السفارة الصينية بالقاهرة: مصر تلعب دورًا في تعزيز الترابط بين دول العالم
القاهرة - (أ ش أ):
أكد الوزير المفوض ، شاو جنه تشانج ، القائم بأعمال السفارة الصينية بالقاهرة ، أن مصر تلعب دورا استراتيجيا في تعزيز الترابط بين دول العالم ، حيث تقع في ملتقي القارات الثلاث ، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد في كلمته أمام المنتدى الثاني للحزام والطريق للتعاون الدولي الذى عقد في (بكين ) في أبريل الماضي أن مصر على استعداد لتوظيف الموقع الجغرافي المتميز لقناة السويس لإنساء مركز صناعي وتجاري ولوجستي عالمي.
وأوضح - في كلمته ألقاها أمام الندوة التي أقيمت بمقر السفارة الصينية بالقاهرة - تحت عنوان " تحقيق التنمية المشتركة والتعايش والاستفادة المتبادلة من الحضارات - أن قناة السويس تستوعب حاليا مليار طن من البضائع سنويا ، أي نسبة 24 % من تجارة الحاويات العالمية، وتبلغ إيرادات قناة السويس السنوية 5ر5 مليار دولار وهي تشكل 15 % من إجمالي إيرادات العملات الأجنبية لمصر، مضيفا أن شركات الشحن الصينية والبضائع الصينية تحتل أكبر حصة من حركة قناة السويس.
ونوه إلي أن مصر تستفيد من الأيدي العاملة والأموال والتكنولوجيا والمعلومات وغيرها من عناصر الإانتاج في السوق الدولية وتجد مكانها في السلسلة الصناعية العالمية التي تشهد حاليا تغيرات بما يسرع من وتيرة عملية التصنيع ، لافتا إلى أن مبادرة "الحزام والطريق " تتيح فرصة واعدة لتحقيق النهضة الوطنية المصرية.
وحول المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، قال إن هذه المفاوضات يمكن تسميتها ب"مفاوضات القرن " بينما تقوم واشنطن بفرض "صفقة القرن" علي الشرق الأوسط حيث تتجاهل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والالتزام بمبادرة السلام العربية وحل الدولتين.
وأضاف أن الولايات المتحدة تتجاهل نظام التجارة الحرة ، ومتعدد الأطراف ، وتتوعد بزيادة الرسوم الجمركية "سعيا " إلي فرض الشروط غير العادلة والمتساوية علي الصين مشيرا إلي أن ما أسماها "مفاوضات القرن " و"صفقة القرن " تعد أهم المحاولات الأمريكية لتحدي الحوكمة العالمية والمنظومة الدولية متعددة الأطراف.
وأوضح أن الجانب الصيني يطالب بتعزيز نظام التجارة متعددة الأطراف الذي يقوم علي التسامح والشفافية وعدم التمييز ، مشيرا إلى أن الصين ومصر من أصحاب الحضارات العرقية والتاريخ الطويل وتغلبتا علي كثير من الصعوبات والتحديات مؤكدا أن (بكين) ستلتزم الصبر والهدوء في عملية "دفع التعايش " والاستفادة المتبادلة بين الحضارات.
وبدوره، قال الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق ورئيس مؤسسة شرف للتنمية المستدامة إن العالم يواجه حاليا تحديات ضخمة والمتمثلة في الانعزالية والحمائية والشعوبية وحوكمة العالم ، مشددا علي ضرورة مواجهة هذه التحديات من خلال التعاون والشراكه وأن يكون العالم أكثر قبولا و يؤمن بالمصير المشترك.
وأضاف أن العالم أصبح اليوم يعتمد علي الاتصالات والتكنولوجيا والتقنيات التي تقوم بالتواصل بين الحضارات علي خلاف الماضي حيث كانت الحضارات تعيش منعزلة مضيفا أن مبادرة "الحزام والطريق " تعتبر منصة للتعاون الدولي حيث تنفذ الصين حاليا مشروعات كثيرة في الدول الأفريقية والعربية أكثر ما تم تنفيذه خلال فترة الاستعمار.
وأوضح أن الصين أطلقت ما يسمي " بطريق الحرير الرقمي" الذي يضم شبكة من الاقمار الصناعية والمعلومات وأن سبب الحرب الدائرة بين بكين وواشنطن هو التطور التكنولوجي الصيني مشيرا إلي أن 160 دولة ومنظمة حول العالم وقعت اتفاقيات مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق.
ومن جانبه، قال السفير محمد حجازي ، إن ( بكين ) استضافت مؤخرا المنتدي الثاني "للحزام والطريق" ومؤتمر حوار الحضارات الآسيوي، اللذان تناولا المصير المشترك، لافتا إلى أن هذا المفهوم يعبر عن الرؤية السياسية والأيدلويجية للحزب الشيوعي الصيني الذي تم دمجه في الدستور الصيني عام 2018.
وأشار إلى أن المزيد من الدول الأوروبية ستنضم إلى مبادرة "الحزام والطريق" التي تعبر عن مصالحها، مما يدل على أن الدائرة سوف تتسع أكثر ، بدلا من الصدام وتضييق الدائرة.
ودعا (بكين ) إلى أن تتبني الحكمة في التصدي لمحاولات الإدارة الأمريكية ، وأن تحتوي التناقضات معها، وتجنب المواجهة العنيفة مؤكدا أن الحضارات لا تتصارع ، وإنما تتواصل نحو الشراكة والمصير المشترك .
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: