سي إن إن: ترامب يلعب بالنار في الشرق الأوسط
كتبت- هدى الشيمي:
سلطت شبكة "سي إن إن" الأمريكية الضوء على التحركات الأمريكية الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، مُشيرة إلى أن الرئيس دونالد ترامب وإدارته يلعبون بالنار، ففي الوقت الذي أرسلت فيه واشنطن حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس أبراهام لينكولن تتموضع قبالة الساحل الإيراني، باعثة برسالة تهديد وعدوان لطهران، تستعد الإدارة الأمريكية لطرح خطة السلام التي من المفترض أن تُنهي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، رغم تأكيد الفلسطينيين رفضهم القاطع لها.
قالت الشبكة الأمريكية إنه على ما يبدو أن الولايات المتحدة تقرع طبول الحرب في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تحاول فيه إحلال السلام في المنطقة، ولكن الأحداث في الخليج والشام يمكن أن تكون وجهين لعملة واحدة.
وأوضحت أن الأحداث التي تشهدها المنطقة في الآونة الأخيرة تهدف إلى إجبار بعض الجهات إلى قبول مطالب الولايات المتحدة وحلفائها، وتوقعت أن تؤدي إلى توترات تستمر إلى عقود، وربما تتفاقم الأمور لتشهد المنطقة أحداث عنيفة.
توترات مُقلقة في منطقة الخليج
حذر الخبراء في المنطقة من خطورة حدوث أي نزاع في منطقة الخليج. قالت "سي إن إن" إن تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها قد يخرج عن السيطرة في أي لحظة.
حسب الشبكة الأمريكية فإن ترامب يحاول استخدام هذه التوترات لإجبار إيران على الجلوس على طاولة المفاوضات. وأشارت إلى أن ترامب عندما انسحب من الاتفاق النووي العام الماضي، انتقد الاتفاق وأكد كونه "صفقة سيئة"، وقام بتضييق الخناق على الاقتصاد الإيراني بعد فرض الكثير من العقوبات.
وفي أبريل الماضي، زاد ترامب المزيد من الضغوطات على إيران بإعفاء تصدير النفط، ثم أرسلت واشنطن حاملة الطائرات أبراهام لينكولن إلى المنطقة.
وعوضاً عن امتصاص الصدمات، ردت إيران على التحركات الأمريكية، وأعلنت تعليقاً جزئياً بالاتفاق النووي، ما يسمح لها بتخصيب اليورانيوم وهي خطوة مُحتملة لإنشاء سلاح نووي.
قال نيسان رافاتي، المُحلل الإيراني الخبير في الشؤون الإيرانية، إن الهدف من سياسة الولايات المتحدة إزاء إيران تتمثل في انهاكها اقتصادياً من خلال فرض العقوبات، وتخفيض صادراتها النفطية، من أجل إجبارها على الجلوس على طاولة المفاوضات.
وتابع: "إلا أن إيران حاولت من خلال طريقة تعاملها مع الأزمة التأكيد على أنها لا تزال تحمل في جعبتها المزيد من البطاقات التي تستطيع اللعب بها".
صفقة القرن
اعتقد كثيرون في المنطقة أن الأيام والأسابيع التي تلت إعلان 8 مايو كانت حاسمة، إذ أعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المُبرم مع إيران، ولكن وسط التطورات الكبيرة التي شهدتها المنطقة أعلن جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط عن نيته بالكشف عن جزء من خطة السلام المُنتظرة والتي عمل عليها على مدار العامين الماضيين.
ومن المقرر عقد "ورشة السلام" في البحرين في 25 و26 يونيو المقبل والتي ستشكل الجزء الأول من خطة السلام والتي تُعرف في الأوساط الإعلامية بـ"صفقة القرن".
ترى "سي إن إن" أنه البعد الاقتصادي لصفقة القرن لا يختلف كثيرًا عن البعد السياسي، حسب تصريحات كوشنر، مُهندس الخطة، فإنه سيتعين على الفلسطينيين تقديم الكثير من التنازلات.
قال كوشنر، في تصريحات أدلى بها لسي إن إن في وقت سابق، إن "الناس يتركون صراعات أجدادهم تدمر مُستقبل أبنائهم"، في إشارة إلى ضرورة المُضي قدمًا.
حسب مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية فإن الخطة ستتضمن أربع محاور رئيسية وهم البنية التحتية، الصناعة، التمكين، والاستثمار وإجراء إصلاحات حكومية.
ذكرت "سي إن إن" أن هذه المبادرة جاءت بعد تعزيز ترامب إسرائيل في العديد من القضايا الهامة والتي كانت دائمًا محل خلاف وجدال بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي على رأسها اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.
وأشارت الشبكة الأمريكية إن أن إدارة ترامب تتساهل مع موقف رئيس حكومة الاحتلال من عمليات الاستيطان، واغتصاب المزيد من الأراضي بطريقة غير قانونية وتخالف القانون الدولي.
من جانبهم، رفض الفلسطينيون اقتراح كوشنر بعقد ورشة اقتصادية، وأكد صائب عُريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الأمر لا يتعلق بتحسين ظروف المعيشة في ظل الاحتلال، ولكن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مُستقلة.
قالت "سي إن إن" إن البعض يعتبر أن تهميش إدارة ترامب للقيادة الفلسطينية دليلاً قاطعًا على نهاية حل الدولتين، والذي أيده المجتمع الدولي باعتباره الحل الأمثل لإنهاء الصراع.
وحسب رافاتي، الخبير الإيراني، فإن إدارة ترامب تتعامل مع القضية الفلسطينية وإيران بالطريقة نفسها، وأشار إلى أنهم يحاولون اجبارهم على تقديم الكثير من التنازلات السياسية مقابل وعود بتحسين الأوضاع الاقتصادية.
فيديو قد يعجبك: