"كالكرة يركلها الجميع".. ما موقف عرب 48 في انتخابات دولة الاحتلال؟
كتب - محمد عطايا:
"إنها مثل لعبة كرة القدم بين فريقي اليمين واليسار، والعرب هم الكرة التي يركلها الجميع ولا أحد يريدهم على الساحة"؛ هكذا وصفت صحيفة "هارتس" العبرية، وضع عرب 48 في الانتخابات المقبلة المقرر عقدها في التاسع من أبريل الجاري، لافتةً إلى أنهم سيلجأون في الغالب إلى المقاطعة.
ويُطلق "عرب 48" على عرب الداخل أو فلسطينيي الداخل، وهم الفلسطينيون الذين يعيشون داخل حدود دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب عام 1948.
ويشكل السكان العرب في دولة الاحتلال الإسرائيلي البالغ عددهم 1.9 مليون نسمة، حوالي 17 بالمئة من مساحة إسرائيل.
وتُجرى الانتخابات العامة في دولة الاحتلال في التاسع من أبريل، ويخوض فيها نتنياهو السباق كمرشح لحزب الليكود الحاكم، في ظل منافسة قوية مع بيني جانتس الجنرال الإسرائيلي السابق، والذي يقود تحالف "أزرق أبيض".
وبحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية، فإن الانتخابات العامة في دولة الاحتلال الإسرائيلي من المتوقع أن يقاطعها العرب، خاصة بعد تزايد توقعاتهم بإعادة تنصيب بنيامين نتنياهو رئيسًا للوزراء.
ويقول رفيق حلبي، عمدة أكبر بلدة درزية في البلاد دالية الكرمل، إن الخدمات غير موجودة في المدينة، ويعاني سكانها من التنقل، مؤكدًا أن القيادة من بلدته إلى مستوطنة يوكنعام عيليت هي بمثابة التحرك من بنغازي إلى لندن.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى تصريحات حزب الليكود الحاكم، بأن حكومة الاحتلال تخطط لاستثمار 15 مليار شيكل "3.2 مليار جنيه إسترليني"، في القطاع العربي، مؤكدةً أن العرب يشعرون أن تلك الإجراءات تحدث فقط قبل الانتخابات، وبعدها لا يتم شيء على أرض الواقع.
وأكد عمدة بلدية دالية الكرمل، في تصريحات لـ"إندبندنت"، أن أقل من نصف سكان البلدة فحسب سيشاركون في التصويت رغم عدم اقتناعهم، بينما سيعرض الباقي عن العملية برمتها.
ويقول رفيق حلبي: "نشعر جميعًا بخيبة أمل شديدة بسبب سياسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لقد دفعنا جميع مستحقاتنا وواجباتنا ولم نسترجع حقوقنا".
وأقر الكنيست الإسرائيلي منذ أشهر، قانون "الدولة القومية للشعب اليهودي"، وينص على أن "دولة الاحتلال الإسرائيلي هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي مع القدس موحدة كعاصمة لها"، وأن حق تقرير المصير فيها "يخص الشعب اليهودي فقط"، كما يقلل أيضًا من مكانة اللغة العربية بوضعها ضمن خانة اللغة "ذات الوضع الخاص"، رغم أن العرب يمثلون ما يقارب 20% من سكان إسرائيل وما يقارب 36% من سكان القدس أيضًا.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أنه برغم شعور عرب 48 بانعدام قيمة تصويتهم، إلا أن السياسيين العرب حثوا المواطنين على الانتخاب خوفًا من أن تفقد المجتمعات العربية تأثيرها في الكنيسيت المؤلف من 120 مقعدًا.
خلال الانتخابات الأخيرة في عام 2015، خاضت الأحزاب العربية قائمة واحدة وحصلت على 13 مقعدًا من أصل 120 في الكنيست، ما يجعلها ثالث أكبر قوة.
وأكدت "إندبندنت"، أن التحالف العربي انقسم منذ ذلك الحين وعمل بشكل منفصل، ومن المحتمل أن يقلل من تأثير التكتل العربي في الكنيسيت.
ولفتت الصحيفة البريطانية، إلى أنه من المتوقع أن تصل نسبة المشاركة من الناخبين العرب إلى حوالي 50 في المائة، وهو انخفاض كبير عن عام 2015.
في المقابل، أكدت صحيفة "هارتس" العبرية، أن مجتمع عرب 48 يمتلك القدرة على الإطاحة بنتنياهو خلال الانتخابات المقبلة، إذا ما تمكنوا من التكتل والتصويت ضده.
وأكدت الصحيفة العبرية أن العقبة الوحيدة التي تقف أمام العرب تكمن في احجامهم عن التصويت أو التشتت بين أكثر من مرشح.
وأضافت أن بيني جانتس، مرشح وزعيم تحالف "أزرق أبيض"، حاول في أكثر من مناسبة التقرب إلى العرب ولكن على استحياء، حتى يحاول جمع مؤيديه من اليمين واليسار أيضًا، لذلك لا يملك رصيدًا لدى العرب.
فيديو قد يعجبك: