واشنطن بوست: "صفقة القرن" محكوم عليها بالفشل
كتب - هشام عبد الخالق:
أعلنت الإدارة الأمريكية الأحد الماضي، عن أولى حركاتها في خطتها للسلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك عندما كشفت عن "ورشة اقتصادية" لمدة يومين تعقد في البحرين الشهر المقبل.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تحليل لها، الثلاثاء، إن المسؤولين الأمريكيين سيكشفون المزيد من خطتهم لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في الورشة الاقتصادية، في الوقت الذي يجمعون فيه عشرات المليارات من الدولارات للاستثمار في الأراضي المحتلة.
ومن الواضح، بحسب الصحيفة، أن جاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأحد أطراف خطة السلام من الجانب الأمريكي، يعتقد أن العمل على تحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين وزيادة الأعمال التجارية الفلسطينية يجب أن يكون لها الأفضلية على الحلول السياسية.
وتقول الصحيفة، إن هذا قد يكون صحيحًا بشكل كبير، خاصة بالنظر إلى فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة التي تضاءلت بشدة.
ولكن يرى الفلسطينيون أن ترامب وكوشنر ليسا صادقين في أحاديثهم، بل قامت الإدارة الأمريكية بعدة خطوات هدّامة -منها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقطع المساعدات الفلسطينية، وإغلاق المكاتب الدبلوماسية التي تلبي احتياجات الفلسطينيين- وذلك لتأكيد الهيمنة الإسرائيلية وتقويض التطلعات السياسية الفلسطينية.
ولا يرى الفلسطينيون نهاية للاحتلال الإسرائيلي العسكري لأراضيهم مع تحالف ترامب الوثيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يقود الحكومة اليمينية الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل.
ويقول صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكبير المفاوضين الفلسطينيين، في بيان: "سيتم رفض محاولات تعزيز التطبيع الاقتصادي للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، فهذا لا يتعلق بتحسين الظروف المعيشية في ظل الاحتلال، بل يتعلق بالوصول لإمكانات فلسطين الكاملة عن طريق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي".
وأشار العديد من رجال الأعمال الفلسطينيين الذين وجهت إليهم دعوة من إدارة ترامب لورشة البحرين، إلى أنهم لن يحضروا. وقال إبراهيم برهم، مؤسس شركة فلسطينية للإلكترونيات والهندسة: "يبدو أنهم وجهوا الدعوة للعديد من رجال الأعمال، لكنها فلسطين.. قضية تتعلق بمصلحتنا الوطنية، ولا يمكننا فصلها عن ما يجري في الساحة السياسية".
ووصف رجل أعمال فلسطيني أمريكي الدعوة بأنها "مكافأة فاضحة" لفلسطين، مشبهًا عروض كوشنر بالاستثمار بـ "محاولة خنق امرأة أثناء طلاء أظافرها".
وقال آخر إن التخفيف من بناء المستوطنات اليهودية والسيطرة على العنف الذي تمارسه قوات الأمن الإسرائيلية هو ما يحتاجه الفلسطينيون، وليس التمويل. وقال سام بحور، مستشار في رام الله، لصحيفة التايمز: "نحن لا نفتقر إلى المال، بل نفتقر إلى الموارد: الأرض والمياه وحرية الحركة والوصول، وكل ما يجب فعله أن تتركنا إسرائيل نتنفس بحرية، على الأقل اقتصاديًا".
وكتب جيسون جرينبلات، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص للشرق الأوسط على وسائل التواصل الاجتماعي، أن البيت الأبيض لديه خطة سياسية قابلة للتطبيق، وليس فقط خطة اقتصادية.
ولكن، وصف منتقدو جرينبلات حديثه كدليل على سوء نية إدارة ترامب، وكتب حسين إيبش، باحث بارز بمعهد دول الخليج العربي في واشنطن: "يرى جرينبلات أن إسرائيل للهجوم من قبل العرب المتعصبين الذين تم غسل أدمغتهم وملئها بالكراهية، ولكنه لم يعترف أبدًا بأثر الاحتلال الإسرائيلي أو نزع الملكية الفلسطينية والنفي على الفلسطينيين".
ويخشى مؤيدو حل الدولتين، من أن "صفقة القرن" قد تؤدي للقضاء على آخر الآمال في التوصل إلى اتفاق ذي معنى، كما أن روبرت سالتوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أعرب عن أسفه إزاء رفض البيت الأبيض لأصحاب الخبرة في وضع خطة السلام، وبدلًا من ذلك يعتمد على كوشنر وترامب وهما لا يجيدا سوى عالم العقارات.
ويقول ستالوف: "على النقيض من صفقات العقارات التي يحصل فيها طرف على النقود والطرف الآخر على العقار، فإن خطة السلام في الشرق الأوسط تبدأ وتنتهي بالفلسطينيين والإسرائيليين جيرانًا لبعضهم البعض وسيبقون هكذا".
ويرى يوسف منير، المدير التنفيذي للحملة الأمريكية من أجل الحقوق الفلسطينية، أن "ترامب لا يدفن فقط حل الدولتين الآن، الذي لم يكن قابلاً للتطبيق على أي حال، لكنه يرقص فرحًا أيضًا بانتهائه".
ويتابع منير، من الضروري الآن بالنسبة لنا، أن نرد ونعلن حاجتنا إلى حقوق متساوية في دولة واحدة.
فيديو قد يعجبك: