لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"علمنا بالهجوم قبل وقوعه".. شهادات سريلانكية عن هجمات "أحد الفصح"

09:48 م السبت 04 مايو 2019

ارشيفية

كتب - هشام عبد الخالق:

استيقظ العالم، يوم الأحد 21 من أبريل الماضي، على أنباء مروعة بوقوع 8 تفجيرات في عدد من كنائس وفنادق سريلانكا، أسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصًا، وإصابة مئات آخرين.

تبنى تنظيم "داعش" الإرهابي الحادث، وأشاد به في مقطع فيديو لخليفته المزعوم أبو بكر البغدادي، في ثاني ظهور له منذ إعلان قيام دولة الخلافة عام 2014.

المثير في الأمر، أن الأمر لم يكن مفاجئًا بالنسبة لسكان سريلانكا أنفسهم، إذ كان يعتقد بعضهم أن تنظيم داعش يستهدفهم، الأمر الذي جعل بعضهم يشتاط غضبًا من التقصير الحكومي، وتجاهل التحذيرات من الهجمات الإرهابية، فقال كثيرون إن حكومتهم سمحت بوقوع تلك الهجمات المميتة، كما نقلت عنهم صحيفة "نيويوك تايمز".

تقول الصحيفة الأمريكية إن أحد الانتحاريين سافر إلى سوريا قبل عملية التفجير، وآخر تلقى تدريبًا عسكريًا في تركيا، واعترف أحد المقبوض عليهم بأنه كان دائم السفر بين سريلانكا وسوريا، ما جعل المحققين يرونه همزة الوصل بين تنظيم داعش والمنظمات المتطرفة في سريلانكا.

وتشير الصحيفة، في تقرير السبت، إلى أن هجمات سريلانكا تظهر أن "داعش" لا يزال قادرًا على تنفيذ ضربات قاسية تخلف الكثير من الدماء والفوضى في بلاد بعيدة عن موطنه الأصلي (سوريا والعراق).

صورة 1

عدة دلائل كشفت الصحيفة بها التقصير الحكومي، وذكرت: "في 2016 أخبر وزير العدل البرلمان السريلانكي أن أكثر من 25 شخصًا من مواطني الدولة انضموا لتنظيم داعش الإرهابي، وهو ما أصبح مشكلة عويصة، وبعد ذلك ببضع أشهر، قدم بعض المسلمين المعتدلين في البلاد 11 وثيقة حول المتطرفين وتضمنت ملفًا عن زهران هاشم، الذي وصفته الوثائق حينئذ بأنه زعيم فرع تنظيم داعش في سريلانكا".

وقد تعرفت الشرطة السريلانكية على زهران هاشم، باعتباره أحد الانتحاريين في التفجيرات التي ضربت البلاد مؤخرًا.

ولسنوات طويلة، أعرب المسلمون عن قلقهم من أن زهران كان مسؤولاً عن تمزيق النسيج الاجتماعي لسريلانكا، وحثوا الشرطة على اعتقاله لكن دون جدوى، وفقًا لـ"نيويورك تايمز".

وأثارت ردود فعل الشرطة نحو الوثائق التي قدمها المسلمون في 2016 ولم يعتد بها، غضبًا عارمًا في شوارع سريلانكا، بحسب الصحيفة الأمريكية، وازداد هذا الغضب بعدما نمى إلى علم السريلانكيين أن الشرطة كانت لديها معلومات عن وجود انتحاريين محتملين قبل الحادث بعدة أسابيع، ولكنها لم تحرك ساكنًا.

ويقول وزير العدل السابق ويجيداسا راجاباكشي، الذي تحدث في البرلمان عام 2016: "أشعر بالغضب الآن وبالألم أيضًا، لقد كنت أراقب تحركاتهم بدقة، وكنت أعلم أن تنظيم داعش يخطط لهجوم ولكن لم يصغِ أحد".

وأعلن المسؤولون في سريلانكا أنهم انتهوا مما يقرب من 95% من التحقيقات، وواثقين للغاية من إلقائهم القبض على "أغلب المشاركين أو المتواطئين مع التنظيم"، وذلك بعد التعرف على 140 شخصًا مشتبه بهم، كلهم من أبناء الجنسية السريلانكية.

صورة 2

وتذكر الصحيفة أن أحد المفجرين الآخرين، وهو عبداللطيف جميل، سافر إلى سوريا، ولكن يعتقد المحققون أنه تطرف قبل ذلك بكثير أثناء سفره إلى أستراليا ليدرس هندسة الطيران.

ويعتقد المحققون أن إلهام وإنشاف إبراهيم، نجلا أغنى رجل أعمال في مجال التوابل بالبلاد، هما من مولا الهجمات الإرهابية. وبحسب المسؤولين، فإن إنشاف قال لزوجته في رسالة صوتية أخيرة قبل الهجوم: "أنا ذاهب للقاء الله".

ويقول المسؤولون في سريلانكا، بحسب الصحيفة الأمريكية، إن العامين 2013 و2014 سجلا انضمام أول سريلانكي لتنظيم داعش، وهو تقريبًا الوقت نفسه الذي أعلن فيه التنظيم الإرهابي خلافته المزعومة في سوريا والعراق.

ويرى قائد الجيش السريلانكي في ذلك الوقت دايا راتنايكي أن أنظمة الاستخبارات وجمع المعلومات كانت مهتمة بهذه القضية "كنا نعرف ما يحمله الوقت لنا، والجيش أسس مجموعات خاصة لتتبع طلاب الجامعات المتطرفين ومراقبة المنصات الاجتماعية".

وأوضح راتنايكي أن الجيش كان على علم بالتنظيم الذي يقوده زهران، وكان يضم متطرفين ومعتدلين على حد سواء "كانت رسالتنا للمعتدلين ألا تطردوا المتطرفين خارجكم، بل أبقوهم في مداركم".

صورة 4

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن أول حالة انضمام لتنظيم داعش من قبل سريلانكي كانت من نصيب محمد حسين شارهاز نيلام، والذي كان مدربًا للكاراتيه وقُتل في سوريا بغارة للتحالف الدولي عام 2015.

ويقول الخبراء الذين يتابعون عمليات تنظيم داعش، إنهم لم يروا أشخاصًا كثر يذكرون سريلانكا قبل الهجمات التي وقعت في عيد الفصح، وإن التنظيم الإرهابي كان دائم الحديث عن ذبح المسيحيين، لكن تركيزه انصب على الشرق الأوسط وأوروبا بشكل كبير، حتى ظهر مقطع فيديو لزهران زعيم فرع التنظيم في سريلانكا، يعلن ولاءه لأبو بكر البغدادي، ما يظهر -وفق الخبراء- أن داعش حافظ على تواصل مع إرهابيي سريلانكا.

صورة 5

يعتقد كثير من الخبراء أن مقاتلي تنظيم داعش ذوي الخبرة كان لهم نصيب من المشاركة في تلك العمليات الإرهابية، وذلك بسبب حجم الدمار الذي خلفته القنابل وعدد الضحايا.

ويقول سيدني جونز مدير معهد تحليل السياسات للصراع في جاكرتا بإندونيسيا: "لكي تصنع مثل هذا الدمار، فأنت بحاجة لخبرة كبيرة في صنع القنبلة نفسها وأجهزة التفجير واختيار المواقع وكيفية إقناع المفجرين بالانتحار، وكل هذا يتطلب لقاءات وجهًا لوجه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان