تحليل جديد لـ "فورين بوليسي".. ما هي رسالة تنظيم داعش بعد خسارة سوريا والعراق؟
كتب - هشام عبد الخالق:
نشر تنظيم داعش الإرهابي، الإثنين الماضي، مقطع فيديو جديد لزعيمه أبو بكر البغدادي يعقد اجتماعًا مع 3 أعضاء من التنظيم، وكانت هذه المرة الأولى التي يظهر فيها منذ إعلان قيام دولة الخلافة من مدينة الموصل في 2014.
وتقول مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن مقطع الفيديو لم يهدف فقط لإظهار أن البغدادي لا يزال حياً يرزق، ولكن كانت الرسالة تطمح لأكثر من ذلك، وتهدف للإعلان عن رغبة التنظيم في توسيع رقعة حدوده الجغرافية.
وتضيف المجلة الأمريكية في تقرير جديد لها، اليوم الجمعة، أن البغدادي ظهر مصممًا على بدء فصل جديد في تنظيمه الإرهابي، يتخطى فيه الخسارة التي حظي بها في العراق وسوريا، وتفاخر في الفيديو بولاء عدد من الجهاديين له في مالي وبوركينا فاسو وأفغانستان وسريلانكا. وينتهي بإحاطات يقدمها بعض الأشخاص المحيطين به عن فصائل جديدة أجنبية تابعة لداعش أحدها في تركيا.
وترى المجلة، أن استمرار ولاء مثل هذه الفروع الجديدة للتنظيم على الرغم من انهيار الخلافة في سوريا، هو فوز كبير للمنظمة، ويدل على أن التنظيم الإرهابي مستعد لتصدير الإرهاب إلى منطقة أوسع من الهند إلى غرب إفريقيا، وينتقل تفكير التنظيم من الحكم كدولة خلافة إلى العمل كتمرد داخل الدول، وكإشارة على نجاح التنظيم شن أول هجوم له في الكونغو وسريلانكا الشهر الماضي.
وتقول المجلة في تقريرها، إن هذا الاتجاه ليس مفاجئًا فهو يتم العمل به منذ 2016، عندما كانت أساليب وخطابات فروع التنظيم في الدول تشبه بشكل كبير خطابات القيادة المركزية لداعش، وفي أفغانستان بدأت الفروع الإقليمية في التركيز على أيديولوجية تركز على الهجمات الطائفية ضد المسيحيين أو الشيعة، وهو ما يعكس نهج الجماعة في العراق منذ عام 2003، وهذا ما ساعد في السيطرة على هذه التنظيمات في الدول البعيدة بعد انهيار قيادة التنظيم في سوريا والعراق.
ولكي تقوم بذلك، نشر التنظيم الإرهابي علامته التجارية التي بناها في العراق وسوريا إلى دول أخرى، وشن هجمات ضد الشيعة في أفغانستان، وهاجم المدنيين الشيعة في اليمن. فكون المرء شيعياً يجعل المرء هدفًا مشروعًا للجماعة، وهو ما لم يكن معتادًا عليه حتى بالنسبة للتنظيمات الإرهابية الأخرى مثل القاعدة وطالبان، وسمح اعتناق سياسة العنف الشديدة للتنظيم بالخروج من هزيمته التي مُني بها في العراق عام 2008، والسيطرة على مساحة كبيرة من الأرض عام 2014 في سوريا والعراق.
وتقول المجلة، إن صعود التنظيم الإرهابي بعد القضاء عليه بشكل جزئي في العراق عام 2008، يمثل الطريقة التي يفكر بها التنظيم الآن، ويحاول التنظيم بشكل كبير القضاء على منافسيه، وترسيخ نفسه محلياً في الدول البعيدة، ويحاول داعش الآن اتباع الأساليب القديمة المتمثلة في اغتيال قادة المجتمع، وشراء المناطق المحلية، وزرع خلايا نائمة لإجراء عمليات سرية، ليس فقط لمحاربة أعدائها ولكن أيضًا لإفراغ المناطق التي تعمل فيها من أي منافسين محتملين.
وترى المجلة، أن اتساع رقعة التنظيم الإرهابي خارج حدود سوريا والعراق يشكل فرصة وعائق في نفس الوقت أمام الجماعات المرتبطة به، لأن هذا سيميز تلك الجماعات عن غيرها من منافسيها وفي نفس الوقت سيوحد الجماعات المحلية ضدها، مشيرة إلى أن خطة تنظيم داعش لترسيخ نفسه محلياً داخل المجتمعات المختلفة هي التهديد الأكثر خطورة الذي يمثله التنظيم اليوم.
وفي النهاية، بحسب المجلة، فإن تسجيل فيديو البغدادي يمثل فشل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في القبض عليه وتفكيك منظمته، فهو يوضح مدى الصحة التي يتمتع بها البغدادي ومنظمته، ويدحض الشائعات الأخيرة بكونه مريضًا، ويسمح للتنظيم الإرهابي بالتوسع في أماكن جديدة وتجنيد أعضاء جدد.
فيديو قد يعجبك: