لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صمت في الـ8.30 صباحًا.. سريلانكا تنعي ضحايا تفجيرات "أحد الفِصح"

12:45 م الثلاثاء 23 أبريل 2019

تفجيرات سريلانكا

كتبت - رنا أسامة:

بعد يومين على التفجيرات الأكثر دموية في جنوب آسيا، وقف الشعب السريلانكي ثلاث دقائق صمت، حِدادًا على أرواح الضحايا الذين لقوا حتفهم في ثمانية تفجيرات إرهابية استهدفت كنائس وفنادق في مناطق متفرقة من أنحاء البلاد، خلال المراسم الدينية للاحتفال بعيد الفصح.

ولزمت الجزيرة البالغ عدد سكانها 21 مليون نسمة ثلاث دقائق صمت في تمام الساعة 8:30 صباح الثلاثاء (3:00 بتوقيت جرينتش)، وهو الوقت ذاته الذي وقع فيه أول تفجير انتحاري صباح الأحد في كنيسة القديس أنطونيوس في كولومبو، بحسب وكالة فرانس برس.

1

وأعلنت الحكومة السريلانكية الثلاثاء يوم حداد وطني، ونكّست الأعلام، وعمدت الإذاعات والمحطات التلفزيونية إلى تكييف برامجها.

وفي كنيسة القديس أنطونيوس، صلّى عشرات الأشخاص في صمت، حاملين شموعا وهم بالكاد يحبسون دموعهم. وبعد انقضاء دقائق الصمت الثلاث، أنشد الجميع صلاة رافعين أصواتهم.

وعلى مسافة ثلاثين كيلومترًا إلى الشمال، في بلدة نيجومبو، أُقيمت صلاة تأبين قبل الظهر في كنيسة سانت سيباستيان، التي طالتها التفجيرات الإرهابية، وأُدخِلت نعوش؛ الواحد تلو الآخر، ووُضِعت على طاولات أمام أقرباء الضحايا الذين سيطر عليهم تأثر شديد، وفق فرانس برس.

ونقلت فرانس برس عن مساعد أسقف كولومبو، أنتوني جاياكودي، الذي أحيا القداس: "هناك أعداد من الجثث بحيث لا يمكننا عرضها كلها دفعة واحدة".

2

واستهدفت التفجيرات الثمان، التي وقعت في توقيت مُتزامن، ثلاث كنائس في مدينتي نجومبو وباتيكالوا ومنطقة كوتشيكادي في كولومبو، خلال صلوات عيد الفصح، كما ضربت 4 فنادق فخمة على الشريط الساحلي هي شانجري لا وكينجزبيري وسينامون جراند في العاصمة السريلانكية، إضافة إلى فندق في ديهيوالا بضاحية جنوب كولومبو.

وفور التفجيرات، أوصت السفارات الأجنبية في سريلانكا رعاياها بتفادي التنقل خارج حالات الضرورة، وحذّرت الولايات المتحدة في نصائحها إلى المسافرين من احتمال وقوع هجمات جديدة.

وتم تفكيك قنبلة يدوية الصنع مساء الأحد قرب مطار كولومبو، فيما انفجرت قنبلة بعد ظهر أمس الاثنين في شاحنة صغيرة مركونة في أحد شوارع العاصمة أثناء تدخل فريق تفكيك الألغام، بدون وقوع إصابات.

3

وفي تلك الأثناء، تواصل سريلانكا تحقيقاتها بحثًا عن مسؤولي التفجيرات التي قالت إنها نُفّذت بدعم من شبكة دولية، ونسبتها إلى مجموعة إسلامية صغيرة غير معروفة كثيرًا تُعرف باسم "جماعة التوحيد الوطني".

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الحكومة، راجيثا سيناراتنيي، إن المُحققين يسعون لمعرفة ما إذا كانت "جماعة التوحيد الوطنية"، التي قامت بأعمال تخريب لتماثيل هندوسية في ديسمبر الماضي، تلقّت دعمًا دوليًا.

واعتبر أنه "من غير الممكن لمثل هذه المنظمة الصغيرة أن تنفذ عمليات انتحارية بهذا الحجم"، مُضيفًا "نحقق في مساعدة أجنبية محتملة وفي روابط أخرى، كيف يدربون انتحاريين، كيف صنعوا هذه القنابل".

وأكّد أن السلطات تلقت معلومات وتحذيرات عن الهجوم من أجهزة مخابرات دولية قبل أسبوعين من وقوعه، لكن لم يبلغ بها رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينجي.

الأمر الذي يهدد بإثارة أزمة جديدة في رأس الدولة السريلانكية؛ إذ أن الشرطة تابعة للرئيس الذي هو على خلاف علني مع رئيس الحكومة، وقد أقاله في الخريف لكنه أُجبِر على إعادة تعيينه بعد سبعة أسابيع من الفوضى السياسية.

4

وأوقفت الشرطة المحلية نحو 40 شخصًا يُعتقد أن لهم صلة بالتفجيرات. وأُصيب نحو 500 شخص فيما ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 321 قتيلًا، بينهم 39 أجنبيًا، بحسب رويترز.

وبدأ تطبيق حال الطوارئ التي تمنح الشرطة والقوات العسكرية الخاصة صلاحيات خاصة لتنفيذ ضربات ضد ناشطين، في منتصف الليل (18:30 بتوقيت جرينتش، أمس الاثنين)، ما يسمح بتوقيف مُشتبه بهم بدون أمر قضائي.

وفرض حظر التجول لليلة الثانية على التوالي، لكن رُفِع قبيل الفجر، وفق فرانس برس.

5

وتعد هجمات "أحد الفصح" في سريلانكا هي الأعنف منذ انتهاء الحرب الأهلية في هذا البلد عام 2009.

وانتهت الحرب الأهلية بهزيمة جبهة نمور التاميل، التي قاتلت لمدة 26 عامًا، من أجل وطن مستقل للأقلية التاميلية. ويُعتقد أن الحرب أسفرت عن مقتل ما بين 70 و80 ألف شخص.

ومنذ ذلك الحين، شهدت سريلانكا أعمال عنف متفرقة. وفي مارس الماضي، أعلنت السلطات حالة الطواريء، بعد أن هاجم أفراد من الأغلبية السنهالية البوذية مساجد وممتلكات للمسلمين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان