لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ظهوره نذير شؤم.. لماذا خرج البغدادي من مخبئه بعد 5 سنوات؟

11:35 ص الثلاثاء 30 أبريل 2019

أبو بكر البغدادي

كتب- محمد عطايا:

"لقد وليت عليكم" قالها رجل أربعيني بعباءه سوداء، بعدما اعتلى درجات منبر الموصل، في عام 2014، ليعلن معها قيام "دولة الخلافة الإسلامية" في العراق.

كان ذلك هو الظهور الأول لأبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، الذي سيطر على مناطق كبيرة في سوريا والعراق، بحجم بريطانيا.

اختفى البغدادي، وتبدلت مساحات سيطرة التنظيم، بل بدأت بالتلاشي، وانحسار الرقع التي رفعت عليها الرايات السوداء في الماضي.

مع اشتداد المعارك، وإعلان نهاية التنظيم في العراق، ظهر البغدادي مرة أخرى في تسجيل صوتي، يحث "المجاهدين" على مواصلة المسيرة، والثبات، لكن الأمور لم تصب في صالحه، وخسر التنظيم كل أراضيه في العراق.

وفي مارس الماضي، أعلنت الولايات المتحدة القضاء على داعش في سوريا، بعد تحرير قرية الباغوز، في آخر المعارك ضد التنظيم.

فاجأ زعيم التنظيم الإرهابي العالم اليوم، بظهوره مرة أخرى، بعد 5 سنوات اختفى فيها بشكل كامل عن الكاميرات، ليقطع الشك باليقين أنه لا يزال على قيد الحياة، ووضع استراتيجية جديدة للمواجهة.

الأصل هو الاختفاء

انبثق تنظيم داعش من "القاعدة"، وبالتالي يُتوقع أن يتبع أبوبكر البغدادي نهج أسامة بن لادن بالاختفاء عن أعين أجهزة الاستخبارات الدولية، والبقاء رمزًا يوجه "مجاهديه"، ولا يظهر إلا عند الضرورة.

الباحث في الشؤون الجهادية، محمد كامل، قال إن الأصل في التنظيمات الإرهابية اختفاء زعمائها، وهو ما حدث مع أسامة بن لادن، لأن الظهور المتكرر يزيد من فرص اكتشاف مخبئه، وبالتالي التعرض للقتل.

وأضاف في تصريحات لـ"مصراوي" أن الظهور في مقاطع فيديو ترويجية هو استثناء، ويحدث في مناسبات خاصة، فعندما ظهر في العراق، يوليو 2014، كان لإعلان "الخلافة الإسلامية" لأنه لا يجوز "البيعة" لشخص مجهول.

اختفاء البغدادي بعد يوليو 2014 كان مدبرًا له منذ البداية، فتجربة بن لادن الذي ظل بعيدًا عن أعين مخابرات العالم منذ العام 1988 وحتى 2011، خير دليل على أهمية الزعيم والرمز في تلك الجماعات.

تنظيم داعش أيضًا له من الإمكانيات التي حظي بها القاعدة، فضلًا عن حرصه الدائم والمستمر- بحسب محمد كامل- على ألا يرتكب نفس الخطأ الذي وقع فيه القاعدة، وأدى إلى مقتل بن لادن.

مركز "راند"، وهو مركز دراسات تابع وممول من القوات الجوية الأمريكية، ومتخصص في دراسات الإرهاب، أصدر دراسة عن القضاء على التنظيمات الإرهابية، مؤكدًا أن 33% من التنظيمات الإرهابية يقضى عليها بالقضاء على زعمائها، وخير دليل هو تنظيم القاعدة، حيث إن أيمن الظواهري يختلف تمامًا في استراتيجيته عن بن لادن.

وأكد الباحث المصري في شؤون الجهاديين أن نشر فيديو لزعيم داعش في 2014 كان حدثًا عظيما بالنسبة للتنظيم الإرهابي، وظهوره اليوم ليس اعتباطيًا أيضًا.

فيما قالت إيرينا تسوكرمان، الباحثة الأمريكية في الشؤون الأمنية، إن داعش في حاجة ماسة إلى الفوز في معركة "العلاقات العامة"، أي تحسين صورته بالنسبة لاتباعه، والظهور على أنه لم يُصَب بأضرار بالغة، ولكنه صامد في أرض المعركة.

وأضافت، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن البغدادي يتابع الأخبار جيدًا، ويعلم ما يحدث من خلل داخل التنظيم، والتفكك والانشقاق، وبالتالي يحاول تثبيت أقدام البعض، خاصة الراغبين في العودة إلى بلادهم.

لماذا ظهر اليوم؟

شن التنظيم الإرهابي مؤخرًا هجمات إرهابية في عدد من الدول، كان آخرها في سريلانكا، وأسفر عن مقتل المئات، وجرح آخرين.

وخرجت في الآونة الأخيرة تكهنات كثيرة حول مكان اختباء البغدادي، حتى إن بعض أعضاء التنظيم اعتقدوا بشكل أو بآخر أنه قتل، خاصة بعد هزيمة داعش للأراضي المسيطر عليها في سوريا والعراق، وبالتالي ظهوره اليوم كان لإجهاض تلك الشكوك، وذلك وفقًا للباحث المصري في شؤون الجهاديين.

وأكد أنه قبل ظهور البغدادي بنحو أسبوع، أصدر تنظيم داعش الإرهابي بيانًا يعلن فيه استراتيجية جديدة في سوريا والعراق، ونيجيريا والصومال، وحتى مصر، تعتمد على حرب العصابات، وليس حربًا نظامية، مثلما خاض في السابق.

وتابع الباحث المصري في شؤون الجهاديين أن البيان تزامن أيضًا مع فيديو جديد نشره التنظيم، يحث فيه المقاتلين على استغلال روحانية شهر رمضان، وتحويله إلى شهر العمليات الإرهابية في دول كثيرة بينها فرنسا تحديدًا.

وأكد أنه من المتوقع بعد ظهور البغدادي موجة جديدة من العمليات النوعية الإرهابية، في عدد من الدول، وبخاصة البلدان المشاركة في التحالف الدولي.

اتفقت الباحثة الأمريكية، مع الرأي القائل إن الهدف الأول لظهوره هو إجهاض الشكوك بأنه مريض أو قتل، وبالتالي أراد دحض الادعائات القائلة بأن التنظيم خسر قائده، ولا يستطيع الانتصار، كما في السابق.

وأضافت أن الفيديو هو محاولة لإعادة تأكيد نفسه وصورته للعالم أجمع، وإعطاء استراتيجية جديدة للتنظيم "الضعيف".

هجوم سريلانكا كان خير دليل على أن تنظيم داعش بعد هزيمته في سوريا سيغير استراتيجيته، ويتحول إلى شن هجمات في الغرب، وظهور داعش- بحسب تسوكرمان- جاء للتأكيد على تلك الخطوة التي تحول معها نهج التنظيم بالكامل.

وقالت: "أتوقع مزيدًا من العمليات المخططة بعناية التي تستهدف المجتمعات ذات الأمن الضعيف، ومزيدا من الجماعات التي ستبايع التنظيم، وحتى المزيد من الإجراءات الصارمة، مثل الاستعداد لقتل أطفالهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان