قاض نيوزيلندي يأمر بتقييم الصحة العقلية للمتهم في هجومي كرايستشيرش
كرايستشيرش- (د ب أ):
أمر قاض نيوزيلندي، اليوم الجمعة، بإخضاع برينتون تارانت، الأسترالي المتهم بقتل 50 شخصا في هجومين على مسجدين بمدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا الشهر الماضي، لاختبارات الصحة العقلية لتحديد ما إذا كان مؤهلا للمثول للمحاكمة.
ولم يُظهر تارانت أي انفعال أثناء ظهوره في المحكمة عبر دائرة تلفزيونية من سجن أوكلاند في جلسة استماع بالمحكمة العليا في كرايستشيرش.
وظل تارانت، الذي كان يرتدي زي السجن الرمادي والأصفاد في يديه، صامتا أثناء ظهوره للمرة الثانية في المحكمة، ووجهت إليه المحكمة 50 اتهاما بالقتل و39 اتهاما بالشروع في القتل.
ويُتهم تارانت، الذي يقال إنه من دعاة تفوق العرق الأبيض، بفتح النار داخل مسجدي النور ولينوود في 15 مارس في أسوأ حادث إطلاق نار بنيوزيلندا.
وأمر قاضي المحكمة العليا كاميرون ماندر بإجراء تقييم الصحة العقلية للمتهم. وقال ماندر أمام قاعة المحكمة التي امتلأت بالناجين من الهجومين وعدد من أسر الضحايا ووسائل إعلام من جميع أنحاء العالم: "إنها خطوة عادية تماما تتخذ في هذه العملية ولا أعتقد أنه ينبغي تأويل أي شيء فيها".
وظهر الرجل، 28 عاما، عبر دائرة تلفزيونية من سجن أوكلاند، وهو السجن الوحيد المشدد الحراسة لأقصى درجة في نيوزيلندا، على بعد أكثر من ألف كيلومتر شمالي كرايستشيرش، وشاهد الجلسة الإجرائية في صمت.
ولم يظهر عليه أي انفعال واضح أثناء الجلسة التي استغرقت أقل من 30 دقيقة بينما كان يجلس في غرفة صغيرة وبدا الملل عليه أحيانا حيث كان ينظر حول الغرفة.
وقال محامي تارانت المنتدب من قبل المحكمة في أول ظهور له أمام المحكمة بعد مقابلته في اليوم التالي للهجوم، إن المتهم بدا واعيا وليس مختل عقليا، بخلاف الآراء المتطرفة التي يعتنقها.
وقال المحامي ريتشارد بيترز لصحيفة "نيوزيلاند هيرالد" في ذلك الوقت: "الطريقة التي قدم بها نفسه كانت عقلانية .. شخص لا يعاني من أي إعاقة عقلية. بدا أنه يدرك ما كان يجري".
وفي السياق، قال أحد الناجين من الهجوم في مسجد لينوود ويدعى (تفضل علم) بعد انتهاء الجلسة إنه دهش لعدم ظهور أي انفعالات على المتهم.
وأضاف: "أردت أن أرى كيف يشعر بعد قتل عدد كبير من الأبرياء، لكنه بدا على ما يرام، لا يبدو منزعجا ولم يظهر أي مشاعر".
وقال علم إنه يأمل في أن ينال ذلك الرجل العقاب المناسب.
وحضر الجلسة ياما نبي، ابن حاجي داود نبي أول ضحية يقتل في مسجد النور.
وقال ياما نبي إن القضية كانت "إهدارا لأموال دافعي الضرائب" وأنها لن تعيد أحباء العائلة إلى الحياة. وأضاف نبي أنه شعر أنه يتعين عليه الحضور لرؤية وجه المتهم وما سيقوله. وأضاف : "إنه جبان".
وعلى عكس المؤشرات السابقة التي أشارت إلى أن تارانت كان يخطط لتمثيل نفسه، مثله المحاميان شين تايت وجوناثان هدسون.
وأصدر تايت بيانًا موجزًا في وقت متأخر من أمس الخميس قال فيه إنه في أي مجتمع متحضر لابد أن يسود حكم القانون، وإن حقوق استشارة محام وإعطائه توجيها حقوق محمية في نيوزيلندا.
ورفض القاضي ماندر طلبات من وسائل إعلام وطنية ودولية لتصوير المحاكمة، أو التقاط الصور أو تسجيل جلسة اليوم الجمعة.
وتم حبس تارانت احتياطيا مرة أخرى على أن يمثل أمام محكمة كرايستشيرش العليا في 14 يونيو.
ومنذ الهجوم الذي وقع قبل ثلاثة أسابيع، حظرت نيوزيلندا مجموعة من الأسلحة شبه الآلية. وأقر برلمان البلاد يوم الثلاثاء الماضي القراءة الأولى لمشروع قانون يحظر الأسلحة شبه الآلية ذات الطراز العسكري وناقش مجموعة كبيرة من الجرائم الجنائية المرتبطة بالأسلحة.
فيديو قد يعجبك: