بها أوروبا.
فيديو قد يعجبك: