"انتهى الأمر".. من هو أكرم أوغلو الذي انتزع اسطنبول من قبضة أردوغان؟
كتب – محمد عطايا:
"دعوني أقول للذين لا يعرفوني، لقد فزت، انتهى الأمر وكفى".
كان ذلك مختصر رد رد أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول المنتخب حديثًا، مطلع الأسبوع الجاري، على الجدل القائم مؤخرًا، حول حسم مقعد اسطنبول، أحد أهم الولايات في تركيا، بين حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحزب الشعبي الجمهوري المعارض.
بشكل مفاجئ، خسر تحالف الشعب التركي، الذي يضم حزب العدالة والتنمية الحاكم، أمام المعارضة المتمثلة في تحالف الأمة، بالانتخابات المحلية، في أكبر ولايتين، أنقرة وإسطنبول، وهو أمر لم يحدث منذ 16 عامًا.
وأعلنت اليوم لجنة الانتخابات التركية، فوز المعارض أكرم إمام أوغلو رسميًا بمنصب رئيس بلدية إسطنبول، بعد الانتهاء من البث في الطعون المقدمة من كل الأطراف.
وحصل أكرم إمام أوغلو على 4 ملايين و169 ألفًا و765 صوتًا، ممثلاً عن حزب الشعب الجمهوري، بينما حصل بن علي يلدريم على 4 ملايين و156 ألفًا و36 صوتًا، ممثلًا عن حزب العدالة والتنمية؛ أي أن الفارق بينهما تقلص إلى 13 ألف و729 صوتًا فقط.
ومن المنتظر أن يتسلم أكرم أوغلو منصبه الجديد مساء اليوم، بعد إعلان فوزه رسميًا من لجنة الانتخابات التركية.
إمام أوغلو من مواليد العام 1970، من مدينة طرابزون، المطلة على البحر الأسود شمال شرق تركيا، بدأ حياته العملية في التجارة، بعدما بنى شركة مقاولات تنفذ أعمال بناء.
لعب إمام أوغلو كرة القدم في شبابه، ولكن لم يحترفها، إلى أن انخرط في الحياة السياسية بعدما أصبح عضوًا بارزًا في حزب الشعب الجمهوري المعارض، في العام 2008، وسرعان ما شغل أول منصب له في العالم 2009، بعدما عمل كرئيس لمقاطعة تابعة للحزب.
وفي العام 2014 قدمه الحزب لمنصب عمدة بلدية بيليك دوزو، وفاز بها، ما منحه شهرة واسعة في البلدية، وعموم تركيا.
نجاحه في إدارة بلدية بيليك دوزو، شجعه للترشح لرئاسة بلدية إسطنبول أمام الحزب الحاكم العدالة والتنمية، في انتخابات البلدية 2019.
يقارن الشعب التركي بين إمام أوغلو، ورجب طيب أردوغان الرئيس التركي، حيث يرون أن مسيرة الاثنين متشابهة، الأول درس إدارة الأعمال ولعب كرة القدم، وتولى رئاسة بلدية إسطنبول، وهي نفس الخطوات التي سار عليها أردوغان قبل توليه منصب الرئاسة.
وفي إحدى المقابلات، سأل مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إمام أوغلو، عن إمكانية ترشحه لمنصب الرئاسة في المستقبل، وهو السؤال الذي يطرحه الشعب التركي مؤخرًا، ليجيب الأخير: "حاليًا أنا رئيس بلدية إسطنبول، ولا أعلم ماذا يحدث في المستقبل".
فيديو قد يعجبك: