سياسات ترامب.. هل يمكن لرئيس أمريكي اخر التراجع عنها؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت مجلة ناشيونال ريفيو الأمريكية إن الكثير من الليبراليين في الولايات المتحدة يتعاملون مع دونالد ترامب باعتباره شخص أحمق ليس لديه أي فكرة عما يفعله، ويظن الديمقراطيون أنه بمجرد أن تنتهي فترة رئاسته سوف يعيد الحاكم الجديد الأمور إلى نصابها الصحيح، ويسترد البيت الأبيض "المُغتصب."
إلا أن هذه التصورات غير صحيحة تماماً، إذ أن بعض قرارات الرئيس الأمريكية خاصة المتعلقة بسياسته الخارجية لا يمكن محو آثارها أو التخلص منها، بحسب المجلة.
وأوضح تقرير نشرته مجلة بولتيكو الأمريكية نقلت فيه آراء آرون ديفيد ميلر وريتشارد سوكولسكي، هما خبيران بارزان في شؤون الشرق الأوسط، أن سياساته ترامب ما هي إلا محاولات جادة لإحداث تغيير حقيقي.
كان ميلر موظفًا في وزارة الخارجية لنحو ربع قرن، ودافع منذ فترة طويلة عن فرض ضغوطات على إسرائيل من أجل تقديم تنازلات للفلسطينيين، كذلك سوكولسكي والذي كان يعمل في الخارجية منذ فترة طويلة، ويرأس الآن مركز ويلسون.
وأكد الاثنان أن خليفة ترامب لن يستطيع عكس اتجاه سياسته، ولن يقدر على تغيير المشهد الخارجي بعد القرارات التي اتخذها ومن ضمنها الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، والاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، بالاعتراف بسيادة دولة الاحتلال على الجولان، وغيرها.
وأجمع كل من ميلر وسوكولسكي أن خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلامياً باسم صفقة القرن، والتي عمل عليها جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط، لن تنجح.
وقال كوشنر في تصريحات إعلامية إنه سيتم الكشف عن تفاصيل صفقة القرن في يونيو المُقبل، بعد انتهاء شهر رمضان.
حسب المجلة، فإن صمود فلسطين وإيران حتى هذه اللحظة يرجع إلى أن كلتاهما تعتمدان على النصائح التي قدمهما لهما وزير الخارجية السابق جون كيري، والذي أخبرهما بأنه من الضروري الانتظار حتى عام 2021، حيث يتم انتخاب رئيس أمريكي ديمقراطي، يعيد سياسات باراك أوباما.
وهو ما يراه كل من ميلر وسوكولسكي أمر يصعب تحقيقه، بالنظر إلى أن بعض قرارات وتحركات الرئيس الأمريكي لا يمكن التراجع عنها أبداً، مثل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المُحتلة، وأشاروا إلى أن أي رئيس ديمقراطي يحاول التراجع عن أمر كهذا سيواجه معارضة شرسة، ويمر بما لا يحمد عقباه.
ترى المجلة الأمريكية أنه في حال إعادة انتخاب ترامب مرة أخرى عام 2020، فإنه سيتعين على كل من فلسطين وإيران تغيير سياستهما ومواقفهما، حتى تحصل الأولى على دولة مستقلة، وتنهي الثانية عزلتها.
فيديو قد يعجبك: