اعتصام القيادة العامة بالسودان.. محاولة فضّ أحبطها الجيش وروح الفكاهة حاضرة
كتب – محمد الصباغ:
يواصل السودانيون اعتصامهم لليوم الثالث على التوالي أمام وزارة الدفاع بالعاصمة الخرطوم، وذلك للمطالبة برحيل النظام بقيادة الرئيس عمر البشير الذي يحكم البلاد منذ 30 عامًا.
وصل الآلاف من المحتجين إلى مقر القيادة العامة للجيش ونصبوا الخيام من أجل الاعتصام، وردت القوات المسلحة محاولة للسلطات الأمنية لفض الاعتصام بالقوة أمس الأحد.
ومن محيط مقر القيادة العامة، عقدت المعارضة السودانية المكونة من قوى "إعلان الحرية والتغيير" مؤتمرًا صحفياً ظهر اليوم الإثنين، وتلا رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، بيانا دعا فيه القوات المسلحة لدعم "المظاهرات الشعبية المطالبة بالتغيير والانتقال إلى حكم مدني ديموقراطي وسحب يدها عن النظام الحالي".
نحن شعب لا تهزنا الجبال العواتي ✌🏽✌🏽✌🏽🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩#اعتصام_القياده_العامه #مدن_السودان_تننفض pic.twitter.com/xMgiZpU6dv
— Mohammed Elfatih (@m7med_elfatih) April 8, 2019
جاء رد عوض محمد أحمد بن عوف، نائب الرئيس السوداني وزير الدفاع، الذي قال إن "السودان بأبنائه ومقدراته أمانة في عنق القوات المسلحة، وأن التاريخ لن يغفر لقادتها إذا فرطوا في أمنه".
وأشار إلى أن "هناك جهات تحاول استغلال الأوضاع الراهنة لإحداث شرخ في القوات المسلحة وإحداث الفتنة بين مكونات المنظومة الأمنية بالبلاد".
وأكد أنه "لن يتم السماح بذلك مهما كلف من عنت وضيق وتضحيات، وأبان أن القوات المسلحة تقّدر أسباب الاحتجاجات، وهي ليست ضد تطلعات وطموحات وأماني المواطنين، ولكنها لن تسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى ولن تتسامح مع أي مظهر من مظاهر الانفلات الأمني".
كان محتجين وشهود عيان قالوا لوكالة رويترز إن جنودًا من الجيش تدخلوا لحماية متظاهرين من قوات الأمن التي كانت تحاول تفريق اعتصامهم أمام وزارة الدفاع.
وأطلقت عناصر من قوات الأمن، على متن شاحنات صغيرة، الغاز المسيل للدموع صوب آلاف المحتجين المناهضين للحكومة.
كما أن الاعتصام السوداني لم يكن فقط قائمًا على الاشتباكات والهتافات، بل ظهرت أيضًا روح الفكاهة لدى المتظاهرين فرفع أحدهم بلافتة تدعو من يريد إعادة شحن رصيد هاتفه المحمول، إلى القدوم للحصول على الخدمة مجانًا.
كما وقف أحدهم لتقديم المشروبات الساخنة للمعتصمين أيضًا مجانًا، وكان الحال كذلك مع من رفع لافتة تقدم السجائر المجانية.
وقارن سودانيون ما حدث خلال الاعتصام بما جرى بميدان التحرير في القاهرة خلال الأيام الأولى التي تلت ثورة 25 يناير، وقال أحد السودانيون إن محاولة السلطات الأمنية فض الاعتصام بالقوة يشبه ما يسمى بـ"موقعة الجمل" في مصر.
وأعلنت وزارة الداخلية السودانية، الإثنين، مقتل سبعة متظاهرين وإصابة 57 آخرين، من بينهم "42" من أفراد الأجهزة الأمنية خلال التظاهرات التي اندلعت يومي السبت والأحد.
وأكد وزير الداخلية بشارة أرو في بيان، قرأه أمام البرلمان، ارتفاع عدد قتلى التظاهرات منذ اندلاعها في ديسمبر الماضي، إلى "39" قتيلاً، بينهم ثلاثة من أفراد الشرطة, بجانب إصابة "201" من المتظاهرين و"282" من القوات النظامية معظمهم من أفراد الشرطة.
فيديو قد يعجبك: