بوادر انتهاء الأزمة.. لماذا وافقت المعارضة والحكومة في فنزويلا على التفاوض؟
كتبت- هدى الشيمي:
بعد أربعة أشهر من المواجهة السياسية بين الحكومة الفنزويلية برئاسة نيكولاس مادورو وزعيم المعارضة خوان جوايدو، أكد مسؤولون الخميس الماضي أن ممثلي الجانبين سافروا إلى النرويج لإجراء محادثات تهدف إلى حل أزمة البلاد، وهي خطوة يعتبرها كثيرون بادرة لإنهاء الأزمة التي أرهقت المواطنين وجعلت الأوضاع الاقتصادية أسوأ مما كانت عليه في السابق.
وأعلنت النرويج، أمس الجمعة، أنها أجرت "اتصالات أولية" مع ممثلين من الحكومة والمعارضة في فنزويلا، مؤكدة صحة تقارير إعلامية تواترت مؤخرا حول احتمالات اطلاعها بدور في هذه الأزمة.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية النرويجية، أن هذه الخطوة تندرج في إطار "مرحلة تمهيدية بهدف المساهمة في إيجاد حل للوضع في البلاد"، مضيفة "كررنا رغبتنا في استمرار الدعم للبحث عن حلول سلمية".
تقول مجلة التايم الأمريكية، في تقرير مطوّل على موقعها الإلكتروني، إن محادثات أوسلو التي أكدها سفير مادورو في الأمم المتحدة تعد أول علامة حقيقية على الحكومة لإجراء حوار مباشر مع جوايدو، زعيم المعارضة الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد.
من جانبه، قال جوايدو للصحفيين إن المحادثات لم تأخذ بعض شكل المفاوضات ولكنها أشبه بالوساطة.
أشارت المجلة الأمريكية إلى أن الأنباء عن التقدم الملحوظ في الأزمة السياسية جاءت بالتزامن مع الحملة الشرسة التي تشنها الحكومة على المعارضة، إذ منعت قوات الأمن بعض صنّاع القرار من دخول البرلمان الخميس الماضي، وأعلنت وكالات الاستخبارات أنها سوف تحقق مع 14 مسؤولا في المعارضة من بينهم نائب رئيس البرلمان، بسبب تنظيمهم لعملية انقلاب فاشلة على مادورو في 30 أبريل الماضي.
لماذا تجري المحادثات الآن؟
قالت التايم إن فشل الانقلاب في أبريل الماضي كشف أن كلا الجانبين أضعف من إنهاء حالة الشلل التي أصابت البلاد على مدى الشهور الأربعة الماضية، وربما يكون هذا السبب الذي دفع المعارضة على قبول إجراء محادثات مع ممثلي مادورو بعد أن رفضوا هذا المقترح تماما خلال الفترة السابقة.
في الوقت نفسه، أشارت المجلة إلى أن الانقلاب الفاشل أضعف وحدة الحكومة، لاسيما وأن قادة المعارضة زعمت أنها التقت بعدد من المسؤولين الكبار في الجيش، ما جعل الرئيس الفنزويلي يفقد الثقة في كبار قادة الجيش.
نقلت المجلة عن مراقبين دوليين أن انتصار مادورو على الانتفاضة التي قامت ضده كان باهظ الثمن. وأشاروا إلى أنه قادر على المقاومة ولكنه غير قادرة على الحكم.
وكان للأزمة الاقتصادية تأثيرًا كبيرًا على اقناع الطرفين بإجراء المحادثات، لفتت التايم إلى الأضرار التي تكبدتها البلاد بسبب العقوبات الأمريكية على النفط، وارتفاع مُعدل التضخم ما أدى إلى تردي أوضاع المواطنين وجعل حياتهم أسوأ مما كانت عليه.
من يشارك في المحادثات وماذا يريد الطرفان؟
قال جوايدو إنه أرسل مبعوثين إلى النرويج، بينما لم يُحدد مادورو هوية الأشخاص الذين يُرسلهم إلى هناك واكتفى بذكر أن وزير الاتصالات خورخي رودريجيز كان في مهمة شديدة الأهمية خارج فنزويلا.
قال مسؤولون فنزويليون لوكالة أسوشيتيد برس أن الأطراف المعارضة تلقت دعوات منفصلة من مسؤولين نرويجيين لإجراء محادثات استكشافية.
أوضحت التايم أن النرويج ليست عضوة في الاتحاد الأوروبي، وكانت واحدة من الدول الأوروبية القليلة التي لم تعترف بجوايدو رئيسًا مؤقتًا للبلاد كما فعلت الولايات المتحدة وغيرها من الدول في يناير الماضي.
اعتبر جوايدو استقالة مادورو وتخليه عن الحكم خط أحمر وكرر مطالب المعارضة بتغيير النظام، مؤكدًا أنهم لن يقبلوا أي مفاوضات خاطئة والتي لا تؤدي إلى حكومة انتقالية وانتخابات حرة.
في المقابل، تصر الحكومة على أنه لن يتم إجراء انتخابات جديدة قبل انتهاء ولاية مادورو في عام 2025.
مع ذلك، يرى مراقبون دوليون أن الوساطة التي تدعمها الولايات المتحدة يمكن أن تمثل بداية جديدة لعملية التفاوض الدبلوماسية الدولية، وسوف تقضي تمامًا على أي التهديدات بالتدخل العسكري الأمريكي في فنزويلا.
فيديو قد يعجبك: