كيف يؤثر عقد انتخابات إسرائيلية جديدة على صفقة القرن؟
كتبت- هدى الشيمي:
لأسابيع عديدة، أشارت الإدارة الأمريكية إلى أنها ستكشف عن خطة السلام المعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن" بعد عيد الشفوعوت اليهودي في 10 يونيو، ولكنها أعلنت منذ أيام أنها لن تكشف سوى عن الجزء الأول منها في "ورشة السلام" المزمع عقدها في البحرين في 25 و26 يونيو المقبل، بينما لا يزال الغموض يلف الجزء السياسي والذي تقول إنه سيُنهي النزاع طويل الأمد بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأوضحت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن قرار الإدارة الأمريكية بالكشف عن نصف الخطة فقط أثار حالة من الجدل والحيرة في واشنطن، وتساءل المسؤولون عن جدوى تقسيمها إلى جزأين، ولماذا يجري الكشف عن الجزء الاقتصادي أولاً؟
قال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي إن عدم الكشف عن الجزء السياسي من الخطة أثار الكثير من الشكوك في نفوس المسؤولين في المنطقة، وأكد أن الفلسطينيين لن يجلسوا أبداً على طاولة المفاوضات دون أي تنازلات سياسية كبيرة.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ذكرت جيروزاليم بوست إن احتمالية عقد انتخابات إسرائيلية جديدة ستعرقل الكشف عن خطة ترامب للسلام، مُشيرة إلى أن السلطة الفلسطينية سُتسعد بهذه الأخبار، لاسيما وأنهم رفضوا الخطة دون حتى إلقاء نظرة عليها، ويبذلون قصارى جهدها لمنع خروجها إلى النور، لاسيما وأن الجانبين الإسرائيلي والأمريكي استبعدا تماماً بعض الأمور الأساسية التي ينادي بها الفلسطينيون من أجل إنهاء النزاع والتي من بينها اللجوء إلى حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
إخفاق نتنياهو
صوت نواب إسرائيليون، اليوم الخميس، لصالح حل البرلمان، وذلك بعد إخفاق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة ائتلافية، ومن المُقرر إجراء الانتخابات في السابع من سبتمبر الانتخابات الثانية التي تجرى هذا العام، فيما يعد سابقة في السياسة الاسرائيلية.
جاء ذلك بعد فوز نتنياهو في الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي، ولكن دون الحصول على مقاعد كافية لتشكيل حكومة دون الحاجة للائتلاف، وتعثرت محاولات تشكيل ائتلاف يميني نظرا للخلاف بين الأحزاب الدينية والعلمانية.
وصوت البرلمان بـ 75 صوتا مقابل 45 صوتا لصالح حل نفسه بعد إخفاق نتنياهو في تشكيل ائتلاف في المهلة المحددة لذلك في منتصف ليل الأربعاء بالتوقيت المحلي.
خيبة أمل إسرائيلية
أشارت جيروزاليم بوست إلى أن الكثير من المسؤولين والمواطنين الإسرائيليين الذين يعيشون في القدس سيصابون بخيبة أمل كبيرة، نظرًا لاعتقادهم بأن خطة ترامب للسلام ستكون مفيدة لإسرائيل، لاسيما وأن الرئيس الأمريكي قدم الكثير لدولة الاحتلال دون طلب أي مقابل، فقد اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولم يبدِ أي اعتراض على استمرار عمليات الاستيطان غير الشرعية.
وكان جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط والمُكلف بالعمل على خطة السلام، قد ذكر في تصريحات إعلامية أنه سيتم الإعلان عنها بعد انتهاء شهر رمضان، وبالتحديد في شهر يونيو المُقبل، بعد عيد الشفوعوت.
ترى جيروزاليم بوست أنه من المحتمل أن تُطرح الخطة بالفعل بعد عيد الشفوعوت ولكن ليس لهذا العام، في عام 2021 إذا تمكن ترامب من البقاء في منصبه.
مع مرور الوقت سيصبح طرح الخطة أكثر صعوبة، لاسيما وأنه مع بدء شهر نوفمبر المُقبل سيبدأ العمل على الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة، تمهيداً لانتخابات الرئاسة لعام 2020. ولفتت جيروزاليم بوست إلى أن التاريخ والأحداث الماضية تؤكد أنه من الأفضل أن يعقد الرؤساء الأمريكيون الاتفاقيات في بداية فترة ولايتهم وليست النهاية.
كما أوضحت الصحيفة أنه إذا أراد ترامب طرح صفقة القرن فعلاً، فإن الأمر سوف يستغرق وقتًا طويلاً وطاقة كبيرة، وأن تقوم بالكثير من الخطوات، ولكن من غير المرجح أن يقوم بذلك خلال الحملة الانتخابية لأنه سيكون مشغولاً للغاية، علاوة على أنه لن يرغب في المشاركة في أي عملية غير مُثمرة.
فيديو قد يعجبك: