تعطيل العدالة والتورط مع روسيا.. تقرير مولر لا يزال يهدد ترامب
كتب – محمد عطايا:
يستعد وليام بار، المدعي العام الأمريكي، لإصدار النسخة الكاملة لتحقيقات التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، غدًا الخميس، بعد صيحات الاستنكار التي نالت من نزاهة وشفافية بار، على خلفية "التقرير المختصر الهزيل" الذي أصدره منذ أيام عن تقرير المحقق الخاص روبرت مولر، ولم يستطيع إدانة الرئيس دونالد ترامب، أو تبرأته في الوقت نفسه.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن الآمال لا تزال معلقة بالنسخة النهائية لتقرير مولر، التي أكدت أنه يحمل "بعض الأخبار السيئة لترامب"، بعدما نجح الأخير في الهروب من جميع التهم التي تحوم حوله.
تعطيل العدالة
وفقًا لخطاب ويليام بار، لم يتم تبرئة الرئيس الأمريكي من تهم عرقلة العدالة، ولم يتمكن من إدانته أيضًا، الأمر الذي تعتبره "واشنطن بوست"، مدخلًا لمولر لتويجه بعض "اللكمات" لترامب.
ألقت الصحيفة الأمريكية الضوء على ما جاء في مخلص المدعي العام، الذي أكد أن التقرير عرض "أدلة" يمكن أن تدين الرئيس، لكنه تركها دون حل، مصنفًا أياها من نوع "القضايا الصعبة"، لأنه يصعب للغاية الحكم فيها إذا ما كان ترامب مدانًا وكان لديه نية في إعاقة العدالة أم لا.
وأكد المحقق الخاص مولر في تقريره حسب الملخص الذي عرضه بار، أنه على الرغم من أن الدلائل لا تشير "بشكل قاطع" إلى أن الرئيس ارتكب جريمة، إلا أنه لا يعفيه.
وأوضحت "واشنطن بوست"، أن مولر اختار أن يترك الأمر غير محسومًا لأنه يعتقد أن بعض الإجراءات التي اتخذها ترامب يمكن أن تمثل عرقلة للتحقيقات، ولكن لم يستطع أن يصدر قرارًا.
وأضافت الصحيفة الأمريكة، أنه بأية حال، فإن شرح مولر للدلائل سيؤثر بالضرورة على الرئيس الأمريكي، أن لم يكن جنائيًا فسيكون سياسيًا، لافتة إلى أن مولر يصف تدخلات ترامب بالإجرامية من الناحية السياسية، بسبب استغلال الرئيس لسلطاته للتأثير على التحقيقات.
لا يزال متورطًا؟
منذ خروج تقرير المدعي العام الأمريكي بار إلى النور، وظهرت العديد من الانتقادات التي طالت حتى اللغة التي صيغ بها الملخص، خاصة بعدما أكدو أنه استخدم ألفاظ لم تكن محكمة، ففي الوقت الذي يسعى فيه البعض إلى اثبات "تورط" ترامب مع روسيا، لم يستخدم التقرير لفظ "تورط"، ولكن عوضًا لجأ إلى "مؤامرة، وتنسيق".
تقرير مولر لخص إلى أن ترامب لم يتآمر أو يتعاون مع الحكومة الروسية في أنشطتها الهادفة للتدخل في الانتخابات الأمريكية.
وكتب فيليب بوست في "واشنطن بوست"، منذ أسبوعين تقريرًا عن كيف يمكن لهذه الفروق اللفظية أن تكون مهمة في النيل من ترامب، لأن ملخص بار لم يذكر شيء عن التواطؤ أو التورط مع روسيا.
وأكد رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب آدم شيف، أن ما جاء في تقرير مولر عن الانتخابات الأمريكية لم يرتق إلى مستوى "التنسيق والتآمر الفعلي"، ولكن ربما تبادل ترامب المعلومات وساعد الحكومة الروسية في الحصول على بعض البيانات، وهو ما يدعى "تواطؤ وتورط".
يفضح حاشية ترامب
في تحقيق نشرته شبكة "إن بي سي نيوز"، كشفت أن تأثير تحقيق روبرت مولر، قد يصل إلى رجال ترامب، وحاشيته، بعدما نقلت عن شخص مقرب من البيت الأبيض، أن بعض مساعدي الرئيس الحالين والسابقين "قلقين للغاية"، مما قد يخلص له التقرير.
وقال شخصان مقربان من الرئيس في تصريحات لـ"إن بي سي نيوز"، إن هناك مخاوف من إمكانية الكشف عن حقائق جديدة في التقرير لا تنعكس بشكل إيجابي على الرئيس ومساعديه.
وقال مسؤول آخر رفض ذكر اسمه، إن المسؤولين يشعرون بالقلق بشأن سير التحقيقات، وما يمكن أن يخلص له التقرير، خاصة بعد إدانة شخصيات مقربة مثل مايكل كوهين، وباول مانافورت.
فيديو قد يعجبك: