انقلاب أم محاولة لإنقاذ الديمقراطية.. ماذا يحدث في فنزويلا؟
كتبت- هدى الشيمي:
باتت الأوضاع ضبابية في فنزويلا بعد إعلان الرئيس نيكولاس مادورو فشل "محاولة الانقلاب" التي زعم أن الولايات المتحدة تدعمها، بينما دعا رئيس المعارضة خوان جوايدو الجيش والشعب إلى المشاركة في مسيرات حاشدة، اليوم الأربعاء، للتأكيد على مطلبهم بإنهاء حكم الرئيس الحالي. في الوقت نفسه هناك حالة من الانقسام حول العالم عما إذا كان ما يحدث هناك محاولة انقلاب أم لا.
اجتمع جوايدو في قاعدة "لا كارلوتا" الجوية، أمس الثلاثاء، مع أكثر من 70 عسكريا، حيث أعلن أن المرحلة النهائية من رئاسة مادورو بدأت، داعيا عناصر القاعدة للانضمام إلى الانقلاب.
وطالب جوايدو أنصاره والقوات المسلحة بمواصلة ما أطلق عليه "عملية الحرية"، وقال، في رسالة مصورة أمس الثلاثاء: "غدًا الأول من مايو، سنواصل... في كل فنزويلا، سنكون في الشارع".
فيما أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو في سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، أمس الثلاثاء، أن الجيش سيبقى داعما بحزم لشرعية حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
أما ديوسدادو كابيلو رئيس الجمعية التأسيسية في فنزويلا فقد دعا مؤيدي مادورو إلى التجمع أمام القصر الرئاسي. وأكد أن المعارضة لن تتمكن من السيطرة على قاعدة "لا كارلوتا" التي تخضع كليا لسلطة الحكومة.
ونددت بعض الدول منها سوريا وروسيا بمحاولة الانقلاب والإطاحة بمادورو. وأعلنت موسكو مساندتها للنظام الحالي الذي تؤكد واشنطن أنه فقد شرعيته بعد تزويره للانتخابات التي اُقيمت في مايو الماضي.
غضب شعبي
ترى شبكة بلومبرج الإخبارية أن ما تشهده فنزويلا الآن لا يمكن اعتباره انقلابا على نظامها الحاكم. وأرجعت ذلك إلى عدة أسباب، على رأسها أن الشعور بعدم الرضا لدى الفنزويليين ازداد مع مرور الوقت ووصل إلى أعلى مستوياته في الآونة الأخيرة إزاء حكومة مادورو.
ونقلت الشبكة الإخبارية عن مصدر مُقرب من حكومة جوايدو المؤقتة، أن الجنود الذين كانوا يحرسون منزل زعيم المعارضة السابق ليوبولدو لوبيز حرروه من إقامته الجبرية التي يقبع فيها منذ يوليو 2017.
وأشارت بلومبرج إلى أن لوبيز اُحتجز في أحد أسوأ السجون في فنزويلا، إذ حرص مادورو على أن يضرب به المثل ويؤكد أن من سيعارضه سيلقى نفس مصيره السيئ، ما يعني أن الجنود الذين أطلقوا سراحه كانوا يتحدون أحد أهم قرارات وأوامر الرئيس الفنزويلي.
كما قال مسؤولون في حكومة فنزويلا المؤقتة والولايات المتحدة إنه كان هناك اتصالات عديدة عبر القنوات الخلفية بين فريق جوايدو والقادة العسكريين، وأوضحوا أن التخطيط لانتفاضة الأمس كان مُخططا له منذ شهور.
وأعلن جوايدو أنه ضغط على الجمعية الوطنية لتبني تدابير من شأنها العفو عن الضباط العسكريين الذين لم يشاركوا في جرائم عنف. وقالت بلومبرج إن المعارضة والجيش تمكنوا من تخريب نظام مادورو لحجب الاتصالات الإلكترونية، من خلال تسليم الرسائل باليد وترتيب اجتماعات مباشرة، ما ساعد جوايدو على إلقاء خطاب من قاعدة جوية دون التعرض لأي أذى.
مهمة انقاذ
حسب بلومبرج، فإن جوايدو أكبر دليل على أن ما يحدث في فنزويلا ليس انقلابا، مُشيرة إلى أن زعيم المعارضة والرئيس الانتقالي المُعترف به من قبل الولايات المتحدة وعشرات الدول الأخرى لديه شرعية ديمقراطية، بعد أن نصّب نفسه حاكماً مؤقتًا للبلاد عقب الأزمة التي بدأت في يناير الماضي.
كذلك حمّلت الشبكة الإخبارية مادورو مسؤولية الأحداث الدرامية التي تشهدها بلاده الآن، لافتة إلى أنه تولى الرئاسة بعد انتخابات أُجريت في مايو العام الماضي، لم يحضرها مراقبون دوليون وهناك شكوك في كونها حُرة أو نزيهة.
وقالت بلومبرج إن جوايدو وأنصاره يحاولون إنقاذ بلادهم من سوء حكم مادورو، مُشيرة إلى أنه في حالة انشقاق الجيش عن الرئيس الحالي فإنه جوايدو سيبدأ فوراً في التحضير لانتخابات حقيقية، ما يعني أن ما تشهده كاراكاس الآن ليس انقلاباً ضد الديمقراطية، ولكنه محاولة لإنقاذ الديمقراطية.
فيديو قد يعجبك: